«الجزيرة» - أحمد السليس وصالحة المجرشي:
أطلق مركز دعم وتطوير الأعمال في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض أول برنامج يركز على تطوير ودعم رائدات الأعمال في مجال التقنية تحت عنوان: «رائدات الأعمال في التقنية»، حيث نظم المركز ورش عمل وجلسات شارك فيها عدد من المتخصصين والمهتمين خلال الفترة من 22 إلى 24 مايو الجاري بقاعة المؤتمرات «القاعة الزرقاء» بمقر الجامعة بالرياض.
من جهتها قالت الدكتورة لمياء العبد الكريم، مستشارة مركز دعم وتطوير الأعمال: هذا البرنامج هو أول برنامج على مستوى المملكة لرائدات الأعمال في التقنية، وهو انطلاق لمركز دعم وتطوير الأعمال في جامعة الأميرة نورة الذي يحتوي على عدد من البرامج.
وأضافت: «بإذن الله نخطط لاستمرار البرنامج بشكل سنوي وهناك برنامج آخر وهو برنامج رائدات الأعمال الحيوي، ويتعلق بالابتكارات وريادة الأعمال في مجال الصيدلة والطب وطب الأسنان والعلوم وسيكون هناك ورشات عمل خلال السنة وتركز على نواحٍ مهمة لتطوير رائدة الأعمال ومواكبة السوق المحلي، وكل هذا البرنامج يدعم تحقيق رؤية المملكة 2030».
وأوضحت أن البرنامج يخدم رائدات الأعمال في مجال التقنية ويسعى لتطوير الفكرة المبتكرة في التقنية إلى خطة المنشأة الصغيرة، إضافة إلى تبادل العلاقات بين المشاركات ونقل التجارب والخبرات، كما يسهم في تعريف المتدربات على المعوقات والحلول الإستراتيجية لدخول المرأة في مجال المشروعات التقنية.
وقالت: كل هذا بالتأكيد سيشكل إفادة للاقتصاد الوطني وسيزيد من توظيف المرأة. وأكَّدت أنهم سينقلون البرنامج إلى خارج الجامعة من خلال الدعاية والشراكات ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى مختلفة، وأضافت: «الآن نعمل على أكبر منصة لدعم وإطلاق المنشآت الصغيرة على اعتبار أن جامعة الأميرة نورة هي أكبر جامعة نسائية في العالم، ولدينا أيضًا خطة طويلة الأجل لمساعدة رائدات الأعمال لتحويل منشآتهن من صغيرة إلى متوسطة وكبيرة».
وأشارت إلى أنه بالرغم من أن التخطيط لهذا البرنامج تم في فترة قصيرة إلا أن هناك تفاعلاً وردود فعل جيدة جدًا من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية وتلقينا عددًا من الإشادات تؤكد قوة البرنامج وأهميته، وقالت: هذا الحمد لله جاء نتيجة فريق عمل تشكل بقوة وضم خبرات محلية ودولية، حيث ضم رائد الأعمال المهندس أحمد رضا، والمهندس بدر الشاوي. كما أردفت أن فريق المركز تميز بتنظيم البرنامج.
وأوضحت أن البرنامج صمم بطريقة علمية وعملية لناحية ريادة الأعمال بحيث إن مخرجاته توافق التطلعات الحالية والمستقبلية أيضًا.
وقالت الدكتورة لمياء إن بعض المؤسسات الحكومية وأخرى شبه حكومية بمجرد اطلاعها على البرنامج أبدت رغبة في استضافته نظرًا لقوة البرنامج وأيضًا ريادة الفكرة في أن يكون هناك برنامج من هذا النوع يهتم برائدات الأعمال في التقنية.
وكان البرنامج شهد في يومه الأول عديدًا من ورش وجلسات العمل المتنوعة وعرض لأبرز المشروعات المتقدمة في التقنية وتحكيمها، كذلك تم عرض بعض الخطط الناجحة وإرشاداتها في سوق العمل، وكيفية تطوير خطة التسويق المعدة للمشروع، من خلال تشكيل عديد من اللجان حسب احتياجات ومستجدات السوق والبيئة المحلية ليتم بذلك تفعيل المبادرة وتنفيذها، ومتابعة الأنشطة المتعلقة بالفعالية.
من جهتها قالت غصون الوهيبي، نائبة رئيسة مركز دعم وتطوير الأعمال في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، إن المركز أنشأ في عام 2013م ويهتم بريادة الأعمال وتطوير المشروعات الصغيرة بالجامعة والمشروعات المتميزة خارج الجامعة ويستقبل جميع المشروعات بشتى أنواعها التجارية سواء كانت للطالبات أو المواطنات السعوديات.
وأبانت أن نموذج العمل داخل المركز ينقسم لعدد من الأقسام، فالقسم الأول برنامج مسرعة الأعمال ويمتد من ثلاث إلى ستة أشهر ويتكون من عدد من الأقسام، كما أن هناك مدربين مختصين في نفس المشروع لمجالات مختلفة داخل هذا المشروع، ضط لدينا البرنامج التنفيذي وأطلقنا منه برنامج رائدات الأعمال في التقنية ولاحقًا بإذن الله برنامج رائدات الأعمال الحيوي وتتضمن ورش عمل ونشاطات مختلفة.
وأضافت: «المركز يهتم لإطلاق المشروعات الصغيرة والمتوسطة سواء كان المشروع قائمًا ونتولى تطويره أو تكون هناك فكرة مشروع ونتولى تأسيس المشروع من البداية».
وذكرت أن المركز لا يقوم في الفترة الحالية بتقديم دعم مالي للمشروعات ولكن ضمن الخطة المستقبلية هناك أفكار عدة ومن ضمنها هذا الموضوع، وأضافت: «في الفترة الحالية نرتبط مع جهات تقدم دعم مثل مركز ديم المناهل وغيرها من صناديق التمويل ويصل قيمة الدعم بسقف أعلى 300 ألف ريال».
وقالت: الآن نتولى توفير الخدمات الاستشارية واللوجستية ونوفر لرائدات الأعمال مكانًا داخل الجامعة سواء كمنفذ تجاري أو مكتب إداري.
وأشارت إلى أن المركز يخدم الطالبات داخل الجامعة في مجال ريادة الأعمال أو المشروعات المتميزة من خارج الجامعة، وأوضحت أنهم قد يتلقون طلبات بعض المواطنات خارج الجامعة وفي مرات أخرى قد يبادر المركز لاستقطاب المشروعات المتميزة والدفع بها إلى مستوى أعلى.
وأبانت أن المركز له مشاركات عديدة سواء داخل المملكة أو خارجها، وأكَّدت مشاركة المركز في مناسبات داخل وخارج المملكة وهذا حدث في زمن قياسي وبجهود كبيرة ولله الحمد وتكاتف من الجميع.
ونوهت بالدعم الذي يلقاه المركز من معالي مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وكافة المسؤولات بالجامعة إضافة للجهود الكبيرة التي تقدم من المشرف العام على المركز وكافة العاملين فيه وهذا كله بهدف خدمة الوطن والعمل على أن يكون المركز متماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تهتم بريادة الأعمال وقبل ذلك تهتم لتمكين المرأة في ظل الدعم الذي تجده من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله.
فيما أكَّد رجل الأعمال المهندس أحمد رضا، أن الاهتمام بريادة الأعمال بالنسبة للمرأة كان غائبًا لدى الكثير من الجامعات وفي السنوات الأخيرة بدأنا نلمس اهتمامًا في هذا الجانب، وقال: جامعة الأميرة نورة هي الأكثر تفاعلاً ولأنها أكبر جامعة نسائية في العالم فهي معنية بدعم هذا العمل ولذلك أنشأت الجامعة مركز دعم وتطوير الأعمال الذي نجح في إطلاق برنامج رائدات الأعمال في التقنية الذي يعد الأول من نوعه.
وأوضح أن بعض مشروعات المرأة لم تفعل فيها التقنية ولا اعتقد أنه يوجد أفضل من المرأة لتساعد المرأة في تفعيل التقنية، فالمرأة تعرف ما يناسب الأخرى ويعملن بشكل متناغم ولهذا بات من الضروري وجود خامات في هذا المجال. مبينًا أن المنشآت الناشئة والصغيرة والمتوسطة تمثل دعمًا قويًا ومهمًا للاقتصاد الوطني وفي اقتصاديات الدول المتقدمة هناك اهتمام بهذه المنشآت، وأضاف: «اليوم الدولة مهتمة كثيرًا بهذا المجال ورؤية 2030 أكَّدت على ذلك بوضوح».