«الجزيرة» - علي القحطاني:
أكد وزير الإسكان ماجد الحقيل أن الوزارة تسعى دائمًا إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية التي تتمثل في تحفيز المعروض العقاري، ورفع الإنتاجية لتوفير منتجات سكنية بالسعر والجودة المناسبَيْن، عبر عقد شراكات مع مطورين فاعلين وقادرين على مواكبة تحديات سوق البناء في مجال الإنشاء، وتحفيز الحلول الصناعية المبتكرة المتمثلة في جودة البناء وتقنياته الحديثة؛ لسرعة وضمان جودة الوصول إلى المستفيدين والمستحقين للإسكان. جاء ذلك خلال رعايته أمس فعاليات مؤتمر تقنية البناء بالرياض، وذلك بمشاركة عدد من الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى مجموعة من شركات التطوير والتمويل العقاري الدولية والمحلية والشركات المعنية بشؤون الإسكان والعقار والتشييد والبناء. وجاء هذا المؤتمر الذي يقدِّم حلول البناء الحديثة وتقنياتها استشعارًا من الوزارة لتيسير أفضل الفرص وأنسبها للمواطن لامتلاك منزل المستقبل؛ إذ إن بعض التقنيات توفر ما يقارب 30 % من قيمة البناء الحالية.. ولكون المملكة تقدم اليوم فرصًا غير مسبوقة في قطاع الإسكان؛ إذ تشير التقديرات الحالية إلى الحاجة لبناء مليون مسكن خلال 5 إلى 7 سنوات؛ لتغطية الفجوة في قطاع المساكن، عبر بناء نسبة كبيرة من تلك المساكن باستخدام تقنيات البناء الحديثة ومناهج التشييد المتقدمة لتوليد الوظائف، وزيادة الاعتماد على المحتوى المحلي، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي.
وعن الوحدات التي تستهدفها الوزارة في السنوات القادمة قال وزير الإسكان إن هناك خطة لإنشاء ما يقارب مليون وحدة سكنية في السنوات الخمس القادمة؛ وهذا يتطلب منا سرعة في الإنجاز؛ إذ نود في تقنيات البناء العمل على محاور عدة لتحقيق ذلك، تتمثل بداية في السعر؛ إذ سيتم تخفيضه باستخدام تقنيات البناء بأسعار تبدأ من 250 ألفًا حتى 700 ألف ريـال للوحدة السكنية الواحدة. وكذلك محور الوقت؛ إذ نتوقع أن يتم إنجاز الوحدة السكنية خلال 35 يومًا حتى 6 أشهر، وذلك حسب المساحة والتصميم والجودة والتنوع. وثالث المحاور التي نعتمد استهدافها في مشروع تقنيات البناء نراعي فيه الإشراف التام على مشاريع البناء بالتقنيات الحديثة. والمحور الرابع متمثل في خلق الوظائف؛ إذ نستهدف خلق ما لا يقل عن 100 ألف وظيفة في قطاع البناء والإنشاء خلال خمس سنوات من الآن.
من جهته، قال المشرف العام على برنامج الابتكار وتقنيات البناء والرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لخدمات الإسكان المهندس محمد بن معمر إن هذه المحاور الخمسة هي المستهدف الأبرز في تقنيات البناء، وإننا نسعى إلى أن تكون على أرض الواقع في أقرب وقت. وأضاف بأن لدينا في المملكة طيفًا واسعًا من تقنيات البناء، لكننا ما زلنا في الجيل الأول من هذه التقنيات، بينما العالم الآن يدرس تطبيق الجيل الرابع من تقنيات البناء الحديثة، وأن الوزارة تسعى في حال ثبوت جودة هذه التقنيات دراسيًّا إلى تطبيقها، وخلق ثقافة تتقبل التقنيات الجديدة بين المواطنين المستفيدين، الذين يتم بناء مساكنهم حتى الآن بالتقنية القديمة فيما لا يقل عن 90 % من الوحدات السكنية في المملكة.
وتابع ابن معمر: إن كثيرًا من تقنيات البناء مستخدمة في أغلب بلدان العالم، وبعضها مفعّل لدينا، وإننا بانتظار التقنيات المستقبلية لضمان جودتها، ومن ثم استخدامها فيما لا يقل عن 50 % من مشاريع الوزارة القادمة. مضيفًا بأن ثمة تحديًا تطرحه وزارة الإسكان على المطورين، يتمثل في إنشاء 100 ألف وحدة سكنية خلال عام، وبما لا يزيد سعره على ألف ريال للتمر المربع، وفي حال وجود هذا السعر، وبهذا الوقت، فإن الوزارة يسعدها أن تتبنى هذه المشاريع من أي من المطورين المحليين أو الدوليين.
وقدمت كل من شركة سابك ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عرضًا عن تقنيات البناء الحديثة والمستخدمة عالميًّا، وعن أبرز التحديات التي تواجهها. أعقب ذلك مداخلات المشاركين في المؤتمر من الشركات الدولية والمحلية.
وكانت وزارة الإسكان قد أعلنت أن بناء معظم هذه المساكن المطلوب إنجازها خلال الأعوام القادمة سيكون عبر الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وباستخدام مفاهيم التخطيط الحضري الذكي لتفادي الازدحام داخل المدن، والاستهلاك المتزايد للموارد، وتشييد بنية تحتية زائدة على الحاجة؛ ولذلك فإن الوزارة ستستضيف معرض تكنولوجيا البناء والابتكار كمنبر للشركات المحلية والدولية لفهم تلك الفرص وعرض حلولها.
وشاركت وزارة الإسكان بجناح متكامل، يتيح لحاضري المؤتمر التعرُّف على تفاصيل المشاريع السكنية التي تتوزع في جميع مناطق المملكة، والتي تشمل الوحدات السكنية الجاهزة من فلل وشقق وأراضٍ مطورة جاهزة للبناء. ويتضمن المعرض المصاحب نماذج عن تقنيات البناء الحديثة، تتمحور حول كيف تكتسب تكنولوجيا البناء المتقدمة والابتكار في طرق التشييد أهمية متزايدة بالنسبة للمملكة؛ إذ إن التكنولوجيا الحديثة مثل المباني مسبقة التصنيع وطرق التشييد بالأشكال الخرسانية الحجمية، مثل النماذج ثلاثية الأبعاد، والهياكل الحديدية والخرسانة الرغوية ذات الوحدات الخفيفة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والبناء باستخدام الروبوت.. وغيرها من التقنيات، لا تعمل على توسيع وتسريع بناء المنازل فحسب، بل بإمكانها أيضًا توليد فرص عمل ذات قيمة مضافة للمواطنين السعوديين. ويركز هذا المعرض على هذه التكنولوجيا.