ربما اتفق لحد ما مع الذين يقولون.. إن الهلال نادٍ مدلل، ويحظى بمعاملة خاصة من قبل المسؤولين وأصحاب القرار.. وأيضًا قد لا اختلف مع مَن يرون أن الإعلام لا يسلط الضوء على المناسبات الرياضية إلا إذا كان الهلال داخل المنافسة.. لكني لست مع من الذين يتصورون أن ذلك الدلال والاهتمام جعل الهلال زعيمًا متربعًا على عرش البطولات لعقود من الزمن.. فالجميع يعلمون أن الوصول للقمة ليس مستحيلاً على أي فريق.. إنما المؤكد والمتفق عليه عند الكل أن أغلب من يصلون للقمم والبطولات سرعان ما يختفون ويتقهقرون، لأنهم ليسوا زعماء..
إلا الهلال..
الذي يختلف عن الجميع.. وليس كمثله فريق.. وسر ذلك يكمن في شموخه وطموح رجاله.. وأول صفة بالهلاليين جعلت فريقهم زعيمًا.. تجدهم دائمًا لا يرضون إلا بالمركز الأول وتحقيق البطولة.. ويغضبون إذا حققوا المركز الثاني.. وأيضًا لا يشجعون إلا الزعيم.. ولا يتكلمون إلا عنه.. بل لم يذكر التاريخ أنهم حضروا مباراة لمساندة غير الهلال.. ثاني صفة في الهلاليين.. يحترمون رموز الفريق ويقدرونهم، ولكن الكيان فوق الجميع، ويزلزلون من يفكر أن يستغل النادي أو يعبث به.. سواء كان رئيسًا منتخبًا أو نجمًا مخضرمًا.. ولذلك، فعلاقة الهلالي بالهلال كعلاقة الابن بأبيه، يفتخر بخدمته.. وإنْ غضب.. فمن أجل الهلال.. وهذا الطموح وذلك الشموخ انعكس على لاعبيه ومدربيه.. والمتابع لهم يجدهم دائمًا يحرثون الملعب لا يكلون ولا يستسلمون، وكثيرًا ما جحفلوا الخصوم.. لذلك، الهلال يذكِّرني بذلك التاجر الذي يفكر ويبدع ويبتكر، ليزيد من ثروته وسطوته.. الهلال يذكِّرني بالعاشق الذي يكتب أجمل القصائد ويتغنى بمعشوقته. الهلال يذكِّرني بالقائد العسكري الذي يرفض الانكسار والتبعية.. هذه هي حكمة الهلاليين.. التي عجز عن فهمها كل الأندية والمنتخبات.. وأرى أنه لا يستحق أن يلقب بالملكي إلا الهلال..
- خالد السلامة
kas00966 @