المرء في بعض الأحيان يجد نفسه مرغماً كثيراً عندما يتحدث عن صفة ذميمة موجودة في مجتمعه منذ الأزل فهي عدم الاعتراف بحقوق الغير حتى ولو في أصعب الأمور فهذا الأمر مهم لكل إنسان منا في هذه الحياة، فالمرء لا يجد غضاضة إذا قال إنني أطالب بحقوقي التي تحمل هاجساً في نفسه في كل وقت وحين فهل فكر كل واحد منَّا في يوم من الأيَّام أن يتجرّد من كل شيء يتعلّق بجوانب حياته الأسرية لكي يلامس نفسه بنفسه ويعيش حالة من السكون الداخلي حتى تغوص في داخل أعماقه ويحاول أن يبحث عن ذاته بنوع من العقلانية المجرّدة من كافَّة العواطف الشَّخصيَّة المزيّفة والمجاملات البرّاقة هل حاول بقدر الإمكان أن يبحث عن قيمته العقلية والفكريَّة بغض النظر عن الإيجابيات والسلبيات؟ فهناك سؤال يتبادر في ذهن كل واحد منا قد يبدو الأمر بسيطاً ظاهرياً لكنه في الحقيقة أشد صعوبة ومضاضة وتعقيداً عندما ترفض الاعتراف بقول الحق فإنك ستواجه ذاتك ومما لا شك فيه فإنك ستتوقف ملياً تقول في نفسك: لماذا لم أقل الحقيقة - بغض النظر عن الأسباب والمسببات فإنك بعد هذا وذاك ستفقد الحس العام بتقدير الذات فإن تقدير الذات عند الفرد مع البيئة المحيطة به بوجه عام والأسرة هي المنبع الأوَّل في إيصال الأبناء إلى الأمور السلبية أو الإيجابية فإن بعض الأسر في مجتمعنا الكريم تستخدم أسلوباً تربوياً غير داعم لتطوير الذات لدى ابنائها خاصَّة الذين لا يملكون أبجديات الأمور الحياتية التي تمتاز بالتجارب، فهناك علاقة قوية بين تحصيل تجارب الحياة؛ فالأب يلعب دوراً مهماً داخل الأسرة في بناء تقدير الذات الفردية لدى الأبناء فإذا كان الأب ملماً بجوانب تربوية خارج إطار الأسرة فإن ذلك سيساعد كثيراً في تحقيق ما يصبو إليه. إن العلاقة الإيجابية بين الأب والابن أياً كان مستواه في حياة الأسرة لها أهميَّة كبيرة في تطوير وتحسين تقدير الذات عند الابن، وكلما تطورت هذه العلاقة عند الأبناء شعروا بالانتماء لبيئتهم الأسرية وازدادوا فخراً واعتزازاً بأنفسهم وسعدوا بتحقيق نجاحاتهم.