حميد بن عوض العنزي
مع حلول شهر رمضان المبارك كل عام تنشط حملات تفطير الصائمين في المساجد و الميادين وهي ظاهرة جيدة وتتناسب مع الشهر الفضيل، بأهدافها النبيلة وابتغاء الاجر والثواب، ولان هذه الحملات تستهلك ملايين الوجبات خلال الشهر الكريم، مما يعني ملايين الريالات، ومع تكرار هذه التجربة منذ عقود الا انها لاتزال تقدم بطريقتها البدائية والتي قد يكون فيها بعض الهدر الناتج عن عدم التنظيم ودراسة الاحتياج بشكل دقيق لكل موقع او مسجد وكذلك تحديد نوعية الوجبات التي يفضلها مرتادو تلك المساجد او خيام التفطير.
** ويحدثني احد المشرفين على بعض هذه الحملات ان الموائد التي غالبا ما تقدم بجوار المساجد ويقصد بها الصائمون الذين اغلبهم من العمالة يكون بها فائض بشكل يومي ، وحتى بعض العمالة تتنقل وتختار بين تلك الوجبات التي تقدم في مساجد وجوامع متقاربة، لان الاعداد تتفاوت من مسجد لاخر فان الفائض كذلك، وهو ما يدعو الى التفكير في اعادة طريقة هذه الحملات بهدف تقليل الهدر والاستفادة مما يقدمه المحسنون لحملات التفطير، بوجود ما يشبه المراكز الكبيرة في الاحياء بحيث تقام في اماكن واسعة تستوعب الصائمين وتقلل من الهدر الذي غالباً ما يحدث بسبب ان تلك الوجبات تتوزع بين المساجد والجوامع المتقاربة، وتزود تلك المراكز بما يحفظ الفائض والاستفادة منه في الوجبات الاخرى سواء في اليوم التالي او حتى وجبة السحور، وان يرصد القائمون على تلك المراكز الوجبات او اصناف الطعام الاكثر قبولا وتلك الاقل، ليتم تعديل الوجبات وفقا لذلك، وقد يكون من الجيد الاستعانة بخبرات الجمعيات المتخصصة مثل «إطعام» وغيرها والتي استطاعت ان تطور عملها والية التعامل مع الفائض بما يسهم في تحقيق اعلى درجات الاستفادة من تلك الموائد.