الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
يؤكد البعض من العلماء والدعاة بأننا على أبواب جاهلية جديدة في ظل الحروب التي يتم شنها على الدين الإسلامي، والطعن في دين الله سلبية كريهة وطعنة في خاصرته.
ويطالب العلماء بضرورة تغذية منابع التدين في هذا العصر، وترسيخ العقائد الصحيحة والفهم المستقيم للدين الحنيف لمواجهة هذه الجاهلية الجديدة التي تعددت أشكالها وأصنافها.
رموز الجاهلية
بداية يقول سماحة الشيخ عبدالكريم خصاونة قاضي القضاة بالأردن: يؤسفني القول أن هناك رموزاً للجاهلية الجديدة يحاولون تزيين الحرام والسخرية من الحلال مما يذكرنا بأيام الجاهلية قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان العالم يعيش في حالة من الفساد والفوضى والظلم والاضطراب.
ويؤكد الشيخ عبدالكريم خصاونة على دور الدعاة في مواجهة هذه الجاهلية الجديدة حيث إن واجبهم أن يتعلموا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي حمل الرسالة الإسلامية ولم يأبه لقول الجهلة والمغرضين والمشككين وإنما كان يقول: «إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي». ولهذا يجب ألا يوهن لهم عزم ولا يضعفوا ولا يستكينوا وأن يقابلوا الأذى بالصبر والسفه بالحلم مثلما كان يفعل الأنبياء في دعوتهم لأقوامهم، ولابد أن يدرك من يعملون في حقل الدعوة أن الجمع بين راحة البال وبلوغ الآمال مستحيل، إذ لا يمكن تجاوز الأخطار والتحديات التي تواجه الدعوة إلا بالصبر والمثابرة وأن يكونوا يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد في مواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بخير أمة أخرجت للناس.
خطورة المؤامرة
ويؤكد الشيخ سفيان مهاجري زيان - رئيس الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية أن الحرب بين الحق والباطل عميقة الجذور في التاريخ وستستمر إلى يوم القيامة بأشكال مختلفة ومتنوعة، وأنه لمن المطلوب من العلماء أن يعوا خطورة المؤامرة على هذه الأمة ويعتبروا هذه المعركة مصيرية ويدافعوا بكل ما لديهم من قدرة، وأن دورهم أساسي في قضايا الأمة، والعلماء عليهم مسؤوليات كبيرة في صد الهجمات على الأمة الإسلامية التي تكالبوا عليها وأرادوا أن ينالوا من قوتها وعزيمتها، وينبغي أن يكون دور العلماء أكثر إيجابية، وأوسع انتشاراً بين الناس لأنه من بيان الحق للعامة وهو ما لا يجوز التقصير فيه، ودور العلماء يحتاج إلى تفعيل كبير ليكون علمهم نافعاً بصورة أوسع و أكثر تأثيرا وعمقاً، وإنها مسؤولية علمية كبيرة يحتاج إليها العالم كلُّه، وأرجو أن يقوم بها علماء الإسلام خير قيام، وهم -إن شاء الله- أهلٌ لذلك. {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.