دائماً ما أسأل من قبل الأخوات الزوجات عن الكيفية الأجود والأسلوب الأمثل لتغير صفات الأزواج السيئة، وأرد عليهن بإجابة غير متوقعة، ويستغربن منها كثيرًا!!
وهي الطريقة الأضمن لتغير زوجك هي ألا تحاولي تغييره!!
ولست أعني السكوت التام والتجاهل الكامل أبدًا..
إن الإشكالية تكمن في المحاولات المباشرة والتكرار الملح لتغير الزوج والتي تحضر معها شخصية (الأستاذ أو المدير) وهذا ما يرفضه الزوج رفضًا قاطعًا!
يقول صاحب الكتاب الأشهر في العلاقات الزوجية «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»: (إن الزوجة حين تتقبل زوجها بحب دون محاولة تغييره (تشعره بالتقبل) ولا يعني أنها لا تحاول تغييره أو أنها لا تحاول تحسين أوضاعه واستدراك أخطائه أبدًا، إنما يعني أنها تثق أنه يقوم با لتحسينات المتعلقة به.. وحين يشعر الرجل أنه متقبل فإن من السهل عليه جدًا أن ينصت للمرأة وأن يمنحها التفهم الذي تحتاج إليه وتستحقه).
أختي الكريمة.. إن فكرة قبول الزوج تعني إشعاره أن كل تصرفاته محل تقديرها، وعندها تتسع دائرة احتمال تغيره يكون متهيئًا ومستعدًا لأن يتغير ولأن يقوي من قدراته ومحاولاته ليقوم بالكثير من أجل زوجته.
لعل أعظم تعبير لعظم العلاقة ومتانتها هو أن تحب الزوجة زوجها بغير شروط، وبمعنى آخر أن تقبله على حاله، فالحب المشروط من ألد أعداء الاستقرار الزوجي.
إن طيب النوايا عند الزوجة لا يكفي، فمع النية الطيبة لا بد من حضور (التصرف المناسب والفهم الصحيح لطبيعة البشر). فطبيعة الرجل تأبى عليه أن يعامل كطفل (افعل ولا تفعل)... لذا لا بد أن تسبر المرأة (أعماق) الرجل وتتفهم طبيعته.
أختي الزوجة إن محاولة التغير المباشر للزوج غالبًا لن تخرج معها ردة فعله عن أمرين:
أ- إما يهاجمها ويزبد ويرعد وقد يؤذيها فتتوتر الأمور وتتعقد وتزيد المشكلة تأزمًا وتتضاعف الخسائر.
ب- قد يتجاوب مع دعوة الأنثى للتغير ويتفاعل معه، ولكنه يظل تغييرًا مؤقتًا لا يفتأ الزوج يعود بعده إلى سابق عهده ويرتد إلى سابق تصرفاته.
والسؤال هو: لماذا لا يتغير الرجل ويستجيب لتلك الدعوة للتغير؟!
يرى الزوج في إلحاح زوجته على تغييره أنها تحاول السيطرة عليه والتلاعب بشخصيته وأنه شخص مرفوض، وأنها لا تكن له أي مشاعر إيجابية بينما الحقيقية التي لا يعيها أنها تعبر عن حبها بهذا التصرف!!
يقول د. طارق النعيمي: (إنه في أحد الاجتماعات التي حضرها الكثير من الأزواج وتم فيها طرح موضوع محاولات الزوجة تغيير زوجها. يقول الدكتور النعيمي: لقد أجمع الأزواج كلهم ودون استثناء على حقيقة واحدة أن الرجل - وبلا أي تردد ولا شك- سيرفض كل المحاولات لتغييره، وأنه كلما زادت محاولات المرأة لإجراء أي تغيير في شخصيته زاد الرجل في عناده).
إن الزوج يستقبل رسائل التغيير من قبل الزوجة على أنها هجوم سافر على شخصيته وأنه رجل ناقص، وهذا ما يسبب له جرحاً غائرًا.. ومن أشد الأمور وقعًا على الرجل هي إحساسه بأنه شخص غير محبوب ومعه سيستمر على سلوكه القديم؛ لأن المشكلة لم تعالج من الأعماق..
ليس من طريق أمام الزوجة المحبة سوى تقبل الزوج، وهذا يعني عدم إلزامه بأن يكون شخصًا آخر، حيث إن هذا المسار الفكري يحمل الزوج عبء أن عليه (أن يرضيها) أو (يقبل معاييرها).
ويقال في هذا الأمر: إن أعمق مشاعر الخوف عند الرجل هي الشعور بعدم كفاءته!