عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... استطاع فريق الهلال أن يكسب احترام جميع المنافسين، وأن يقف الجميع له، ويصفق لنجومه قبل جمهور الهلال نفسه، لقد عاد الهلال وبقوة، وألحق الكأس الغالي، ببطولة الدوري، فجمعهما في موسم واحد ثم يواصل مسيرته الآسيوية، ويلحق الهزيمة بفريق استقلال خوزستان الإيراني في مباراة الذهاب، والثلاثاء القادم يدخل الهلال مباراة الإياب والكل يتطلع أن يتجاوزه ولو بالتعادل ليتأهل لدور الأربعة وهو قادر على ذلك فالفريق بصفة عامة غير هذا الموسم لأنه باختصار تم تأسيسه (صح) وبدون أي مجاملة وتم استقطاب الأفضل وتم استبعاد الأقل فاعلية أو من يحمل روح الانهزامية.
نعم تم إبعاد من لا يستطيع أن يخدم تطلعات الكيان وجمهوره، وكل من ينتمي إليه، وهنا اكتمل التميز بعدما تم تصفية الأجواء ووصلت جاهزية الفريق إلى أعلى مستوياتها من جميع النواحي وأصبح ينافس على جميع البطولات والمسابقات دون أي تراجع أو اهتزاز، وهو اليوم يغرد وحيدا دون منافس بتميز فريد وغير مسبوق والإحصاءات والأرقام تثبت ذلك وليس باجتهادات أو آراء، وكما هو معتاد فالبطولات تتحقق والإنجازات تتواصل ولكن الصعب أن تحافظ على هذا الإنجاز واستمراره وأن تكون قدر الإمكان في المقدمة لأن بعد كل ما تم مشاهدته لا يمكن قبول التراجع.
كل الأمنيات أن تحذو جميع الأندية حذو الهلال وعمل إدارته الاحترافية ليستمر التنافس الشريف، الذي يصب في مصلحة رياضة الوطن أولا قبل رياضة الأندية والتي تعتبر الداعم الأساسي للمنتخبات وما تحققه من إنجازات على مختلف الأصعدة.
انهيار النصر انهيار للكرة السعودية
لا يشك أحد أن ما يحدث في نادي النصر ليس في مصلحة الكرة السعودية بصفة عامة وعلى أندية العاصمة بصفة خاصة وخاصةً المنافس التقليدي نادي الهلال والذي لن يكون في قمة توهجه وعنفوانه إن هو فقد منافسه نادي النصر ودائما المنافسة القوية تنتج رياضة صلبة وقوية ويكون المنتج مميزا.
ونادي النصر أحد أكبر الأندية وأعرقها وذو شعبية جارفة سيكون تراجعه أو هجرة جماهيره للمدرج أمرا صعبا وغير محمود من جميع النواحي ولكن ما نشاهده ونتابعه يوميا من أحداث تدل على أن النادي بكامله مرشح للضياع والتلاشي من خلال المشاكل التي تعصف به داخليا وخارجيا وخاصة الشح المالي والديون المتراكمة والتي تعتبر غير مسبوقة ونادي النصر له عشاقه ومحبوه، سيكون غيابهم وابتعادهم مؤثرا إن حدث ذلك مع ابتعاد ناديهم ولا أشاهد في الأفق أي أمل في حل المشاكل المتراكمة وسط إصرار الإدارة على الاستمرار وهي والله أعلم قد فقدت ثقة الجميع وتلاشت مفاتيح الحلول لديها بعدما ابتعد الكثير من المحبين والداعمين بسبب فجوة كبيرة وعميقة بين الطرفين، حيث لم تستطع الإدارة أن تحافظ على استمرار تواجدهم.
واليوم ونحن نودع موسما مؤثرا وكبيرا وقويا والكل يستعد ويرتب ويخطط لموسم قادم ولكن ماذا لدى نادي النصر وإدارته من مخطط أو أفكار أو طموح تستطيع أن تبني عليه وهي لم تستطع أن تخرج من النفق المظلم الذي وضعت نفسها فيه.
نقاط للتأمل
- تحقيق نادي الهلال لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بعد وقت وجيز من تحقيق بطولة دوري جميل واستمراره في المنافسة الآسيوية دليل دامغ وجلي بأن لديه قاعدة صلبة والكل في مستوى متقارب حتى أصبح تأثير أي لاعب لا يشارك لأي سبب غير مؤثر والبديل في مستوى الأساسي إضافة إلى تواجد مدرب متميز وخبير ويستطيع تسخير إمكانيات لاعبيه في خدمة الفريق وهذا أميز صفة شاهدتها في مسيرة الفريق هذا الموسم.
- ثقافة الهلاليين في التعامل والتعاطي مع الأحداث والمعوقات ثقافة راقية وغير متوفرة إلا لديهم فعندما تشعر إدارة النادي وإدارة الكرة في وجود أي عنصر لا يخدم الطموح ووجوده سلبي أكثر من إيجابي يتم إبعاده بطريقة لا تسيء له ولا تقطع رزقه ويتم إعارته أو بيع عقده دون التطرق إلى سبب إبعاده أو تناول مشاكله على وسائل الإعلام وهذه الصفة لا توجد إلا لدى بنو هلال.
- أعتقد أن الفرصة مواتية ومميزة ليعلن بعض لاعبي نادي الهلال اعتزال الكرة والتوجه إلى مجال رياضي آخر ففوز الفريق ببطولتين غاليتين في موسم واحد يجب أن تستغل هذه المناسبة وفي غمرة الأفراح والليالي الملاح ويعلن قدامى الفريق وأكبرهم سناً الاعتزال وخاصة الشلهوب وياسر القحطاني والذي أتمنى ألا ينتهي بهم المطاف كما انتهى بغيرهم عندما فوتو فرصة الاعتزال بعد الإنجازات حتى وصل الحال بهم إلى الابتعاد القسري.
- نادي الأهلي ممثلنا الآسيوي الآخر لم يقدم ما يتطلع إليه الشارع الرياضي السعودي وجمهور النادي الراقي وأعتقد أن أيام مدربه جروس أصبحت معدودة خاصة إذا لم يتجاوز الأهلي الإماراتي الاثنين القادم، والأهلي يضع علامة استفهام حول الهبوط المفاجئ في المستوى وانتقال عدد من اللاعبين واستمرار المشاكل الإدارية والتي أطلت وعكست ما يحدث للفريق والذي يتمنى الجميع أن يعود فريق قلعة الكؤوس إلى المستوى المأمول والرفيع الذي يثري ويزيد من منافساتنا الداخلية والخارجية على حدٍ سواء.
خاتمة
بدأت إجازة الطلبة وإجازة طويلة فيها ركنين عظيمين (رمضان-الحج) وعيدين (الفطر-الأضحى) فيا رب تجعلها إجازة سعيدة للجميع ومبروك الشهر عليكم ووفقكم الله لصيامه وقيامه إنه سميع مجيب الدعاء.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.