د.محمد بن عبدالرحمن البشر
انتهت قمم الرياض التاريخية، وقد حضرها جميع قادة وممثلي العالم الإسلامي، عدا إيران، لأنها في عالم آخر، بل والعالم أجمع، فمنذ أن قامت ثورة الخميني والمنطقة تعاني من مشاكل وحروب ظاهرة وخفية، تكون إيران أحد أضلاعها، وموقدة نارها، والراقصة على أوتارها، وما توقفت منذ ذلك الحين، مع ما أصاب شعبها من آلام وأحزان، وفقر، وقتل، ودمار.
انتهت قمة الرياض، وقد وقعت المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقيات بمليارات الدولارات، والتي تصب في مصلحة البلدين، لاسيما أن المملكة مقبلة على حقبة جديدة يكون فيها الاعتماد على النفس الركيزة الأولى في سياستها الداخلية والخارجية بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وإن كان للتصنيع الحربي نصيب كبير من ذلك النهج الجديد، فلأن المملكة تستورد بمبالغ طائلة سلاحاً من العالم الخارجي، وهي سارعت في توطين إنتاج التسليح، واقتطاع جزء كبير من تلك الأموال للاستفادة منها في تجميع وصنع الكثير من المعدات العسكرية منطلقة من إيمانها بأن أمن هذه البلاد الخارجي والداخلي ضرورة قصوى لإسعاد المواطن، وتوفير البيئة الصالحة لاستثماره سواء المالي أو الإنتاجي، وهي تريد أن تقفز إلى ما وصلت إليه الدول الأخرى حتى يمكنها اللحاق بالدول المتقدمة التي قطعت باعاً طويلاً في هذا المضمار، وتوفر كماً كبيراً من الوظائف في مجتمع جله من الشباب، وتزيد أعدادها بنسبة عالية كل عام.
قبل أيام انتهت القمة الإسلامية بحضور الرئيس الأمريكي، وقد كان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله واضحاً في كلمته عندما وضع الحقيقة جلية أمام قادة العالم أجمع وشخص الداء الذي يصب في هذه المنطقة وأن إيران بأيديولوجيتها، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول، قد صنعت بيئة خصبة للعناء والألم والإرهاب، والتدمير والخراب.
لقد كان خادم الحرمين الشريفين واضحاً أن تماسك العالم الإسلامية وتعاونه في محاربة الإرهاب كان ومازال الهدف الأسمى للمملكة، وهي من أكثر الدول تضررً من الإرهاب، وفوق ذلك محاربة الفكر الإرهابي الذي يساعد في صنع هذه المجاميع المختلفة تحت مسميات متباينة، ولهذا فقد أنشأت مركزاً لمحاربة هذا الفكر، وقد حضر افتتاحه القيادة في المملكة العربية السعودية، والضيوف الكرام من الدول الإسلامية بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي.
والمركز سوف يكون منبراً لمحاربة هذا الفكر الضال بالكلمة والمال والجهد، مستخدمة وسائل الإعلام المتاحة، والتواصل المباشر.
إن قيادة المملكة للعالم الإسلامي، سهل ويسهل الكثير من العقبات التي تحول دون بناء الدول الإسلامية لأوطانها، وهي الساعية دائما لمد يد العون المالي والمعرفي، ولهذا فهي ستكون عوناً في محاربة تلك الدول لهذا الفكر الدخيل على أمتنا الإسلامية، وستقود تلك البلاد الإسلامية للقضاء عليه في تلك البلاد، وهي لا تريد من ذلك سوى الرفع من شأن الإسلام والمسلمين، والسعي للاستقرار في تلك البلدان الشقيقة ،لإيمانها بأنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية دون استقرار، ضاربة المثل بما يحدث في المملكة من نمو ونهضة كبيرة وطموح يتجسد في رؤية2030 والتحول الوطني 2020.
المملكة استطاعت بحكمة قادتها الشديدة كما وصفهم الرئيس الأمريكي، تستطيع أن تقود العالم الإسلامي إلى مرتع رحب من خلال البناء وليس الهدم كما تفعل إيران، والعطاء دون مقابل، ماديا أو فكريا، وهي الحريصة على وحدة المسلمين.
لقد انتهت القمة الناجحة وغادر القادة بعد أن شهدوا جميعا أن للمملكة مكانة خاصة وقيادة حكيمة، وفق الله الجميع وحفظ هذه البلاد من كل مكروه.