سعد الدوسري
كلنا نكره أن نغير الأفكار التي تسيطر علينا.. نخشى من مجرد محاولة التغيير، لأن المحاولة قد تقود إلى تغيير شامل في رؤيتنا للقضايا الأخرى. ولو أن الواحد منّا حاول مرة، أن يفكر:
- لماذا أميل إلى هذه القناعة؟.. هل أنا الذي غرستها في ذاتي، أم أن أحداً هو الذي غرسها في؟.. هل هذا الأحد مؤهل لبناء قناعتي؟.
أن تتغير، هو قمة الجرأة.. التغيير يحتاج إلى شجاعة ومواجهة مع النفس.. قد ترضى أن تبقى طيلة حياتك، أسيراً لقناعات لم تفكر في نقاشها مع نفسك. وقد تقف أمام ذاتك، وتقول: لا.. كل الحضارات التي أثبتت وجودها، جاءت من خلال التغيير في نمط التفكير، وهاهي تنتج كل ما تحتاجه، دون أن تمد يدها لأحد.. حتى الأشخاص الفاعلين والذين أضافوا قيماً جديدة للحياة، دخلوا من باب التغيير. هم تغيروا، ثم غيروا العالم. هم وقفوا أمام ذواتهم، وسألوا أنفسهم:
- لماذا نحن هنا؟!..
هذا السؤال، هو الأهم. لماذا أنا وأنت هنا؟!.. لكي نضيف شيئاً لمن حولنا، أليس كذلك؟!.. ولكي نضيف، يجب أن نكون مستقلين في أفكارنا، وألا نجعل الآخرين، يسيطرون علينا.. يجب أن نفكر لنا، وألا نجعل الآخرين يفكرون، نيابة عنّا، وأن يسيّروا حياتنا، كما يشاؤون، وفقاً لرؤيتهم التي تقوم تغييب العقل، وعلى جعل الآخرين أدواتٍ لهم.