لم يكن مساء السبت 25 رجب 1438 هـ إلا نقلة أخرى مميزة في تاريخ الوطن السعودي، اتساقاً مع صدور الـ «41» أمراً ملكياً كريماً في ذلك المساء المبارك، لتعزز من خيرات الوطن وتدعم مسيرته التنموية، وتنثر الفرح على وجوه المواطنين.. ومن دون شك فمن يتفحص تلك القرارات سيجدها معززة لرؤية 2030، وصولاً إلى ترجمة الرؤية بقرارات تعزز من متانتها، وقابلية تطبيقها على الأرض، لتصبح واحدة من دفقات بناء مستقبل بلادنا إنساناً ومكاناً، وأملاً وواقعاً.
إن الملمح الأهم في القرارات والأوامر الملكية الأخيرة، أنها جاءت واقعية تماماً، تتواءم مع تطلعات الوطن قيادة وشعباً، فقد اتكأت على تغليب كل المحاور المهمة التي يحتاجها الوطن في المرحلة الحالية، فبلادنا تحتاج إلى روح الشباب الوثابة والمتحمسة والواعية، ولذا جاء اختيار القيادات الجديدة لتكون تلك الدماء الشابة، التي ستضخ الحيوية والديناميكية في أوصال الوطن.
وجاء العدل والمحاسبة والحزم، ليؤكد من جديد أن هذه البلاد المباركة، ومنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وحتى العهد الزاهر الحالي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- كانت وستظل قائمة على إحقاق الحق وإعلاء العدل ومحاسبة كل مقصر، وأن الجميع تحت طائلة السؤال عندما تحدث منهم التجاوزات.
وحضرت القرارات الملكية الأخيرة بقوة في مسألة الوفاء وتثمين جهود أبطالنا البواسل حماة حدود الوطن، من خلال تقديم راتب شهرين لهم، انطلاقاً من إحساس القيادة الرشيدة بالدور البطولي للمشاركين في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وكون أولئك البواسل عيوننا الساهرة القوية الأمينة على تغورنا.
فوق أن من عطايا القرارات الملكية أنها لامست حاجة قطاع كبير من أبناء الوطن العزيز، بإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة، بما يعكس حرص الملك المفدى -حفظه الله- على تحسين أوضاع أبنائه المعيشي، في رد صريح وجلي على كل الحاقدين الذين دندنوا على القرار السابق القاضي بإلغائها، والذين وصفوه بالتقشف الاقتصادي، لكن إرادة الله ثم الوطن الشامخ قالت لهم: لا، وألف لا، فبلد الخير لا يعدم من عطايا الله تعالى ثم الإرادة والإدارة الاقتصادية الناجحة، والتي جعلت بلادنا تنأى عن العثرات الاقتصادية.
ثم كانت لفتة الملك سلمان الجميلة والحانية لأبنائه وبناته ومنسوبي التعليم، بأن تكون نهاية الاختبارات قبل بداية شهر رمضان المبارك، ليخفف عنهم عبء الدراسة والاختبارات خلال الشهر الفضيل مراعاة لظروفهم.. وهكذا هم قادة بلادنا يثبتون من جديد مدى حصافتهم ووفائهم، وحرصهم على أن نظل شامخين في بلد الشموخ.