مع أنه ادعى أنه سيلتزم الهدوء في حديثه إلا أنه جنّ جنونه ورجع إلى حالته الطبيعية ألا وهي الكذب والدجل والتزير والحقد الطائفي... هكذا ظهر دجال الضاحية حسن نصر الله في نهاية الأسبوع المنصرم حين تحدث عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز معلقًا على حديث الأمير محمد عن العلاقات السعودية الإيرانية.
بداية أترككم مع السؤال الذي وجهه الإعلامي داود الشريان إلى الأمير بنصه وجواب الأمير، كما نشرته صحيفة الجزيرة:
س: هل من الممكن أن نرى في المستقبل حوارًا مباشرًا مع إيران رغم ما تقوم فيه في المنطقة؟
ج: كيف تتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة راسخة بأن نظامه قائم على إيدلوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره ومنصوص عليها في وصية الخميني بأنه يجب أن يسيطر على مسلمي العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري الإثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي المنتظر، هذا كيف أقنعه؟ وما المصالح التي بيني وبينه؟ وكيف أتفاهم معه؟ عندما يكون بيني وبين دولة أخرى إشكالية نبدأ بحلها، فمثلاً إذا كان فيه مشكلة اقتصادية يكون هناك تواصل، ما الذي تريده أنت وما الذي نريده نحن وكيف نتفاهم عليه، أو مشكلة سياسية مثلاً مع روسيا كيف نتفاهم في سوريا؟ وما مصالحك؟ وما هي مصالحي؟ وكيف نتفاهم في اليمن وما مصالحكم؟ هذا كيف نتفاهم معه؟ هذا منطقه أن المهدي المنتظر سيأتي ويجب أن يحضّر البيئة الخصبة لوصول المهدي المنتظر ويجب أن يسيطروا على العالم الإسلامي وحرموا شعبهم لأكثر من ثلاثين سنة من التنمية وأدخلوه في مرحلة الجوع والبنية التحتية السيئة لتحقيق هذا الهدف، لن يغير رأيه في يوم وليلة وإلا انتهت شريعته داخل إيران، فما نقاط الالتقاء التي يمكن التفاهم فيها مع هذا النظام تكاد تكون ليست موجودة، حيث تمت تجربة هذا النظام في أكثر من مرحلة في وقت رفسنجاني واتضح أنها تمثيليات، بعد ثورة الخميني تأتي إستراتيجية التوسع حتى يغضب العالم ومن ثم يخرجون قائد السلم الذي وقتها كان رفسنجاني حتى يكسب ثقة العالم ومن ضمنهم نحن، كسب ثقتنا، وبعد الوصول إلى مرحلة أخرى وبيئة جيدة يتم إيصال قائد متطرف لكي يستمر في عملية التوسع مثل ما شاهدنا مع نجاد في العراق وسوريا وغيرهما من المواقع، ثم يأتي قائد آخر لكي يحافظ على المكتسبات حتى يرضى العالم، ومن ثم يأتي قائد متطرف لكي يستمر في نشر التوسع، هذا لن يحدث، هذا انتهى، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لُدغنا مرة، ومرة ثانية لن نلدغ، ونعرف أننا هدف رئيس للنظام الإيراني، الوصول لقبلة المسلمين هدف رئيس للنظام الإيراني، لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران وليس في السعودية.
ما تقدم أعلاه هو حديث الأمير وهو واضح أشد الوضوح في نقد السياسة الإيرانية التي تدخلت في دول العالم الإسلامي لأجل تهيئة الأجواء والأرضية لخروج المهدي المزعوم لديهم وهذه الأجواء لا تكون إلا بالسياسة التوسعية واحتلال أراضٍ كثيرة من العالم الإسلامي.
وهنا أحب أن أقول:
إن حديث الأمير لم يتطرق إلى عقيدة المهدي عند الإيرانيين فهم أحرار في معتقداتهم، إنما الكلام عن استغلال هذه العقيدة عند جماعة (الولي الفقيه) و(محور المقاومة) في التدخل في شؤون الآخرين، مثلما شاهدنا في العراق ولبنان واليمن وسوريا والبحرين.
كما أن الأمير محمد بن سلمان لم يتحدث عن معتقد المهدي بالذم أو المدح، فهذا موضوع آخر يبحث فيه علماء الدين عند أهل السنة والجماعة أو الشيعة، إنما كان حديثه عن استغلال هذا المعتقد لأجل أهداف توسعية.
إضافة إلى أن الحديث عن المهدي وخروجه آخر الزمان مبحوث في كتب العقائد عند أهل السنة والجماعة بطريقة مغايرة تمامًا لما كذبه عليهم حسن نصر الله، وأدعى أنهم مجمعون عليه بالطريقة نفسها التي هي عند جماعة (الولي الفقيه).
وحينما كذب دجال الضاحية مرة أخرى وزعم أن نقد الأمير محمد بن سلمان إنما هو لدوافع عقدية أو مذهبية فهذا كذب صريح يعرف كذبه كل من شاهد السياسة الخارجية السعودية، والسياسة الخارجية الإيرانية القائمة على حشر المصطلحات المذهبية المغرقة في الطائفية في طرحهم، وهو ما لا نجده عند بقية الدول الإسلامية والعربية.
لم نجد السياسة الخارجية السعودية تتحدث في مؤتمراتها أو ندواتها أو اجتماعاتها عمّا يسيء للمذاهب الأخرى ورموزها، بل هي علاقة قائمة على احترام الآخر وعدم التدخل في السلوك الديني أو المذهبي لأي طائفة أو ملة.
لكن على العكس من ذلك تأمل في الطرح الإيراني الرسمي واتباعه كيف أن الحقد المذهبي قد بلغ ذروته في كل مكان تصله السومى الإيرانية.
فلا تستغرب حين تجد أن أدعياء محور المقاومة يلزمون أسراهم ومعتقليهم بعبارات طائفية، بل وأقسى من ذلك حين يلمزمهم بسب بعض الرموز الدينية للإهانة والإذلال، وبإمكانك الرجوع إلى أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي تجد ما يندى له الجبين.
وفي الوقت نفسه لا تستغرب أن تجد في خطب حسن نصر الله دعوى المثالية والدعوة للتقارب وإدعاء التعايش، فكلها دعاوى يكذبها الأطفال قبل الكبار.
وهنا وقفة يسيرة... فالأمير كما تحدث عن أدعياء المهدي المزعوم المنتظر بحسب الرؤية الإيرانية، فهو كثير الحديث عن متطرفي أهل السنة والجماعة من الدواعش والفرق التكفيرية دون أن يتحسس دجال الضاحية ومن هو على شاكلته من ذلك، لأنه يتحدث عن ظواهر يجب استئصالها من الجسد السني المسلم، سواء كانت هذه الظواهر ظاهرها سياسي أو ديني.
أخيرًا: المكون الشيعي براء من هذا الكذب والمتاجرة السياسية التي يقوم بها دجال الضاحية، فالشيعة في العالم الإسلامي مثلهم مثل أي مكون موجود منذ قرون طويلة، لا يتحمل وزر هذه الشريحة التي خرجت من طهران في عام (1979م) ووصل شرها وضررها إلى كثير من بقاع العالم الإسلامي، تحت مسميات براقة.