د. يوسف خالد جنينة
من الصعب تصديق ما صرّح به أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، كما أنَّ من الصعب تصديق اختراق وكالة أنباء بلاده، لنشر ما قال عدد من المسؤولين إنه أكاذيب.
إذن أين الحقيقة؟
الحقيقة أنَّ حجة اختراق وكالة الأنباء حجة غير منطقية، وإلا كان ظهر أمير قطر نفسه نافيًا كل ما صرّح به، أو قيل إنَّه صرح به، ولكن لأنَّ سياسات بلاده التي تؤوي جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وعلاقاتها بإسرائيل لا ينفي ذلك أحد، ولا يستطيع، لذلك من الصعب تصديق أن تصريحاته أمس خلال حفل تخريج مجندين أن تكون مفبركة، أو تكون وكالة أنباء بلاده مخترقة.
على الرغم من أنَّ العلاقات القطرية الإسرائيلية لا تخفيها وسائل إعلام قطرية، ولا حتى إسرائيلية، إذ تصدر قطر إلى الكيان المحتل صفقات الغاز بملايين الدولارات، لكن توقيت التصريحات هو المحك الرئيس الذي استندت عليه شبكات الإعلام في تأكيد تصريحات أمير قطر، إذ جاءت التصريحات عقب قمة الرياض التي تمت استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتم توقيع صفقات مليارية، والاتفاق على تجفيف منابع الإرهاب، بل وحربه إن استدعى الأمر ذلك، ثم يأتي أمير قطر ليعبر عن محاولة بائسة لشق الصف الخليجي، ومحاولة إفشال مشاريع الوحدة الإسلامية العربية الأمريكية لحرب الإرهاب والاتفاقات الجديدة التي بلغت 350 مليار دولار قيمة مشاريع بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
ولقد جاء ضمن تصريحاته الغريبة مؤخرًا قوله: «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب؛ لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله». وطالب مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بمراجعة موقفها المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكدًا أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه».
كل ما يمكن قوله حول تصريحات أمير قطر إنها تصريحات معادية للبيت العربي بشكل عام، وجاء رد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مناسبًا جدًا حول وسائل إعلام قطر من حجب وغلق مكاتب قناة الجزيرة التي لا تلبث تبث سمومها ليل نهار، وتسبب بسبب مغالطاتها السياسية إلى المشاركة الرئيسية في إسقاط أنظمة عربية من خلال ما أطلق عليه كذبًا «الربيع العربي»، وما هو إلا ربيع عبري بامتياز. وأخيرًا، أقول لأمير قطر، حاول أن تعيد ترتيب أفكارك بما يتناسب والمرحلة الخطرة الراهنة، فإيران ليست أكثر من كيان راعٍ للإرهاب، ولا يمكن تصديق أنَّها قوة إسلامية كبرى، بسبب مؤامراتها وتدخلاتها في شؤون جيرانها.