علي الخزيم
قبل دخول الشهر الكريم تلاحظ أن الكثير من الناس يستعدون له وكأنهم لا يدخلون بشهر الخير والبركات، بل تشعر وكأنهم يُجَهِّزون لمواجهة ساخنة أو طاحنة مع أزمة أو كارثة والعياذ بالله، لهاث نحو تجميع اللحوم والمعجنات والمشروبات المُلوَّنة، كإقبال المحروم على ملذات كانت ممنوعة عنه طيلة 11 شهراً مضت، مما أتاح للعمالة الفاسدة المزيد من الفرص، وهذا لا يعني أن كل العمالة الوافدة سيئة فالأغلبية فيهم الخير والصلاح.
فمنذ شهر رجب ومحلات السمبوسة، وتوصيل الطلبات منها تعلن عن توفر أنواع جديدة وجودة عالية، فكيف تكون كذلك وهي مجهزة منذ أشهر؟! وإعلان آخر يؤكد أن لديه (سمبوسة منازل شغل أم دحيِّم)، وأم دحيِّم ما هي إلاَّ أفارقة وآسيويون مخالفون يعملون بمنازل مهجورة بالمدن أو بقرى المحافظات المجاورة بعيداً عن عين الرقيب.
قبل الشهر الكريم لن تجد خروفاً مريضاً أو جملاً مكسوراً أو أخيه الأجرب، حتى لو بحَثَت عنه مراكز التجارب والأبحاث بالجامعات، لأن الطلب عليها قُبيل رمضان على أشده، (فبعض) محلات الجزارة ومعامل المعجنات الرمضانية تنشر مندوبيها بين أسواق الإبل والأغنام وبين المزارع لجلبها وفرمها وبيعها بأسعار عالية على أنها من أفخر اللحوم ومن مزارع معروفة بعنايتها بحيوانات الذبح والاستهلاك.
لو توجهت لسوق بيع الورقيات من الخضار ستجد نفراً يتسحَّبون بين المحلات تلك لالتقاط السواقط على الأرض وبين الأقدام من الخس والبقدونس وأخواتها، ليس احتراماً للنعمة بل لجمعها وتقديمها لك داخل المعجنات وكسلطات بين المشاوي، شاهدتهم بالسوق وأكد لي باعة الخضار أهدافهم المريبة، والآسيويون الذين كنت تشاهدهم عند إشارات المرور بزي عمال النظافة يمارسون التسول؛ ستفتقدهم لأن أحواشاً وخرائب تتلقَّفهم الآن للعمل بلف ورق العنب والملفوف واللقيمات، ويقال إن محلات ومخابز مشهورة تستقبل إنتاجهم والمستهلك يشتري ثقة بجودة المحل ولا يعلم مصدر المُنتج، كما تتم قبيل رمضان إعادة تغليف كافة أصناف الدجاج منتهي الصلاحية أو ما قارب عليها، وذلك على يد عمالة سائبة أو مخالفة تشتريه من مصادره بأثمان بخسة ثم تعمد لتوزيعه على مطاعم وشوايات تتعامل معها وتعرف مخالفتها، وكثير من العاملين بالمطاعم والشوايات ومخابز المعجنات هم من الوافدين بل أغلبهم ممن احتوتهم بلادنا؛ ورحَّبت بهم المملكة قيادة وشعباً لكنهم لم يكونوا على قدر الوفاء والمحبة الممنوحة لهم.
أجزم أن (بعض) هؤلاء ممن يخاتلوننا في المحلات والأسواق ويرتكبون المخالفات المتعددة في المرافق والطرقات يحملون غلاً لا يمنعهم من ممارسته علينا إلا شعورهم بالانضباط الأمني وارتفاع مستوى صرامة الأنظمة، وما عجزوا عنه بالواقع مارسوه ولا زالوا بالواقع الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالتحريض والشتائم ضد المملكة وتلْمَس من عباراتهم أنهم يخدمون رموز وأذناب المجوس، وهل هناك من المواطنين من يغش بالبيع والتجارة؟ الجواب بنعم، ويكفي أولئك المتسترين على المتلاعبين فهم أكثر ضرراً وأعظم خيانة منهم للوطن والأهل.
اعصفوا بهم وطهروا البلاد من ضعاف النفوس سود القلوب ناكري الجميل ولن تندموا.