د. خيرية السقاف
بقدر ما تفرح النفس برمضان يحل بنا ضيفاً محملاً بالفرص, والهبات..
بقدر ما ينزل فيها هذه النفس من الألم لعِظم التفريط فيه
هذا الذي تحشد له قنوات الفضاء الإعلامي جهوداً ما رأينا يسيراً مثلها يُبذل لتوعية الأجيال بغايات الشهر العظيم, ومحاصيله, ومكتسباته, إلا نزراً يسيراً يُذرّ في نهارات رمضان
أما لياليه فالهدر المقيت!!..
ليل رمضان, وحتى نهاره بالنسبة لخطط الفضائيات العربية المسلمة هو للترفيه, وللهو, ولتبديد الوقت, وشغل الانتباه ببرامج القصص المكررة, والمحتوى السطحي, والمسلسلات المخجلة, واللقاءات..., والتسلية, والعروض التي لا تليق بما ينبغي أن يُهيأ لانشغالات روحية, وفكرية, وتعبدية, وتصحيحية, واستباقية, لما يمكِّن الفرد المسلم من الاستزادة بانفتاحات أوسع وأعمق لرسالة السماء في مضامين خصص لها هذا الشهر الفضيل, فتكريس وسائل الإعلام لرسالته خير ما يمثل قِوام هذا الإعلام..
لكن؟!
الهدر, الهدر المفرَّغ سيد الحال..
ناهيك عن الوقت المهدر في ثرثرة «التغريد» الذي غدا مفسدة للحس الشفيف، والذهن النظيف..
وكأنّ نافذة الفضاء الافتراضي قد أُشرعت للدلق بتفاصيل ما كان مخبوءاً من فساد التعليم, والتربية, والبناء في الإنسان مذ دبت روحه في فضاء الأرض, وقدمه فوق ثراها..
مؤلم أن يأتي رمضان وهذا حال من يصلّون, ويصومون.. ؟!
هذا الواقع يتكرر في كل رمضان,
في كل رمضان ويزداد
إلاً قليلاً مما يقدمون, وثلة ممن يختلفون !
فكيف هو مضمون وقت كل واحد اليوم في رمضان الضيف المبجل في حضرة ثلاثين يوماً من عمره؟!
كيف هو الحال والأفعال؟
ليته السؤال الذي يضع كل فرد نفسه داخل تجويف علامته الاستفهامية,
ثم يشد الوثاق عليه وهو داخلها..
أوَ سيخرج منه في الاتجاه الصحيح
أو سيجد نفسه في مدِّ موج الهدر, وجزْره؟!!
:
:
جعل الله رمضان هذا مُعيناً على الطاعات، فرصة للتطهير, جوفاً للاغتسال,
محتوى للاكتساب, مَعيناً للرواء,
وخاتمة للفلاح لي, ولكم, وللمسلمين أجمعين..