أمل بنت فهد
حين امتدت أذرع الإرهاب الخائنة شمالاً وجنوباً.. شرقاً وغرباً.. وبات كل مكان في العالم غير محصن من هجمات الجبناء الغادرة.. وحين جُن العالم وفقد أمانه.. واحتارت العقول على من تلقي باللائمة.. كان وطني يقرأ الواقع بكل وضوح.. ويعلم يقيناً من أين أتت غدرات الفتن.. وفي قلب الظلام الذي غشى الدنيا.. حملت السعودية شعلة النور وكعادتها أخذت الجميع معها.. بعد كل العناء.. والإرهاق.. والضياع.. والدماء المهدرة.. والشعوب المهجرة.. أبت السعودية إلا أن تكون قوية.. صامدة.. لم ترضخ.. ولم تستسلم.. ولم تترك يداً تطلب العون دون أن تمسك بها.
هكذا هو وطني.. قِبلة العالم حين تتلاشى الدروب.. حضن أبوي مستعد لنسيان الزلل.. والبداية من جديد.. حزم في وجه العبث.. وتفهم في مواقف الخطأ.
مع وطني الجميع يكسب.. إلا الشر وأهله.. فإنهم لجحيم الحزم مصيرهم.. وطني مؤمن بالإنسانية.. مؤمن بالحب.. مؤمن بالحياة.. حمل على عاتقه مهمة الأنبياء.. حين تضل البصائر.. وحين يستشري الظلم.. فإن وطني لا يخشى أحداً.. لأنه يعلم يقيناً بأنه على حق.. وحين تحمل في قلبك هم الإنسانية.. تكون فاضلاً حتى مع دناءة التطرف والإرهاب.
شموخ يضخ فينا معنى الفخر حين تكون سعودياً.. فإن همك أكثر من حدود الوطن.. لأن وطني إنساني بطبعه.. يطلب السلام للجميع.. وليس للأنانية في محاوره مكان.. لأنه يعلم أن السلام إن لم يكن عالمياً.. لن يكون محلياً.
وطني يا قبلة الدنيا.. ها أنت تأخذ العالم لصفحة جديدة.. في مواقف حقيقية أمام الشر الذي ضرب هنا وهناك.. لم تكتف بخليجنا الغالي.. وعروبتنا العظيمة.. بل آمنت أن الأمان حق للعالم كله.
وطني يا بداية الخير كلما تعاظم الشر.. وطني يا نبوءة السلام في كل زمان.. نتعلم منك كل حين كيف يكون الخير عالمياً.. وكيف يخص الشر أهله ويحيطهم.. وكيف نفرق بين خطأ الجهل.. وجريمة الغدر.
سيكتب التاريخ أن السعودية عظيمة مهما تطاولت قامة الحاقدين.. وأنها عصية على التلاعب والخداع.. وأنها حين التيه تكون منارة الهدى.
الخير قادم لا محالة.. للوطن.. وللخليج.. وللعرب.. وللعالم كله.