أ.د.سليمان بن عبد الله أبا الخيل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
فلقد سجل التأريخ، بأحرف من نور، ومداد من ذهب، وبمشاعر الفرح والاعتزاز والافتخار، والعزة والإباء، وراقب العالم أجمع، واحتفى الإعلام بقنواته ومختلف تطبيقاته وتصدر المشهد السياسي والفكري التفاعل الكبير، والإشادة المتوالية والإعلام بتلك القمة التاريخية المباركة، «قمة القمم» بقيادة (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-)، ملك الحزم والعزم، الذي شهد الجميع بأنه قائد استثنائي، وملك تاريخي، ورجل وفاء وعطاء، وعزم وسلام وأمن وأمان، ومحبة ووئام، قاد هذا التحالف بقدرة وقوة وعزيمة، وحكمة وحنكة، جعلت الكل يتفاعل مع المشهد ويسجل الحضور اللافت، ويدرك أن هذه المرحلة تتطلب تغليب لغة العقل والحوار، ومنطق الاجتماع والائتلاف، ومبدأ الوسطية والاعتدال، وأن الواقع المليء بالصراعات والدموية والعنف، والصور التي أفرزتها مبادئ ضالة، وأفكار منحرفة، وتيارات طائفية، وجماعات إرهابية، ومشاكل تراكمية يمكن للعقلاء أن يوجدوا منه مخرجاً، ويتجاوزوا بحكمتهم، ونظرتهم البعيدة، وفكرهم النير، وبصيرتهم الثاقبة، كل تعقيدات الواقع، وتداعياته وآثاره، يسند كل ذلك النية الصالحة، والإخلاص الظاهر، والمبادئ الشرعية والإنسانية التي يتطلع إليها الجميع لتكون منقذاً من هذه الواقع المتأزم، وأن أي مهدد مهما بلغ مداه، وجاوز حده، وظن أنه سيطر على العقول وهو فكر نشاز, وأدلجة متطرفة، لا يمت للديانات بصلة، ولا يجلب في الواقع إلا الدمار والخراب، وهلاك الحرث والنسل سيصطدم بهذا الإجماع العالمي الذي يستهدف بناءه الفكري ومنطقه الفاسد، وسيكون في عزلة عن الواقع بهذا التحالف الكبير والقوة المؤثرة -بإذن الله-.
ومن نظر في هذا الشأن نظرة فاحصة يجد أن هذا مقتضى دلالة نصوص الكتاب والسنة، والنظر في الأصول والمقاصد العامة، حيث إن الشريعة قامت على الصلاح والإصلاح، ومحاربة الفساد والإفساد، وأي تعاون يتم مع المسلمين وغيرهم فهو تعاون على ما يحقق هذا المقصد، وأي تحالف قام على ذلك فهو تحالف خير، يحقق السعادة للإنسانية، ولهذا فإن القلوب اجتمعت، والآراء ائتلفت، والشمل اجتمع في رياض العز والنماء، ووطن الخير والوفاء وكانت هذه القمم التأريخية التي طالما تعطشت لها القلوب، وتطلعت إليها الأكباد التي احترقت بسبب ما وقع ويقع من الظلم والفساد، ويجزم المتابع بأن ما تحقق في هذه القمم لم يكن مجرد نجاح جزئي، أو موقف عابر وإنما هو نجاح وتألق وتميز وإبداع في التخطيط، وتخطيط إبداعي أبهر الجميع وأذهل المجتمع الدولي وجمع القادة والرؤساء إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً ظهر بشكل فريد، وبمظهر مهيب لا يمكن أن يرى مثله، فحقق الأهداف، وأوصل إلى النتائج ورسم المعالم، وأرسى الدعائم، وأظهر القيم، وأكد الرسالة والمنهج في السياسة العادلة القوية، والاقتصاديات المتطورة، والإدارة الناجحة، والقوة العسكرية القاهرة الحامية -بعد الله- من الأعداء والاعتداء، وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل عقدياً وفكرياً ومادياً، وكانت النتائج بمثابة رسالة قوية، وبيان صريح وواضح للخطر والإرهاب والتطرف ومكامنه وأماكنه ودواعيه ودواعمه ودوله وجماعاته وأحزابه وتنظيماته وتوجهاته ووسائله وأساليبه، ووضع النقاط على الحروف والدواء على الداء لعلاجه والقضاء عليه واجتثاثه من جذوره واقتلاع نبتته الصفوية الفارسية الثورية والإخونجية الغالية المتطرفة وغيرها، مع رسم خارطة عالمية ذات رؤية ورسالة وهدف غاية في الأهمية في نشر مبادئ الوسطية والاعتدال والسماحة والتعايش بين شعوب العالم وأديانها ونظمها ومبادئها، وذلك بتدشين وإطلاق المركز العالمي لمكافحة التطرّف (اعتدال)؛ كل هذا وذاك من هذه الأعمال العظيمة والجهود المباركة الوطنية والدولية تمت بفضل الله سبحانه ثم بالتوجيهات السديدة، من قائد مسيرتنا وباني نهضتنا المعاصرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله-، ثم بالنظرات الصائبة والرؤى النيرة، والعزم الصادق من الأمير الشهم الأشم المتألق المتدفق عطاءً وعملاً ومتابعةً صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد الأمين النائبلثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- فقد أجاد وأفاد، وشفى وكفى، وسبق سبقاً واضحاً ومتمكناً وهندس لكل ما تسامع به العالم من هذه الأحداث التأريخية، والقمم الرفيعة المستوى، الناجحة بكل قدرة واقتدار، ومهنية واحترافية قيادية عالية الجودة، وبطريقة جديدة وجريئة وحاسمة وصريحة نحن بأمس الحاجة إليها في بلادنا الغالية الحبيبة في هذا الزمن لا يحسنها ولا يجيدها إلا القادة الأفذاذ أبناء القادة العظماء؛ لقد فكر سموه بتمعن وحرص وشفقة وحب للتعاون على البر والتقوى وجمع الأمم والقلوب على الخير وإشاعة السلام، وتأمل وتدبر ورسم وخطط وتابع وسافر وشاور، وبين وكشف مرارة الواقع والحقائق المؤلمة التي يمر بها العالم وخصوصا منطقة الشرق الأوسط من الفتن والإرهاب والغُلو والتطرف وتربص الأعداء الظاهرين والمستخفين، واستجلب واستمال الدول القريبة والبعيدة المسلمة وغير المسلمة الكبرى وغيرها، ورتب ونظم وتابع، فحصل -ولله الحمد- ما سر الخواطر وأثلج الصدور لكل إنسان على وجه هذه المعمورة بشكل عام، ولأهل مملكتنا الغالية، فهنيئاً لنا وللأمة الإسلامية بل وللعالم بهؤلاء القادة الأماجد وولاة الأمر الناصحين الصادقين.
لقد تبدت قوة الدبلوماسية، وحنكة العمل السياسي الجاد، وسطوة الحضور على المستوى الدولي في جمع قادة أكثر من خمس وخمسين دولة يربو عدد سكانها على المليار ونصف المليار، وعقد شراكة بينها في محاربة داء عضال، لطالما أرق العالم أجمع وهدد الأمن ولم يسلم من شره أحد، فكانت القيادة في دحره، وقصب السبق في مواجهته وكسر شوكته لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي جمع الله به شمل الأمة، وسدد به خطى قادتها ليقفوا متحدين في وجه قوى التطرف والإرهاب، وتبرئة الإسلام من أفعال من يرومون تشويه صورته، وتقديم أفعالهم الإجرامية ورؤاهم الظلامية باسمه، وتسمية الأمور بمسمياتها وكشف الدور الإيراني الخبيث في استخدام هذه الجماعات الإرهابية فيما يصب في خدمة أجنداتها التوسعية في الدول العربية والإسلامية، وما يسهم في تصدير ثورتها الخمينية الآثمة التي حرفت الدين وشوهت العقيدة، واستمرأت قتل الأبرياء العزل وتهجير المواطنين من مدنهم وقراهم، وسرقة مقدرات البلاد ونهبت ثروات العباد، حتى وقف لها سلمان الحزم والعزم فقطع يدها، ورد كيدها في نـحرها، وكشف خبثها ودناءة منهجها وسوء طويتها للعالم، وما تأكيد القمة العربية الإسلامية في الرياض على ضرورة التصدي لأنشطتها الإرهابية، والوقوف في وجه أعمالها التخريبية إلا دلالة على نجاح المملكة في كشف وجهها الكالح، وتعرية دورها الآثم، وتأكيد العزم على ضرورة مواجهة نظامها المجرم، وقطع يد حرسها الثوري الإرهابي، وتجنيب المنطقة بل والشعب الإيراني نفسه خطر هذا النظام الفاسد المفسد. لقد نجحت القمة في التأكيد على دور المملكة القيادي في المنطقة والعالم ككل، وأسهمت في الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة، ولا سيما الوقوف في وجه من يرمي الدين الإسلامي، والشريعة السمحة بتهمة الإرهاب والتطرف، وكشفت شبهات أعداء الدين، وأكدت على براءة الإسلام من أفعال المتطرفين، ونهج الغالين، فالإسلام دين رحمة وعدل، أمن وأمان، وصلاح وإصلاح، وخير وعدل، وبر ومعروف، وتواصل وتقارب، وتعاضد وتكاتف، وسلام وتعايش، وتسامح، رئده قول الله جل وعلا: وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ، وقوله سبحانه: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ، وقوله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ، وقدوته محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي جسد القدوة والأسوة، في هذه القيم النيرات، وامتن الله عليهبهذه الخصائص فقال: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ، ولم يسمع العالم بالإرهاب إلا منذ تلك الثورة الخمينية الآثمة، وأذرعها الإخوانية، وتنظيماتها وفروعها.
إن أدنى نظر في نصوص الكتاب والسنة تظهر بجلاء أن الإسلام هو دين الاحترام والعدل والرحمة، وأنه دين حوار وتعايش ودعوة بالتي هي أحسن، وما يقتضيه كل ذلك من التعاون على الخير، والتعايش السلمي الصالح لكل زمان ومكان، والمصلح لشؤون الدنيا والآخرة، ولذلك فإن المنهج الرباني في علاقة المسلمين بغيرهم تعتبر العلامة الأولى البارزة في تاريخ الإنسانية في مجال التعايش بين الناس وحفظ الحقوق، ولم يعرف التاريخ القديم ولا الحديث منهجاً أكثر بصيرة ورشداً من المنهج الإسلامي القائم على التعارف والتعاون، والبر والعدل، مما يؤكد عالمية هذا الدين، وشموليته، ولهذا كان خطاب القرآن الكريم إلى الناس جميعاً، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا . ومن أجل ذلك اعتنت الشريعة السمحة بأحكام العلاقة بين المسلمين وغيرهم وبنتها على نور من العدل والتسامح فعاشت الأقليات من غير المسلمين محفوظة الكرامة، موفورة الحقوق وهو ما ضمن بقاءها عبر القرون المتطاولة والأزمان المتباعدة في حالة فريدة تثبت صدق الرسالة ونبل القيم والمبادئ.
إن ما تمخضت عنه القمة من اتفاقات وشراكات عسكرية واقتصادية، ليبعث فينا الفخر والعزة، ويدعونا لشكر الله -جل وعلا- على ما منّ به على هذه البلاد من قادة مخلصين لدينهم ووطنهم، وولاة أمر راشدين، يبذلون الغالي والنفيس في خدمة هذه البلاد المقدسة، المملكة العربية السعودية، فتوطين الصناعات العسكرية، وبناء المصانع الحربية كان حلماً حولته -بفضل الله ومنه وكرمه- عزائم الرجال الأبطال إلى واقع، وطموحاً حققته لوطننا الغالي قيادته الحكيمة الشابة، لاسيما في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم، والأحداث الجسام التي تواجهها الأمة ما يستدعي تعزيز القدرات وتوطين الصناعات لقواتنا السعودية المجاهدة الباسلة، التي ضربت أروع الأمثلة، وقدمت أعظم التضحيات، وحققت الانتصارات تلو الانتصارات، لينبثق بها فجر المجد، وتبزغ شمس العز رائعةً بروعة سلمان الحزم والوفاء، وتعطي الدلالة الأكيدة، والأمارة القاطعة على حفظ الله لهذه البلاد وحرص قيادتها على حماية العقيدة والوطن، واستقراره في ظل المؤثرات والفتن والمدلهمات، إنها منجزات تسطر موقفاً تأريخياً عظيماً تجعل هذه البلاد العزيزة والوطن المبارك بمنأى بإذن عن الفتن والتحولات والمتغيرات وسيسجله التاريخ بأحرف من نور، إنه عصر الصناعة والاعتماد على الذات، وشحذ الهمم الشابة، والعقول الناضجة، والأفكار المستنيرة بنور العقيدة والإيمان ودخولها معترك الصناعات العسكرية والابتكارات الحربية التي ستكون -بإذن الله- قوة لهذه البلاد وإمكانات تسخر للدفاع عن مكتسبات الوطن ومقدرات الأمة، يفرح بها لها كل صديق محب، ويموت بها كمداً كل شانئ مبغض حسود عدو للإسلام والمسلمين وبلاد التوحيد.
وكذلك كانت الاتفاقيات الاقتصادية النوعية التي تستثمر في أبناء الوطن وبناته، وتعزز الفرص والإمكانات للقطاعات الاقتصادية المختلفة حلقة جديدة في مجال بناء الوطن، وتقديم الخدمات المتنوعة لمواطني هذا الوطن المعطاء.
إن قرار إنشاء المركز العالمي لمكافحة التطرف الذي سيكون الرياض مركزاً له ليحمل أبلغ دلالة واعتراف من المجتمع الدولي بدور المملكة الريادي في محاربة الإرهاب والتطرف، وهو إضافة نوعية جديد لمجمل الجهود التي بذلتها في محاربة التطرف، ونتاج منهج ممتد، وسياسة ثابتة، وهو أيضًا تتويج لتلكم الجهود العظيمة والخدمات الجليلة والتأثير العميق في خدمة السلم والأمن الدولي الذي تمثل المملكة بما لها من ثقل عالمي أبرز المساهمين الفاعلين فيه، وكل تلك الجهود الحثيثة المباركة من إمامنا ومليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، هي بعد -عون الله وتوفيقه- ما بوأ هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية مكانتها الرفيعة بين بلاد العالم، ووضعتها في مكانها الطبيعي كقوة دولية مؤثرة، ومركز إسلامي وحضاري رائد، ولا غرابة في هذا النجاح فنحن نعيش نظامًا مثاليًا في ظل ولاية راشدة، وقيادة حكيمة، اتخذت من كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- دستورًا ومنهجًا، فكان منهجنا نبراسًا شامخًا، وبنيانًا راسخًا، فقد جعلت الاحتكام في جميع مناحي الحياة إلى الشريعة الإسلامية، بل إنها دولة قامت على نصرة الكتاب والسنة, ونشر العقيدة الصحيحة منذ قيامها وتوحيدها.
وواجبنا جميعاً بعد كل هذه المنجزات العظيمة والمكتسبات التي تبعث على العزة والفخر أن نكون يداً واحدة خلف قيادتنا الرشيدة المستنيرة، وما أحوجنا إلى الوحدة واللحمة والتعاون خصوصاً في هذا الزمن المليء بالفتن والأحوال والتحولات، والمتغيرات التي عانت ولا تزال تعاني منها بلاد مجاورة أصبحت الأحوال فيها مضطربة, والأمور فيها محيرة, وتداعى أهل الشر منذ زمن ولا يزالون لإدخال مملكة الوحدة والإنسانية، ووطن العطاء والنماء في أتون هذه الفتن، ولذا فإن ثقتنا بالله -جل وعلا- ثم بثوابتنا, وسياسة ولاة أمرنا الحكيمة التي تعتمد الصدق والشفافية والصراحة والقرب بين الراعي والرعية, والمحبة والشفقة, وتحقيق قوام الملك وأساسه من الحكم بشريعة الله, وإقامة العدل وسياسة الأمور به, وفي مقابل ذلك قيام المواطنين بتحقيق المواطنة الصالحة من السمع والطاعة والنصح والتعاون والتكاتف والتعاضد وبذل الحقوق تعبدًا لله, والالتفاف والاجتماع، والبعد عن مسببات الفرقة والاختلاف ليحفظ الله وطننا من هذه الفتن وتداعياتها، ويبارك هذه المسيرة التي تبنى على الاجتماع والوحدة، ولهذا من المعاني المهمة، البُعد عن مسببات الفرقة من التحزب المقيت، والانتماءات الحزبية، والتصنيف المشين الذي لا يعالج واقعاً، وإنما يزيد الهوة، ويوسع الخلاف، ويفرح العدو.
وإننا لنشكر الله -جل وعلا- على ما منّ به من آلاء جسيمة, ونعم عظيمة, أعظمها نعمة التوحيد والعقيدة الصحيحة, ونعمة الأمن والاستقرار, ونعمة هذه الولاية الراشدة التي ننعم في ظلها من قبل ولاة أمرنا الأماجد, وحكامنا الأوفياء, وعلى رأسهم ملك الحزم والعزم، السلم والسلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, وسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز, وسمو ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز, حفظهم الله ذخرًا وعزًا للإسلام والمسلمين, والحمد لله على هذه النعم, {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا}، ونسأل الله أن يحفظها, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.