عبدالله العجلان
قيل منذ قديم: لا يهزم الهلال إلا الهلال.. ولهذه المقولة معانٍ كثيرة وحقائق أكيدة، تكشف أن لهذا الفريق مكانة عالية، وقيمة خاصة، أثبتها سجله الحافل بالبطولات والنجوم، كما جسَّدت واقع أنه حينما يكون في عافيته فمن الصعب منافسته أو حتى مجاراته..
الموسم الحالي أعاد الأمور إلى طبيعتها بعودة الهلال إلى مستواه المعروف، ليس هكذا مصادفة، أو بضربة حظ، أو بدعم خارجي، أو لأنه فقط الهلال، وإنما من خلال عمل إداري مميز، أنتج اكتمال عناصر تفوقه من حيث التخطيط والتحضير والتعاقد والتعامل مع الأحداث والمتغيرات.. يقوده بنجاح وإتقان رئيسه الفذ الخبير الأمير نواف بن سعد، هذا الذي عرفناه منذ سنوات عقلانيًّا متواضعًا حكيمًا راقيًا مخلصًا لمسؤولياته، استطاع في موسمين أن يلم الشمل الهلالي، وأعاد للفريق الأزرق هيبته وقوته وشخصيته واستقراره، وحقق فيهما ما لم يحققه أي رئيس نادٍ آخر: السوبر وكأس ولي العهد والدوري وكأس الملك.
في الوقت الذي تفرغ فيه الهلاليون لترتيب أوراق فريقهم، وتقوية خطوطه، والإصرار على الحكم الأجنبي، والتعاقد مع ألمع وأبرز المدربين واللاعبين السعوديين وغير السعوديين، والعمل بهدوء وصمت وعزلة عن المشاكل وصخب الإعلام.. كان غيره مشغولاً بإصدار بيانات التشكيك والتنديد والشجب والاستنكار وتسويق وتوزيع الإعلاميين الأراجوز على البرامج التلفزيونية التافهة، وإلهاء الجماهير بـ(الأكشنة) وادعاء المظلومية واختراع الأعذار وتمرير الأوهام بما يتناسب مع ثقافتهم، ويتوافق مع عقلياتهم وطريقة تفكيرهم..
الدوري (البطولة الأقوى) وكأس الملك (البطولة الأغلى) حصاد منطقي مقنع للهلال الأفضل في كل شيء.. زد على ذلك أن أرقامه القياسية هذا الموسم دليل تميزه ومبرر إنصافه.. ولا أبالغ لو قلت إن خصومه قبل محبيه يدركون هذه الحقيقة، ويجزمون بها وإن لم يعلنوها. هي كذلك رسالة لمسيري وجماهير ولاعبي الهلال أنفسهم ولغيرهم من الأندية، مفادها أنه بالعمل الجاد وحده تصنع الأشياء الصعبة، وربما المستحيلة، وعدا ذلك سيظل عبثًا واستنزافًا للمال والجهد والتعب، وقتلاً للطموحات، وكلامًا فارغًا يتطاير في الهواء..
مبروك للهلاليين إدارة ولاعبين ومدربين وأعضاء شرف وجماهير تألق وتفوُّق فريقهم، وعودته لسابق عهده، ومواصلة مسيرة زعامته..
موسم غير ومثير!
بنهاية الموسم الكروي 2016 / 2017 لا بد أن نشير إلى أنه كان من المواسم اللافتة في كمية وإثارة أحداثه، سواء بتغير مجلس إدارة اتحاد الكرة، أو بالنجاحات الكبيرة للمنتخب الأول ومنتخب الشباب، إضافة إلى القرارات والعقوبات الدولية، والملفات الساخنة بالنسبة لانتقالات اللاعبين، وما ترتب عليها من مناكفات وسجالات إعلامية، وبيانات واتهامات رسمية. كذلك الأندية شهدت هي الأخرى انقسامات وصراعات داخلية، أثرت على نتائجها وعلاقة إداراتها بإعلامها وجماهيرها وأعضاء شرفها ومستوى قراراتها الفنية.
ومثلما تحدثنا فيما مضى عن إيجابيات وسلبيات الاتحاد السابق فمن الضروري أن نتعامل مع الاتحاد الحالي بالمبدأ نفسه على الرغم من أنه لم يمضِ على بداية عمله سوى أربعة أشهر و23 يومًا، إلا أنها كانت حافلة بالقرارات التنظيمية التي تسجل له، كما تؤكد أنه في طريقه للنهوض بأداء الاتحاد وزيادة مداخيله، مقابل أن الانتقادات التي وُجهت له تركزت في تأخر بته في قضيتي اللاعبين محمد العويس وعوض خميس، وإن كانت أسباب تأخيرهما والظروف المحيطة وتداخلها مع جهات حكومية أخرى بها تبدو مقنعة.. وفي تقديري، إن من أبرز إيجابيات اتحاد الكرة الحالي أنه أعطى للجمعية العمومية حقها في المشاركة، ومنحها دورها المهم في صياغة قراراته وتشريع أنظمته، على عكس ما فعله الاتحاد السابق حين همشها تمامًا؛ ما تسبب في إيجاد فجوة تصادمية مع الكثير من أعضائها، كما أضعف قراراته، وتباين أسلوب تعامله مع الأندية.
دعواتنا لاتحاد الكرة بالتوفيق في المرحلة القادمة، وخصوصًا في مهمة إعداد منتخبنا الوطني للمباريات الحاسمة المتبقية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018م.