علي الصحن
لا يمكن الدخول في حياة اللاعب الخاصة، أو منعه من ممارسة هواياته خارج نطاق العمل، وعمل اللاعب المحترف هو كرة القدم داخل النادي، وعليه دائماً احترام هذا العمل وخصوصيته، واحترام زملائه وخصوصيتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي التي حولت العالم لقرية صغيرة، يشاهد كل من فيها الآخرين كل الزوايا دون حجاب، وهنا تبقى ثقافة الشخص وشخصيته وأسلوبه ونمط حياته، في اختيار عباراته وألفاظه وتصرفاته وطريقة تعامله مع الناس، قبل نشرها في أي من وسائل التواصل.
المدربون العالميون في عدد من الأندية والمنتخبات الأوربية قرروا منع لاعبيهم من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وقدموا مبررات مختلفة لذلك، وهم تحملوا غضب بعض اللاعبين واحتجاجهم على ذلك، خاصة عندما يكون اللاعب مستفيداً على نحو ما من حسابه وما يقدمه مادياً، من خلال الإعلانات والعبارات التي يمكن أن يمررها خدمة لمصالح معينة.
من وجهة نظري أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه في الفرق الرياضية من شأنه أن يحدث عدة أمور قد تسهم في عدم استقرار الفريق منها:
- تسريب أخبار الفريق ومستجداته لمنافسيه.
- خلق حزازيات بين اللاعبين، بسبب رغبة بعضهم في تقديم لقطة أوصورة تجذب متابعيه، لكنها لا ترضي الزميل (الطرف الآخر المعني بالحدث).
- تقديم صورة سيئة عن بيئة الفريق، وطريقة تعامل لاعبيه مع بعض.
- انشغال اللاعب بتوافه الأمور عن الأمور الهامة الأخرى وعن الدور المطلوب منه أصلاً في الفريق.
الحقيقة أننا شاهدنا في الموسمين الماضيين إسرافا من قبل بعض اللاعبين - ويشاركهم بعض الإعلاميين في ذلك - في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فهم ينشرون ما يحدث في مواقف السيارات، وفي غرف الملابس، وفي التمارين، وفي الحافلة، وفي التسخين قبل المباراة، وحسناً إنهم لا يحملون الأجهزة معهم داخل الملعب، وإلا لنشروا ما يحدث في مقاعد الاحتياط، وربما يؤدي هذا الإسراف إلى نشر محتوى غير مقبول في بعض الأحيان، فيحرج اللاعب ويحرج زملاءه ويحرج النادي كله.
إن ما يؤسف أن بعض اللاعبين لا يدرك قيمة ناديه، ولا قيمة الشعار الذي يرتديه، وهنا قد يقول قائل: إنني أبالغ في ذلك، لكن هذه هي الحقيقة، إذ صارحديث المدرج عن لقطات بعض اللاعبين في تلك الوسائل، أكثر منه عن مستواهم داخل الملعب، وبات بعض اللاعبين من نجوم السوشل ميديا، أكثر من كونهم نجوماً في المعشب الأخضر، وأجزم هنا أن بعضهم قد نسي دوره الرئيس وتحول إلى مجرد (مهرج) يقدم عبارات سخيفة وكلمات هابطة، ويخاطب زملاءه بأسلوب مبتذل بالغ السوء.
إن الدور الآن على إدارات الأندية، فمن حقها أن تتدخل، وأن تضع أطراً وقواعد لاستخدام الأجهزة الذكية داخل الأندية، وملاعبها، وخاصة بعد تجاوز بعضهم حدود المعقول والأدب في هذا الشأن، وحتى لا تقع الأندية في حرج مع الآخرين ومع الشارع الرياضي، بسبب تصرفات لاعب لا يدرك ما يقوم به، ولا يعي قيمة ناديه وأدبياته التي تأسس عليها، وعرفه الناس بها.
إن من حق الأندية أن تُضمن لوائحها الداخلية، ما يضمن لها استخدام اللاعبين لوسائل التواصل الاجتماعي، داخل الملعب وممتلكات النادي وفي وقت التمارين، فقد تجاوز بعضهم، وزاد الأمر عن حده للأسف، ومن حقها أيضاً أن تسن عقوبات مالية على من يخالف ذلك، فكل ما يزيد عن حده سينقلب إلى ضده بكل تأكيد.
مراحل... مراحل
- أمام الاستقلال غاب الهلال عن حضوره في الشوط الأول، وبدا انه استسلم للتخدير الإعلامي والحديث المتواصل عن ظروف الفريق الإيراني، لكنه استطاع أن يلملم أوراقه ويعود لواقعه ويكسب خصمه ويقطع نصف المشوار إلى ربع النهائي.
- أكبر مشكلة يعاني منها الهلال هي إهدار الفرص السهلة، في مباراة الاستقلال مثلاً: كان من الممكن أن يسجل الفريق أكثر من (خمسة) أهداف، لكن الفرص تضيع للاستعجال مرة، واللامبالاة مرة، وسوء التنفيذ مرات.
- عبدالله الحافظ لاعب جيد، يعاب عليه محاولته اللعب بما يفوق إمكانياته، فيقع في أخطاء بدائية تكلف فريقه الكثير.
- إدواردو الذي كان في بداية الموسم عالة على الفريق، أصبح في النهاية نجمه الأول، حدث ذلك كله بعد طرده أمام الباطن، بعض اللاعبين بحاجة إلى ما يشعل فتيل مواهبهم، ويفجر طاقات إبداعهم.
- الأهلي خسر بالتعادل مع (سميه) الإماراتي، لكن الفرصة مازالت متاحة للعودة في دبي وخطف بطاقة التأهل الاثنين المقبل.
- مع حلول شهر رمضان المبارك، أهنئ الجميع ببلوغه، وفقنا الله لصيامه وقيامه، وكل عام وأنتم بخير.