د. ناهد باشطح
فاصلة:
«أيها المصيبة أنا أعفو عنك إذا كنت وحدك».
-حكمة عالمية -
قد يبدو من الطبيعي أن تعقب كل خطوات النجاح لسياسة دولة مثل المملكة بحجم ثقلها السياسي والاقتصادي ردود فعل متباينة في إطار التحليل السياسي للأحداث المؤثرة مثل زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية ونجاح القمم الثلاث لبداية إستراتيجية قوية بين دول الخليج العالم الإسلامي وأمريكا لمحاربة التطرف والإرهاب.
لكن الذي ليس طبيعيا أن تشذ عن صف الخليج أي دولة منه لتهاجم السعودية وأمريكا وتعلن أن إيران لها ثقل ديني وسياسي وتعترف بإسرائيل -وإن كان بأسلوب غير مباشر- أنها ممثلة لفلسطين.
قطر التي لا تستطيع إدراك إن حماية أراضيها لن يكون عن طريق أمريكا بل إن المملكة بثقلها السياسي والعسكري منوطة بهذا الدور وهي أهل له.
لن أناقش صحة تصريحات أمير قطر أو كما أعلنوا بأنها ليست صحيحة بسبب اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية فالقضية ليست تصريحات جديدة بقدر ما هي إعلان للموقف الرسمي الذي لم يفاجئ المملكة فقطر مافتئت تنادي بالتصالح مع إسرائيل وإيران دون إدراك منها بأن الدولتين لهما دور كبير في حرمان المنطقة من الأمان السياسي.
بالرغم من أن كلمة المسرحة في السياسة نادرة كما يقول الكاتب «خيري منصور» من جريدة الخليج إلا أن قطر بمواقفها السابقة وبتصريحاتها النارية تبالغ في استعطاف إيران حين تصفها بأنها محور الاستقرار للدول الإسلامية.
فإذا كانت المسرحة في السياسة، تتجسد في تأدية الخطاب السياسي بصوت مرتفع وحركات تمثيلية فقد ولى عصرها فاليوم هو عصر المنطق والحقائق. وهو عصر القوى حين تتحد لدرء شرور الإرهاب التي تفتك بالعالم دون استثناء.
ولذلك فإن على قطر أن تدرك أهمية وجودها في منظومة دول مجلس التعاون وأنها لن تستطيع حماية أراضيها في حال انشقت عن الصف وفق أهواء سياسية تزين لها قوى إيران في المنطقة وهي تدرك حجم الطموح الإيراني غير المشروع تجاه جيرانها.