رجاء العتيبي
هكذا يمكن أن تكون الرؤية السعودية 2030 عمل وشفافية وسير للأمام، ولا مجال للعودة للخلف، أو حتى التوقف للحظة أمام بعض الجدل الذي صدر من بعض الكتاب قبل أشهر، ذلك أن 2030 بدت واضحة المعالم مع اللقاء الأخير الذي بثته قناة العربية مع سمو الأمير / محمد بن سلمان ولي ولي العهد، حيث قال كل شيء عن الرؤية بلغة واضحة ومركز ودقيقة وفكر عميق ورؤية شاملة.
قلت ساعتها الذي لم يفهم الرؤية بعد لقاء سموه الكريم لن يفهم العمر كله، إلا من يتعمد عدم الفهم بهدف أن يكون شيئا ذا بال أمام الإعلام وهيهات له لأن مرافعاته المعارضة بدت غير دقيقة أمام ملامح الرؤية التي بدأت تتشكل بوضوح كلما مر عليها يوم.
مع زيارة الرئيس الأمريكي ترمب مستهل هذا الأسبوع بدت برامج الرؤية 2030 تأخذ موقعها وتخطو أهم خطواتها العملية في مجال الاستثمار بهدف تعدد مصادر الدخل ضمن خطة ما بعد النفط التي أعلن عنها في مناسبات متعددة.
شهد العالم أجمع في هذه الزيارة تحقق أحد أهم الأهداف والمتمثل في كون السعودية باتت بشكل عملي: العمق العربي والإسلامي وقوة استثمارية لا تجارى ومحور يربط قارات العالم الثلاث، ووطن طموح ومواطن مسؤول.
قادة دول مجلس التعاون الخليجية، وقادة العالم الإسلامي وقائد الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دولة في العصر الحديث كلهم يمموا شطر بلادنا بوصفها العمق الاستراتيجي للعالم والحليف الذي يمكن الوثوق به فهي دولة حديثة تملك رؤية وقادة وبيئة آمنة.
هنا يمكن للدول الخارجة عن القانون أن تقف مكتوفة الأيدي أمام حشد الحب والسلام والحياة في حين بدا الإرهاب يتراجع ويتقلص وينكمش فالزمن ليس زمنه، الأشرار شاهدناهم أمام الدول الراعية للسلام العالمي شخصيات منبوذة فزمن التخريب والفساد ولى إلى غير رجعة والحكومات المارقة تبقى وحدها لا أحد يصافحها.
شيء رائع أن تقدم دولتك رؤية واضحة المعالم وشاملة لكل شؤون الدولة والمواطن نسير بها ومعها ولها - بعون الله - نحو غد مشرق, فإن لم تقد سفينتك جاء من يقودها عنك, انظر إلى الدول التي لا تحمل رؤية تجدها (تقاد) من الخارج: العراق, وسوريا, ولبنان... نماذج لا تخطئها العين.
أجمل ما في الرؤية السعودية 2030 أنها أنهت الجدل القديم (أنتم ونحن) و(نحن الأكثرية وأنتم الأقلية ) وألغت التصنيفات التي يطلقها كل فريق على فريق في أسوأ جدل عقيم: اجتماعي/ إعلامي/ ديني مر على بلادنا.