جاسر عبدالعزيز الجاسر
لكي تواجه التطرف والإرهاب لابد من تفعيل جميع أضلع مثلث المواجهة، وفي الرياض وبعد وضع أطر وركائز التصدي لقوى الإرهاب والتطرف دولاً ومنظمات وميليشيات عبر وضع الأسس لإطلاق قوة عسكرية دولية إسلامية وإنشاء «ناتو إسلامي» كانت المملكة قد وضعت بذرته الأولى بإطلاق التحالف الإسلامي، فتم إكمال المشروع في القمة العربية الإسلامية الأمريكية.
واكتمل إنشاء وتطوير الضلع الثاني بتفعيل وتطوير الجهود الفكرية لمحاصرة وصد الإرهاب من خلال افتتاح مركز عالمي لمواجهة الفكر المتطرف ومقره الرياض حمل اسم «اعتدال» والذي فعّل الخطوات التي بدأتها المملكة من خلال إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة ومعهد الحرب الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، لتطلق بعدها المملكة وبمشاركة قادة الدول الإسلامية والرئيس الأمريكي مركز «اعتدال» الذي يشمل تقنيات وخبرات سعودية متقدمة للتصدي للفكر المتطرف وملاحقته في كل أرجاء المعمورة.
وقبل أن تبارك وتطلق القمة العربية الإسلامية الأمريكية الضلعين العسكري والفكري لمواجهة الإرهاب شهدت الرياض إشهار مركز إقليمي ودولي لاستهداف مصادر تمويل الإرهاب والذي سيكمل المجهود في القضاء على الإرهاب من خلال تفعيل الأضلاع الثلاث «القوة العسكرية - والفكر والمال» إذ إن المركز الذي أقرته القمة الخليجية التي سبقت القمة العربية الإسلامية الأمريكية يعمل على تجفيف الأموال التي كانت تمول الإرهاب، وكانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقبل عقد قمم الرياض الثلاث قد تداولت مذكرة تفاهم بين الدول الست لتأسيس مركز متخصص لمتابعة الأموال التي تمول الإرهاب للسيطرة على تدفقاتها واعتراضها وإيجاد القوانين والضوابط للقضاء على أساليب تنقلها.
وهكذا وفي القمة التشاورية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي سبقت القمة العربية الإسلامية الأمريكية وقعت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على وثيقة إنشاء مركز مالي متخصص ينظم جهود دول مجلس التعاون الدول التي تمتلك أكثر المصادر التي تتسرب منها تدفقات مالية، اخترق الإرهابيون ومنظماتهم ومليشياتهم أنشطتها لتمويل أعمالهم التي أكثر ما أضرت دول الخليج، فهناك جماعات وشركات تتبع المنظمات الإرهابية بما فيها أذرع إيران الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش لها تواجد وأنشطة اقتصادية وتجارية وحسابات بنكية في دول الخليج والدول العربية الأخرى فكان لا بد من وضع طرق وأنظمة تعترض أموالهم القذرة والملوثة لمنع تمويل عملياتهم الإرهابية فجاء مركز تطويق الإرهاب مالياً لتكتمل أضلع مواجهة الإرهاب في الرياض وتشهد القمم الثلاث اكتمال هذه الأضلع الثلاث لتكون الرياض حاملة بجدارة نجاح عقد قمم معالجة هموم العرب والمسلمين بالقضاء على آفة أريد إلصاقها بالمسلمين فيأتي الحل والمصالحة من حاضرة المسلمين.