يواجه مختلف بلاد العالم العديد من المشكلات البيئية، التي تظهر نتيجة للتفاعل الخاطئ للإنسان مع عناصر البيئة، وعدم إدراكه للعلاقات المتبادلة بين هذه العناصر. ولذلك وجب علينا التفكير في إيجاد أداة هامة لضبط السلوك الإنساني؛ إنها التربية البيئية، التي تمكن بالفعل المتعلمين من تبني مواقف إيجابية تجاه البيئة وبالتالي تفادي إحداث اختلال في توازن النظم البيئية. فالتربية البيئية تعرف بأنها التوعية بالمسؤولية الشخصية لكل فرد إزاء حماية البيئة. ومن هنا فإن الحل الأمثل لمشكلة حماية البيئة وصيانتها يكمن في حُسن تنشئة الإنسان المتفهم لبيئته، الواعي لما يواجهها من مشكلات وما يهددها من أخطار، والقادر على مواجهة هذه المشكلات عن اقتناع ورغبة حقيقية. واختيار طفل الروضة كمتلقٍ لهذه التربية هو اختيار سليم، لأن الطفل في هذه المرحلة من العمر يكون على درجة كبيرة من التقبل والميل للبحث والاستطلاع، واستكشاف البيئة من حوله. كما أنه مرن ويمكن تعديل أنماط سلوكه وتوجيهها نحو الطريق السليم. أي لا بد من إسهام كل أسرة في تربية أبنائها تربية بيئية سليمة، لأن الطفل إذا تعود أن يسلك سلوكيات رشيدة تجاه البيئة سيكون أكثر قابلية لصيانتها والحفاظ عليها في مراحل عمره التالية.