جاسر عبدالعزيز الجاسر
أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته للمملكة العربية السعودية التي اعتبرها الكثير من المحللين وأساتذة العلاقات الدولية والعلوم السياسية بما فيهم الأمريكيون واحدة من أهم الزيارات الأمريكية للمنطقة، وأن اختيار ترامب للمملكة العربية السعودية كأولى محطاته الدولية للاطلال على العالم خيار موفق وموفق جداً.
خبراء العلاقات الدولية وأساتذة العلوم السياسية ودوائر الرصد السياسي الاستراتيجي والاقتصادي مبهورون مما تحقق في الرياض في يومين فقط هو بعض الإنجازات والنجاح في وضع أسس سليمة للسلام والاستقرار ما يوازي أعواما من العمل والبحث؛ إذ شهدت حاضرة المملكة العربية السعودية إضافة إلى القمم الثلاث التي حققت الكثير وحفلت خلال اليومين بالعديد من اللقاءات الثنائية والجماعية، وهدف الجميع بما فيها المنتديات والفعاليات المصاحبة تعزيز السلام ومواجهة التطرف والإرهاب بإسهام وفعالية واضحة من قبل قادة 56 دولة يمثلون العالم الإسلامي ورئيس أهم وأقوى دولة في العالم.
وقد لفت اهتمام المتابعين لما حصل في الرياض خلال يومين متتاليين إضافة إلى دقة تنظيم وسلاسة اجتماعات القمم الثلاث عقد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والاقتصادية والسياسية، إذ شهدت الكثير من المراكز والمواقع في الرياض عقد لقاءات وندوات ونقاشات ستسهم كثيراً في تحقيق قيم إضافية للنشاطات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية.
هذه الفعاليات والندوات واللقاءات أظهرت قدرة السعوديين على تنظيم متقن لأكثر من حدث واجتماع في فترة قصيرة، إضافة إلى القدرة على الحشد للشراكة والتنمية والسلم، الذي يكمل الفعل السعودي في تمكنها من تكوين حشد إسلامي وعربي وخليجي سواء على صعيد التحالفات الأمنية والعسكرية دفاعاً عن المكتسبات الوطنية ونصرة الأشقاء، وتكوين جبهة قوية لصد محاولات الطامعين لتخريب استقرار المنطقة ووقف إنجازاتها في مجالات التنمية والتطور من خلال نشر الفتن والتدخل ودعم الإرهاب والتطرف.
كل هذه اللقاءات والمؤتمرات والفعاليات التي تمت في يومين متتاليين وكل هذا الحضور المكثف سواء للوفود المرافقة لقادة الدول والجيش الكبير للإعلاميين والشخصيات الاقتصادية الأمريكية والدولية ما كان سيتم دون جهد مسبق وإعداد وعمل متواصل بدأ منذ أن تم التفاهم على تحديد المملكة العربية السعودية كواجهة دولية لأول زيارة للرئيس الأمريكي، كما أن ما حصل وما تحقق من نجاح ما كان سيتم لولا المكانة والثقل الدولي والإسلامي والعربي الذي تختص به المملكة العربية السعودية، مكانة معززة بتراثها الإسلامي وعراقتها العربية كبلاد مقدسة لجميع المسلمين وموئل للعرب من المحيط إلى الخليج.