سعيد الدحية الزهراني
خلال القمم التاريخية مطلع الأسبوع المنصرم التي ضمت 55 دولة عربية وإسلامية بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. فتحت المملكة قلبها وعقلها وحلمها.. لصناع القرار والاستقرار في العالم.. ليشع نور الطمأنينة العالمية.. متمثلة نوارنية الدين الإسلامي السمح المسالم.. حين شع للإنسانية أجمع من مكة المكرمة ومدينة رسول السلام والخير صلى الله عليه وسلم.. هذا الدين الإسلامي القويم الحنيف في أصله وتعاليمه وسننه.. لا كما صوره المارقون الخارجيون من لصوص الدم ومصدري الثورات.. من أعداء الحياة والسلم والإنسان.. لقد تشرفت المملكة وعلى مدى عقود من الصبر والصدق والعمل والتضحيات.. بمحاربة التطرف ووليده الأسود الإرهاب.. مقدمة للعالم تجربة رائدةً فارقةً فائقةً.. في التصدي للوثة الخراب التي توهمت تنظيماته وجماعاته.. ودوله التي تموله وترعاه وتصدره.. باسم المقاومة الزائفة والثورة الفاسدة.. وباسم الدين وهو بريء منه.. وما دول العالمين العربي والإسلامي مما أصابنا ببعيد.. ففي كل بلد عربي أو إسلامي غصة حزن عميق.. ألحقها به سماسرة التطرف الخبثاء.. مثلما هو الحال والمقال في كل بلدان العالم.. حين فاجأتها موجة التطرف العاتية.. حتى بات العالم بأسره مهدداً بخفافيش الظلام.. وحين تعبر المملكة عن هذه الآفة المهلكة للحرث والنسل والمستقبل.. بمصطلح التطرف.. فهي تتجه مباشرة إلى جذر الشجرة السوداء.. تلك التي تزاحم أشجار الحياة في حقل الإنسان.. في مختلف الثقافات والمعتقدات والأديان.. فشجرة التطرف البغيضة لا دين لها ولا هوية أو انتماء..وستبقى أماً لعينة ترضع أطفالها العنف وتغذيهم بالكراهية وتسقيهم دماء الأبرياء.. وها هي اليوم بلادنا المملكة العربية السعودية ـ مثلما كانت بالأمس ولن تتحول بالغد ـ تمد أيديها لتشد عليها أيادي العالم.. لنكون معاً؛ يداً وقلباً وبندقية.. في وجه التطرف البذيء.. نمحوه من عقول الشباب والأجيال.. ونهزمه في أوكار التنظيمات والتكوينات.. ونكسر هامة الدول الراعية له المصدرة لويلاته مهما تلونت و أولت.. إن أمانة أمن الإنسان.. في ضمائر الشرفاء وأما شعوب العالم وعبر صحائف التاريخ والحاضر والمستقبل؛ أمام القرار بالحتمية لا بالاختيار.. قرار: صيانة مشروع الحياة الآمنة لإنسان العالم.. وهو المشروع الذي لن تنجزه الاشتغالات الأحادية.. مثلما لن تستثني لعنة التطرف أحداً أبداً.. عدا صانعيه ومصدريه وداعميه الذين يرفهم العالم ويسميهم بسيماهم وأسمائهم وجرائمهم.. لتأتي إيران رأس حربة الإرهاب مثلما وصفها بدقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله.. لقد انطلقت المملكة من تعاليمها الدينية وقيمها الأخلاقية ومثلها الإنسانية.. امتثالاً لمسؤولياتها القيادية على مختلف الأطر.. لتؤسس»المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال)» ليكون تطبيقاً فعلياً لمرتكزاتها النبيلة وترجمةً خلاقة لنواياها الإنسانية البيضاء.. وهو أيضاً امتداد راسخ لنهج المملكة على امتداد العقود المنصرمة نحو ما يحقق الخير ويهزم الشر.. كما ويبلور غايات رؤية المملكة 2030م ضمن مرتكزاتها الحضارية والقيمية والإنسانية..
إن هذا المركز الذي يضع صيانة أمن الإنسان العالمي غايته الأولى ومهمته الأهم.. ينطلق بعون الله وتوفيقه لتحقيق غاياته مستهدفاً مستويات التأثير ومناطق التأثر في كل المجالات المعنية بغاياته النبيلة.. عبر أداء تكاملي بزمنيه المرحلي والاستراتيجي.. معتمداً على عقول الشباب وهممهم وتحديهم وإصرارهم..
شكراً لبلادي المهمومة على الدوام بخير الإنسان العالمي واستقراره وصيانة أمنه.. وشكراً لشركاء السلام على امتداد هذه المعمورة التي يريد لها الأشرار الدمار..