فهد بن جليد
يوماً بعد آخر يُبهر الشباب السعوديون العالم، بقدرتهم الكبيرة والفائقة على العمل والإنجاز بتصميم وإبداع بنظرة ورؤية ثاقبة نحو المُستقبل، ولعل ما شهده الزعماء العرب والمسلمون عند تدشين خادم الحرمين الشريفين لمركز اعتدال بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خير شاهد على قدرة العقول السعودية النيِّرة بقيادة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تطوير وتوفير التقنيات المُبتكرة، من أجل رصد ومُعالجة وتحليل الخطاب المُتطرف ومُكافحته في خطوة فريدة وغير مسبوقة، وهي تعتبر نواة وتقنية حديثة تُتيح الفُرصة لجميع الدول العربية والإسلامية والصديقة الجادة في مُحاربة التطرف، والباحثة عن السلام بصدق الانضمام إليه، والاستفادة من هذا التطور المُذهل في التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات والأنشطة المشبوهة عبر الإنترنت.
الحديث الأبرز لوسائل الإعلام العالمية مُنذ إطلاق مركز اعتدال بتقنياته المُتطورة التي دعمها وأشرف عليها الأمير محمد بن سلمان، هو كيف استطاع السعوديون إنجاز هذا المشروع العالمي الهام والضخم بهذه السرعة، وافتتاحه خلال زيارة الرئيس الأمريكي للرياض، بعد أن تم اختيارها مقراً له من الدول التي قامت بتأسيسه، ليأخذ هذا الزخم والاهتمام والدعم العالمي الكبير.
لا يوجد مركز في العالم، أو مرجعية أو تقنية تقوم بجميع مراحل مُعالجة البيانات بمدة لا تتجاوز الـ 6 ثوان، مُنذ لحظة توافر هذه البيانات والأنشطة أو التعليقات على الفضاء الرقمي بمختلف اللغات، وبنظام حوكمة يُطبق أفضل المُمارسات والمعايير الدولية بما يتيح الحيادية والمرونة، والكفاءة والشفافية لتحقيق تعزيز التسامح والتعاطف، ودعم الحوار الإيجابي، لمُكافحة الفكر المُتطرف، بكل اللغات واللهجات والثقافات..
حضور الرئيس الأمريكي وزعماء الدول العربية والإسلامية بجانب خادم الحرمين الشريفين لافتتاح هذا المركز هو خير دليل على اصطفاف العالم الصادق والمُحب للسلام والأمن، مع المملكة في حربها ضد الإرهاب والفكر المُتطرف، وهي خير شهادة للعرب والمُسلمين.
يحق لنا في السعودية أن نفخر ونفاخر بشبابنا أولاً، ثم بأن عاصمتنا تحتضن بين جنباتها أحدث مركز عالمي لتتبع الأفكار المُتطرفة، ورصدها ومُراقبتها عبر وسائل الإعلام والانترنت بمُختلف اللغات واللهجات الأكثر شيوعاً لدى المُتطرفين، الذي يُديره ويُشغله هم شباب وشابات سعوديون، سيجعلون من هذا المركز مناراة ومنصة عالمية لتبادل المعلومات لمواجهة الفكر المُتطرف ونشر التسامح، للوقاية من الإرهاب وتجنيب المُجتمعات الإنسانية خطره، قبل وقوعه، في واحدة من أصدق الخطوات العالمية العملية والجادة نحو الاعتدال ومُكافحة الفكر المُتطرف، وهو ما سنجني فوائده قريباً.
وعلى دروب الخير نلتقي.