جاسر عبدالعزيز الجاسر
ودَّعتْ الرياض التي ستبقى عنواناً لأهم القمم التي عُقدت هذا العام، ودعت ضيوفها من رؤساء العالم وقادته والذين سيفتخرون بمشاركتهم تحقيق إنجاز كبير، بل إنجازات ستعزز السلام والاستقرار والأمن ليس للمنطقة ودولهم في العالم الإسلامي فحسب، بل للعالم أجمع.
إذ إن ما أُنجز في الرياض لم يقتصر على عقد القمم الثلاث التي بدأت بالقمة السعودية الأمريكية، ثم تلتها في اليوم الثاني القمة الخليجية الأمريكية، وبعدها القمة العربية الإسلامية الأمريكية، بل الأهم من ذلك ما تمخض عن تلك القمم التي ستغير كثيراً من الأحداث في المنطقة والعالم، إذ سيتحقق عقب تلك القمم:
1 - هيكل أمني إقليمي موحد وقومي وأممي.
2 - القضاء على التنظيمات الإرهابية وبالذات داعش والقاعدة ومراقبتها وصولاً إلى حصار الجماعات والمليشيات الإرهابية الأخرى كحزب الله وأذرع إيران الإرهابية.
3 - احتواء تدخلات ملالي إيران ونظامهم الشرير وإعادة النظر في الاتفاق النووي.
4 - العمل على حل الأزمة اليمنية ودعم جهود المملكة وتصديها لمحاولات تقويض الدولة اليمنية، وإقرار بالمساعدات السعودية.
5 - دعم الدولة اللبنانية ونزع سلاح المنظمات الإرهابية كحزب الله.
هذه القرارات والعزم الذي أظهرته الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية كما ثبت في البيان الختامي السعودي الأمريكي الذي أعلن بعد مغادرة الرئيس دونالد ترامب يظهران تقارباً وتفاهماً بين الموقفين السعودي والأمريكي، وهو تفاهم مدعم بتأييد ومساندة الدول العربية والإسلامية.
أما التطور الأهم الذي تحقق فهو الإفصاح عن «إعلان الرياض» الذي يرسم شراكة إستراتيجية وأمنية بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب وتدخلات الدول المارقة بالتصدي لمحاولاتها تدمير استقرار الدول والعمل على تحقيق السلام، والعمل على الاستقرار والتنمية إقليمياً ودولياً.
ولأن مثل هذه الطموحات لا يكن تحقيقها دون أن تكون لها قوة تسندها، فإن ترحيب قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة بالمشاركة في التحالف الإسلامي والعربي العسكري لمحاربة الإرهاب، من خلال تكوين قوة عسكرية احتياطية قوامها أربعة وثلاثون ألف جندي للتصدي ولدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية عند الحاجة. وهذه القوة العربية والإسلامية تلغي شبهات الهيمنة والسيطرة التي رافقت مشاركات عدد من الدول إقليمياً ودولياً، وهذه القوة العسكرية والاحتياطية ستكون نواة لتحالف عربي إسلامي أمريكي شبيه بما هو قائم من تحالف بين الدول الأوروبية وأمريكا، وهو الذي يحمل مسمى «الحلف الأطلسي» أو «الناتو الغربي»، والذي سيكون له شبيه للدول العربية والإسلامية بدعم أمريكا بتحالف أمني وإستراتيجي، وبذلك يكون للمسلمين والعرب قوة عسكرية قادرة على التصدي لمحاولات تدمير استقرارها والتدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى القضاء على المنظمات والجماعات الإرهابية بكل أصنافها وألوانها، والتي هي عبارة عن أذرع إرهابية لجهات طامعة في خيرات العرب والمسلمين تحارب بالوكالة عن تلك الجهات الشريرة التي تستهدف العرب والمسلمين.