غسان محمد علوان
حضر سلمان الحزم، في ليلة من ليالي شباب الوطن، مؤكداً أن الشباب واهتماماتهم الرياضية ليست حدثاً عارضاً في مسيرة وطن، أو أنها لهواً طارئاً لا يرتقي لاهتمام القيادة. هذا التشريف المتواصل من قِبَل ملك الحزم والعزم لكل شباب الوطن، ما هو إلا امتداد لنهج حكيم من حكومتنا الرشيدة، وملوكنا العظام، الذين ما زالوا يؤكّدون في كل موقف، أن الشباب هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن.
في تلك الليلة، ظهر الزعيم كما عهده عشاقه. متفرّداً و ممتعاً، باسطاً نفوذه على خصمه حتى وإن كان الخصم حاملاً للقب. ظهر ليثبت للجميع مجدداً، أن الهلال متى ما كان في عافيته، فالإنجاز يبقى مجرد رقم جديد، والذهب يبقى -كما اعتاد مجرد ساكن جديد لمعقل الذهب.
تألق الحارس الكبير ياسر المسيليم، في المساء الكبير، حارماً الهلال من تسجيل نتيجة تاريخية كاد أن يتجرعها ناديه في النهائي الكبير. فالهلال الذي أحكم سيطرته طولاً وعرضاً، جعل لاعبي جروس ينتظرون الإنقاذ من حارسهم الأمين وحده. ورغم ذلك، تمكّن الهلال من تسجيل ثلاثة أهداف كفلت له لقبه الثامن في كأس الملك، ولقبه الثاني بعد الدوري في هذا الموسم، ولقبه السادس والخمسين في مسيرة كبير القوم عبر تاريخه. ليبتعد أكثر وأكثر عن ملاحقيه في سجلات الذهب.
طرفا اللقاء الختامي الكبير، ما زالا في معترك المنافسات وحدهما رغم انتهاء موسم البقية مبكراً. فالتأهل الآسيوي لدور الثمانية ما زال مطلباً لهما، ولكل محبي كرتنا السعودية.
فالأهلي بغياباته الهجومية المتمثلة في السومة ومهند، سيواجه خصماً عنيداً متمرساً في البطولة الآسيوية (الأهلي الإماراتي). والتأهل في هكذا ظروف يعتبر إنجازاً حقيقياً، لن يتأتى دون تهيئة نفسية محترفة، وتكتيك منضبط يخرج من اللاعبين أكثر مما نتوقّع. وهذا هو العشم في الراقي.
أما الهلال المنتشي ببطولتيه هذا الموسم، فيقابل الفريق الإيراني (استقلال خوزستان) في لقاءين لا يُقبل من زعيم آسيا سوى التأهل وبجدارة. فما يقدّمه الفريق تحت قيادة (الباشا دياز)، يجعل الأعذار تخجل من أن تُطل برأسها في هكذا موقف.
تمنياتنا للممثلينا الكبيرين بالتوفيق والتأهل، ونجدد المباركة للزعيم بتحقيق الكأس الغالية.