سمر المقرن
عاشت الرياض هذا الأسبوع أحداثاً متميزة على كافة الأصعدة، وكانت الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعائلته للمملكة قد خطفت أبصار العالم، وما تلا هذه الزيارة من قمم ومناسبات هي مفخرة لكل مواطن سعودي، لأن قمم الرياض هي تأكيد على أنها عاصمة تتربع على قمة العالم.
الحدث اللافت على هامش الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي ترامب، هي ردود الأفعال التي أسهبت في تعداد التفاصيل الجمالية لابنة الرئيس الأمريكي ومستشارته «إيفانكا ترامب» وهي بحق تمتلك كاريزما وذكاء مبهرين، والأمر طبيعي جداً أن يحدث مثل هذا مع المشاهير، وقد جاءت هذه الكتابات في تويتر وعبر رسائل الواتساب وأغلبها كان مثيراً للضحك، وحتى لو نظرنا إلى ردود أفعال أعداء الرياض من الإخونجية ومَن هم على شاكلتهم ممن عاشوا حالة ألم ووجع أمام نجاحاتنا أنهم لم يجدوا في كل هذه الأحداث منفذاً لسل خناجرهم سوى هذا الأمر البسيط وهو إعجاب السعوديين بالجميلة إيفانكا، وإن كان هذا الإعجاب هو أمراً إيجابياً، كما أنه غير مستنكر ولا مستغرب لدى الأمريكان ممن لديهم برامج ووسائل إعلامية متكاملة خاصة بالمشاهير وأخبارهم وملابسهم وكل ما يخص حياتهم، حيث إن مثل هذا الوضع طبيعي جداً لكنه واجه مشكلتين، الأولى: هي حساسيتنا المفرطة إزاء مثل ردود الفعل هذه. والثانية: هي موقف أعداء الرياض ومحاولة تجيير هذه الطبيعة الإنسانية التي تمركزت في الإعجاب بإيفانكا على أننا شعب همجي ونظرته لا تتجاوز كونها حالة من الشهوانية المسعورة المفرطة كما وصفنا - بعضهم- عبر تغريدات في تويتر، وهذا مرده إلى حالة من شهيق الغصة التي يشعر بها أعداؤنا جراء النجاحات المتتالية التي صنعت خارطة سياسية واقتصادية وفكرية جديدة تقودها المملكة، برعاية أكبر دولة في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية.
يبقى من حق كل شخص أن يُعبّر عن إعجابه بالناس الجميلة، وأن لا نأخذ هذه الأمور بحساسية مفرطة ونشعر وكأننا تجاوزنا المألوف أو خرجنا عن إطار الآداب العامة، وإن كان هناك خروج محدود فهو يُمثِّل شريحة بسيطة من المعيب أن نعممها على كل أفراد المجتمع الذي كانت تعبيراته نوعاً من الفرحة بهذه المناسبة الكبيرة التي يرفع بها كل مواطن سعودي رأسه ويفتخر بها مدى الحياة.
مبروك لنا كل هذه الإنجازات، ولا تجعلوا المتصيّدين يعكّرون صفو أفراحنا أو يقلّلون من الشعور بهذه النجاحات.. وتبقى إيفانكا ترامب امرأة سياسية جميلة وتستحق الإعجاب.