عبد الاله بن سعود السعدون
يشكِّل هذا الصرح الطبي والتعليمي الفريد من نوعه في الشرق الأوسط؛ لتخصصه العالي في الطب الرياضي، ثمرة مميزة من المكتسبات التي تركها أمير الشباب الراحل فيصل بن فهد - أسكنه الله جناته - لتخلد ذكراه، الذي اتسم عهده بالإنجازات في قيادة المسيرة الرياضية في بلادي (المملكة العربية السعودية)، وبصماته ما زالت ظاهرة وموزَّعة على خارطة المدن الرياضية المتكاملة التي أُنشئت بإشرافه شخصيًّا، وتم تنفيذها بواسطة أشهر الشركات العالمية المتخصصة في الإعمار الرياضي، وبأوقات عمل قياسية؛ لينعم بها شباب الوطن الغالي.. ونستبشر خيرًا بقيادة هذا القطاع الشبابي المهام.
وتميَّز عام 1406هـ ببدء مرحلة مهمة في العلاج الرياضي في بلادنا؛ إذ بدأ «مستشفى الأمير فيصل بن فهد الرياضي» بتقديم خدماته العلاجية؛ ليلبي احتياجات الشباب الرياضي والمواطنين الذين يعانون أمراض العظام والعضلات. وركز هذا المركز الطبي والتعليمي الرياضي المتخصص بوضعه أهدافًا رئيسة لمحيط نشاطه، تتمثل في تقديم الخدمة والرعاية العلاجية الشاملة للرياضيين السعوديين من منتسبي النوادي الرياضية في مملكتنا الحبيبة، والمساعدة في تقييم وفحص الرياضيين المرشحين للمنافسات الدولية وفق المعايير الطبية المعتمدة دوليًّا، ونشر الوعي التثقيفي للوقاية الرياضية المقدمة لكل المؤسسات الرياضية الوطنية في المملكة العربية السعودية، مع العمل الجاد لتطوير علوم الطب الرياضي عن طريق متابعة الكشف الحديث المنشور في البحوث والمجلات الطبية العالمية، وأخيرًا رفع كفاءة منتسبي المستشفى بإعداد برنامج تدريبي متكامل ومستمر طول العام، مع ابتعاث العديد من أعضاء الطب العلاجي إلى خارج المملكة بالاستفادة من اتفاقيات التعاون الثقافي المعقودة بين هذه الدول والمملكة العربية السعودية، وتم تخريج دفعات من برنامج الدراسات العليا بالمستشفى بالتعاون مع ثلاث جامعات بريطانية في مجال الطب الرياضي للأطباء المتخصصين، وفي علوم العلاج الطبيعي «تخصص طب رياضي». وأخيرًا اختصاص عالٍ في مجال «التغذية الرياضية». وهناك أيضًا برنامج محلي بالتعاون مع الجامعات السعودية لتدريب طلبة الامتياز في تخصص العلاج الطبيعي، ومعهم عدد من الطالبات بالتخصص نفسه في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وعقد دورات وورش عمل في مجال التغذية الرياضية والمختبرات التحليلية والأشعة والصيدلة وهشاشة العظام وأمراض العضلات والعمود الفقري، بحضور ومشاركة خبراء دوليين. وسيتوَّج ذلك ببرنامج الدراسات العليا المنفَّذ من إدارة المستشفى. وتم ابتعاث عدد من الأطباء السعوديين إلى كل من فرنسا وأمريكا والسويد للحصول على درجات عليا «ماجستير ودكتوراه» في الطب الرياضي.
مستشفى الأمير فيصل بن فهد الرياضي يتميَّز بتقديم خدمة طبية وعلاجية عالية. ويساند عمل هذه العيادات مختبر تحليلي حديث، ومركز أشعة متطورة مع صيدلية تقدِّم خدمة الدواء الحديث، ومركز إسعاف يعمل على طوال ساعات اليوم.
ووصف نشاطات هذا الصرح الطبي المتخصص الكثيرون من المستفيدين من خدماته النادرة - وأنا شاهد معهم - بالقول: «لقد ملأ مستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي فراغًا هائلاً في المجالات الطبية والتأهيلية للرياضي السعودي والمواطن السعودي، تؤكده على أرض الواقع الأرقام والحقائق التي تعطي مؤشر الزيادات المتصاعدة المسجَّلة من عام إلى عام؛ لما قدمه ويقدمه المستشفى من خدمات متميزة. وهذا من فضل الله أولاً، ثم بفضل ما يجده قطاعا الشباب والرياضة في بلادنا من دعم لا محدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - نصره الله - وسمو ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله ورعاهم - وما توليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب من جهد مشكور لتطوير قدرات الرياضي السعودي تأهيلاً وإعدادًا لتوجيه شبابنا الناهض نحو مواكبة التقدم، وبلوغ أعلى المستويات في عالم الرياضة في العالم»!!
يتمنى كل رياضي ومواطن محتاج لخدمات هذا الصرح الطبي الرياضي الفريد في الشرق الأوسط عودة نشاطه المهني بعد فترة توقُّف، أتمنى أن تكون قصيرة؛ وذلك باتخاذ القرار المناسب من لدن معالي الرئيس العام لرعاية الشباب بعودة الحياة النشطة لأروقة وردهات هذا الصرح الفريد في اختصاصاته. وإن كان توقفه بسبب حالة التوفير والتقشف فهناك العديد من الوسائل المالية الناجعة، منها - على سبيل المثال لا الحصر - إحالة تفعيل نشاطاته الطبية لإحدى الشركات بعقد ولمدة معقولة لتشغيله مقابل رسوم مالية أيضًا معقولة، وبإشراف الهيئة الإدارية النشطة في المستشفى. ومن الممكن التعاقد مع شركات التأمين الطبي؛ وبذلك يرتفع عن كاهل الرئاسة العامة العبء المالي، وأيضًا يتحقق لها نسبة من الإيراد العام المتحقق نتيجة العقد الطبي مع الشركة المشغلة للمستشفى، مع ضمان وجود فريق متخصص في العلاج الطبيعي وإصابات الملاعب، يقدمه المستشفى للجنة الأولمبية مجانًا؛ وبذلك تعود الفرحة لوجوه سبعين ألف مواطن ورياضي، توقف تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم الآن!!!!
إننا نرجو إعادة النظر في مستقبل هذا الصرح العلاجي المتخصص والوحيد الذي يخدم كل أهالي الجزء الجنوبي الغربي من العاصمة الرياض، والذي كان يقدم خدماته العلاجية المميزة والمتخصصة بكادر طبي عالي المستوى، وبحالة متطورة حديثة.