د. خيرية السقاف
وماذا بعد القمم؟
أليست الهمم؟!
لا تفتر, ولا تتراخى, ولا تتواني بالأخذ بكل الجهود التي بُذلت صروحاً في العيان..
من خطو سلمان في المسارات الطويلة, إلى أبعاد نظراته العميقة منطلقة من جذر الفكرة, لمنصة البدء..
من بساط مُد عند أول سلمة في طائرة القادة,
إلى آخر خفقة ركض لمراسل صحفي, ومصورة داخل حجابها البهي,
من مترجم تتبع خطواته خطوات القادمين,
إلى من قدم فنجال القهوة, وفتح باب العربة, وتقدم في المسار.....
من بدء تدوين عقد, لآخر نقطة في توقيع اتفاق.....
من رقصة سيف, لخفقة علم,
من طريق تباهى, وجندي وقف, وفكر طبخ, ويد صافحت, وقلب اطمأن,
لخطوط حُدِّدت, وموضوعات وُضِّحت, وغايات قُصِدت, وطموحاتٍ دَفعت, وحاجات تضافرت, ومصالح تقاربت, وقضايا صعدتها "الرياض" لعين الشمس فعمَّت القاصي, والداني..
ماذا بعد قمم الرياض؟
إذا كانت الرياض العزيمة والمبتدأ, والترحاب والقبول, والمنطلق والجهد
وإذا كانت الرياض أول المفكرين, المخططين, والمستقبلين؟
وإذا كانت "الرياض" أول المشعلين المصباح, الزارعين الفسيلة, الحارثين التربة, المشرعين الباب؟
وإذا كانت "الرياض" قد فضَّت عن المختلفين شباكهم, ورفعت عن المبتعدين حرجهم, وشدت في المجتمعين أعضادهم, وبسطت للمترددين أرضهم؟
ماذا بعد القمم غير الهمم؟
لتصبح كل تلك النقاط والمنطلقات, والحروف والكلمات, والجمل والعبارات
عملاً لا يخطئ في نقطة, ولا يتوانى عن مجاز, ولا يفرط في حبكة, ولا ينأى عن بلاغة,
ولا يطمس كناية, ولا يمحو للمعيِّة أداة..
أليس هذا هو المنتظر من دول القمم كلها معاً تتويجاً لما فعلت وقدَّمت "الرياض"!!