خطرت لي فكرة كتابة هذا المقال حينما أشرعت في قراءة كتاب أحلام شهرزاد لطه حسين والذي ذكر في مقدمته سبب كتابته هذا الكتاب وبهذا الأسلوب حيث ذكر «أن الفكرة في إنشاء هذه السلسلة من الكتب القصيرة اليسيرة أن تكون رخيصة والتي يسهل شراؤها وتهون قراءتها ويقرب الانتفاع بها والاستمتاع بما فيها ولا يشق على أوساط الناس ولا على فقرائهم» كان جلياً جداً أن هدف الكتّاب في تلك المرحلة نشر الثقافة وترقية الشعب وإزالة الفروق بين الطبقات كما ذكر ذلك مسترسلاً، أيها القارئ والقارئة الكريمة كان ذلك من أول طبعة للكتاب عام 1943 يعني ما يقارب أربعة وسبعون عاماً حين كانت معظم الدول العربية في محاولة الإعمار والنهوض، فالجميع يعلم أن القراءة ضرورة من ضرورات الحياة المتحضرة وجميعنا سمعنا بشعار أمة اقرأ تقرأ كما فرحنا بمعرض الكتاب السنوي وهذا شيء مطمئن لكن ما جعلني أكتب هذا المقال تحول دور النشر إلى منصات استثمارية لكتب رديئة ولا تليق بالذوق العام الأدبي والاجتماعي اللغة تكون ركيكة والمضمون لايكاد يفهم أو يكون تافها ومن ناحية أخرى ارتفاع سعر الكتب يصل إلى 100 ريال وأكثر دون مراعاة للطبقة المتواضعة يجب أن نعلم أن القراءة ملك للجميع فأتمنى أن يصل رأيي لوزارة الثقافة لوضع رقابة على مضمون الكتب أولا حيث تكون لها معايير واضحة وتحديد المبالغ التي تباع بها كي لا تكون القراءة طبقية وكي تكون هناك قراءة ومجتمع متعلم ومتحضر.