يوسف بن محمد العتيق
في كتابه المميز: (الأمير عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود سيرة تاريخية و وثائقية) وهو كتاب يوثق سيرة أخو الملك عبد العزيز الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود (المتوفى 1396 هـ).
قال الأستاذ سليمان الحديثي كلمة جميلة ومفيدة في مقدمة الكتاب أنقلها بنصها: (ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن هذا الكتاب خاص بسيرة شخص معين، ويركز على جهوده ودوره، وقد يكون لآخرين دور مماثل أو أقل أو أكثر في حدث ما يعرض في الكتاب، ومع ذلك لا يذكر دورهم، أو يذكرون بشكل عابر، وهذا ليس تقليلا من دورهم، ولكن مهمتي هنا التركيز على الشخصية محور الكتاب) هذا ما ذكره الأستاذ الحديثي في مقدمة كتابه، وبالمناسبة هذا الكتاب أخذ جائزة وزارة الثقافة والإعلام قبل فترة ليست بالبعيدة، وكرم مؤلفه على ذلك.
وشاهدي هنا من نقل نص الأستاذ الحديثي هو الحديث عن فكرة مهمة جدا، وهي أن كاتب المقال أو مؤلف الكتاب حين يكون حديثه عن شخصية عامة من الطبيعي أن تكون هذه الشخصية هي الشخصية المحورية في حديثه، ويكون التركيز على جهودها، ولا يعني هذا تهميش دور الآخرين أو انتقاصهم، بل المقام يقتضي تسليط الضوء عليه، ودعني أوضح هذه الفكرة بمثال، لو أقمنا حفل تكريم لموظف متقاعد ليس من كبار الموظفين، بحضور مديره ومرؤوسيه...هل من اللائق أن يكون الحديث عن المديرين ونهمش الموظف المحتفى به لوجود من هم أكبر منه سنا أو مقاما.
وهكذا حين يكون الحديث عن شخصية عامة في كتاب أو مقال أو محاضرة أو ندوة، فإن المقام يتطلب هذا المنهج.
لذا من المعيب أن نجد بعض المتابعين حين يجد كتابا أو ندوة عن شخص يقول إن فلان أعطي أكبر من حجمه أو لا يستحق هذا الكلام. بطبيعة الحال الكذب والمبالغة مرفوضة في إعطاء الناس أكبر من حجمهم، وفي الوقت نفسه لا يمنع أن تثني على شخص بوجود من هو أكبر منه مقاما أو جهدا.