«الجزيرة» - سامي علي:
أكدت المديرية العامة للدفاع المدني جاهزيتها واستعدادها لتنفيذ خطة بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، وتوفير كل سُبل السلامة الوقائية من المخاطر لضيوف الرحمن من المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف.
وأوضحت المديرية العامة للدفاع المدني خلال المؤتمر الصحفي، الذي عُقد بمركز العمليات الأمنية الموحد 911 بالعاصمة المقدسة لاستعراض الخطة العامة للطوارئ في رمضان، تكامل آليات التنسيق والتعاون مع 20 جهة حكومية، تشارك في تنفيذ الخطة للتعامل مع المخاطر الافتراضية كافة المرتبطة بتزايد أعداد المعتمرين والمصلين والزوار طوال الشهر الكريم، وتوفير كل ما يلزم من القوى البشرية والآلية والمعدات الفنية لمباشرة البلاغات كافة عن الحوادث ذات العلاقة بأعمال الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة، والتصدي للمخالفات كافة التي تمثل تهديدًا لسلامة ضيوف الرحمن.
ورفعت المديرية العامة للدفاع المدني في بداية المؤتمر التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد والأسرة المالكة والشعب السعودي بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وأوضح اللواء سالم المطرفي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أن الخطة العامة للطوارئ خلال شهر رمضان المبارك بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة، التي اعتمدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تم إعدادها وفق منهج علمي دقيق، يراعي المخاطر المحتملة كافة عبر عدد من المحاور التي تهدف إلى نشر أعمال الدفاع المدني ومراكز السلامة العامة للمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام، وتعزيز الإجراءات الوقائية من خلال برامج التوعية، إضافة إلى الجاهزية الكاملة للتعامل مع افتراضيات المخاطر التي يتم رصدها، وإدارة عمليات المواجهة وفق تحديد دقيق للمهام، وبالتنسيق مع الجهات الحكومية كافة، مؤكدًا أن فاعلية آليات التنسيق هي الأساس لنجاح الخطة بمشيئة الله تعالى.
وأكد اللواء المطرفي أن الخطة تتضمن كل أعمال الوقاية من المخاطر والسلامة والتدخل لمباشرة البلاغات كافة عن الحوادث من خلال الانتشار المدروس لوحدات الدفاع المدني وفرق التدخل السريع الثابتة والمتحركة والموسمية في جميع أرجاء العاصمة المقدسة، مع مراعاة المتغيرات المرتبطة بانتشار الكثافة البشرية وأوقات الذروة خلال شهر رمضان المبارك.
وأشار اللواء المطرفي إلى أن الخطة التفصيلية لأعمال الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، والمعتمدة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج المركزية، تشمل أعمال الحماية المدنية والتوعية والإسناد والدعم كافة، وكذلك التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية كافة، التي يوجد مندوبون لها على مدار الساعة بمركز العمليات. مشيرًا إلى تشكيل قوة خاصة للدفاع المدني بالحرم المكي الشريف للتدخل في حالات الطوارئ، وتجهيز عدد من غرف العمليات، إلى جانب مركز العمليات الأمنية الموحد «911» لسرعة التعامل مع أي حالات طارئة. والشيء نفسه بالنسبة لخطة الدفاع المدني بالمدينة المنورة التي اعتمدها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير المنطقة.
وتحدث العميد علي المنتشري مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، وأكد شمولية الخطة للدراسات والإحصاءات كافة الخاصة بأعمال الدفاع المدني في رمضان خلال السنوات الماضية لتوفير أعلى مستويات السلامة للمعتمرين أثناء وجودهم بمكة المكرمة، والاستفادة من الجهات الحكومية كافة المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالعاصمة المقدسة. مشيرًا إلى إجراء مسح وقائي شامل لجميع المنشآت والمواقع التي يرتادها المعتمرون ومنشآت إسكانهم، ونشر فِرق التدخل السريع والدراجات النارية كفرق للتدخل الأولى في المنطقة المركزية، إلى جانب فِرق الإطفاء والإنقاذ التي تتمركز في جميع أرجاء العاصمة المقدسة، والتي تم دعمها بنسبة 150 % خلال شهر رمضان المبارك، إضافة إلى الفرق التخصصية للتعامل مع حوادث المواد الخطرة وأعمال الإنقاذ.
وأشار العميد المنتشري إلى أن محور العمليات يتضمن جميع أعمال الحماية المدنية للرصد والإخلاء الطبي، كما تضمنت تخصيص قوة للحرم المكي الشريف، تتمركز في 50 إلى 70 نقطة داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة به للمساعدة في حالات الطوارئ، وتكثيف برامج التوعية الوقائية والتثقيف عبر شبكات التواصل الاجتماعي والزيارات الميدانية لمنشآت إسكان المعتمرين، وتوزيع المطويات المترجمة إلى عدد من اللغات.
وتحدَّث العقيد خالد الجهني المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالمدينة المنورة عن أبرز ملامح خطة الطوارئ بالمنطقة خلال شهر رمضان المبارك مؤكدًا أنها تتضمن تخصيص فرقة للتدخل السريع بالمسجد النبوي الشريف، وكذلك فرقة للتدخل في الساحات الخارجية، وفرق لرصد الغازات وعوادم السيارات في مواقع الحرم والأنفاق، إلى جانب فِرق تنفيذ أعمال الحماية المدنية في التعامل مع حوادث المواد الخطرة وأعمال الإغاثة والإخلاء والإيواء. مؤكدًا انعقاد اللجنة الفورية للدفاع المدني بشكل يومي برئاسة مدير الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة.
وأشار العقيد الجهني إلى متابعة تطبيق اشتراطات السلامة في جميع منشآت إسكان زوار المسجد النبوي الشريف والأسواق والمراكز التجارية، وتنفيذ حملات المسح الوقائي للمنطقة المركزية، واستحداث 7 فرق موسمية لدعم الفرق الثابتة على الطرق كافة المؤدية للمدينة المنورة والمنطقة المركزية ومنطقة حجاج البر، وذلك عبر مراحل عدة، تبدأ من أول أيام شهر رمضان حتى انتهاء احتفالات عيد الفطر المبارك، تتضمن تكثيف دوريات السلامة لمنع استحداث أي مخالفات تهدد سلامة المعتمرين والزوار، إضافة إلى تنفيذ خطة لتوعية الزوار من المعتمرين والقائمين على خدماتهم في دور الإيواء والأسواق وتنظيم عدد من المحاضرات التوعوية واستخدام الدوائر التليفزيونية المغلقة في بث عدد من الرسائل التوعوية باشتراطات السلامة.
وردًّا على تساؤلات ممثلي وسائل الإعلام أكد قادة الدفاع المدني المشاركون في المؤتمر عناية الخطة بالجانب التوعوي الوقائي للمعتمرين والزوار، وكذلك المواطنون والمقيمون، من خلال التنسيق والتعاون مع عدد كبير من القنوات التلفزيونية والإذاعية، وكذلك عبر اللوحات الإرشادية والإلكترونية بالعاصمة المقدسة، وطرق الوصول إليها، ومواقف السيارات، وعبر وسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي؛ إذ يتم بث الرسائل التوعوية بأربع لغات، وعبر 6 منصات على الشبكات الاجتماعية، وفق تحليل دقيق للمخاطر المحتملة، إلى جانب تنظيم مسابقة لتفعيل المشاركة المجتمعية في مجال التوعية الوقائية.
وأجمع المشاركون في المؤتمر على وجود تنسيق كبير بين الجهات الحكومية كافة المشاركة في تنفيذ خطة الدفاع المدني للطوارئ خلال شهر رمضان المبارك من خلال مركز العمليات الأمنية الموحد بإمكانياته المتطورة، وكذلك غرفة عمليات التنسيق التي يوجد بها مندوبون لجميع الجهات الحكومية على مدار الساعة طوال شهر رمضان.
وأشارت قيادات الدفاع المدني المشاركون في المؤتمر إلى أن تحليل المخاطر يتم وفق دراسات وإحصاءات دقيقة بالتعاون مع الجهات المختصة بكل خطر، مثل هيئة المساحة الجيولوجية والأرصاد وحماية البيئة وإدارات السيول في الأمانات، وغيرها من الجهات، لتوقع المخاطر المحتملة كافة واستباقها.. مؤكدين وضع خارطة لتحليل المخاطر الطبيعية وفق منهج علمي دقيق لتنفيذ إجراءات الوقاية والمواجهة الميدانية لأي خطر محتمل، بما في ذلك مخاطر الحريق الناجمة عن زيادة الأحمال الكهربائية بمنشآت إسكان المعتمرين في رمضان، وتنفيذ برامج للتوعية بأهمية تخفيف الأحمال.
وفيما يتعلق بالمشاريع الجاري تنفيذها بالمسجد الحرام وما يرتبط بها من مخاطر أكدت المديرية العامة للدفاع المدني وجود متابعة دائمة لهذه المشاريع من قِبل إدارات السلامة بالشركات المنفذة لها، وبمتابعة من الرئاسة العامة لشؤون الحرمين والدفاع المدني واللجان الفنية، إضافة إلى وجود فرق إضفاء ذاتية للتدخل السريع والفوري في مواقع هذه المشاريع.
وأشاد المشاركون في المؤتمر بمركز العمليات الأمنية الموحد «911» بتقنياته المتطورة لخدمة المنظومة الأمنية كلها، ودوره في تحقيق سرعة قياسية في تبادل المعلومات، والتنسيق بين الجهات كافة المعنية بتنفيذ الخطط كافة للحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين والزوار، وهو ما ثبت بالفعل خلال موسمَي العمرة والحج العام المنصرم، فضلاً عن الإحصائيات التي يقدمها المركز، والتي تفيد في تحديد اتجاهات الحوادث ومعدلات تكرارها، ودوره في تفعيل أعمال لجان الدفاع المدني.
وأكد المشاركون في المؤتمر خضوع جميع منشآت إسكان المعتمرين والزوار لاشتراطات السلامة قبل التصريح لها من قِبل لجنة إسكان الحجاج؛ إذ تم التصريح لأكثر من 7 آلاف مبنى فندقي وسكني بعد التأكد من توافر هذه الاشتراطات بها، إلى جانب تسيير فرق لمتابعة أي مخالفات، والعمل على إزالتها فورًا وفق الإجراءات النظامية المعتمدة، إلى جانب توافر مختصين لأعمال السلامة في جميع المنشآت، وهو الأمر الذي أسهم في تقليص عدد المخالفات.
وحول عدد القوى البشرية المشاركة في تنفيذ الخطة أكد اللواء سالم المطرفي مشاركة أكثر من 5000 عنصر من رجال الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، بما في ذلك وحدات ومراكز الدعم والإسناد التي تنتشر وفق دراسات معينة لسرعة مباشرة البلاغات، إلى جانب الآليات المتطورة والبرامج الحديثة، مثل برنامج سلامة لإصدار تراخيص الدفاع المدني إلكترونيًّا والآليات المتطورة لمباشرة حوادث المواد الخطرة، وعربة القيادة الميدانية التي تتيح متابعة الحوادث تلفزيونيًّا، ومعدات الإنقاذ.