فهد بن جليد
بدأت دول الخليج في التسابق على إنشاء عيادات تخصصية -أكثر- لطب المُسنين والشيخوخة، بعضها أعلن عن افتتاحه وتدشينه بداية العام المُقبل، الهدف من تعزيز هذا التوجه هو توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية والخدمات لهذه الفئة، ويحسب للمملكة أنَّها سبقت دول المنطقة في إطلاق هذا النوع من المستشفيات مُنذ سنوات لتلبية احتياج كبار السن, تشهد بذلك المراكز المُتخصصة في رعايتهم وتقديم الخدمات الصحية المُستقلة لهم، ويمكننا هنا الحديث عن آخر هذه النماذج مُستشفى (واحة الصحة) المُخصص لرعاية كبار السن, والتابع لمركز الملك سلمان الاجتماعي الذي تم تدشينه مؤخراً، وهو يُعنى بالرعاية الطويلة والاحتياجات الصحية والاجتماعية والرياضية والترويحية للمُسنين.
وجود مُستشفى مُتخصص مُستقل لرعاية المُسنين أمر في غاية الأهمية، إلا أن توفير عيادات وخدمات خاصة ضمن مُختلف المُستشفيات والمراكز الطبية العادية المُنتشرة في كل مكان، وبمُختلف التخصصات الطبية سيكون له أثر أكبر -برأيي- لأن المركز أو المُستشفى المُستقل قد يكون أشبه بمكان رعاية وإقامة طويلة، وربما كان بعيداً عن مقر إقامة المُسن، بينما نحن في حاجة ماسة أكثر في مُجتمعاتنا، لعيادات تعنى بالزيارات والمراجعات الطبية السريعة، أو على الأقل إيجاد آلية تضمن التعامل بشكل سريع وخاص -وفق نظام مُعلن ومُطبق- وليس بنظام الفزعات والمزاجية والتقدير الشخصي من قبل الموظف أو مسؤول العلاقات بالمستشفى لحاجة المسن.
باعتقادي أننا في حاجة حتى قبل هذا إلى الاتفاق على تعريف مُحدد ووصف واضح لمن يُطلق عليه لقب (مُسن)، وبالتالي يستحق مثل هذا النوع من الخدمات الخاصة، وعدم الخلط بينه وبين (الشيخوخة)، مُعظم اختلاط بعض التعريفات والمفاهيم التي تتحدث عمن تجاوز الـ60 عاماً، وهناك من يتحدث عمن تجاوز الـ50 وهو غير قادر على القيام بالأعمال التي كان يقوم بها سابقاً، وآخرون يربطون بشكل خاطئ بين التقاعد عن العمل وكبر السن، لذا أرجو أن نتفق أولاً حول هذا، ومن ثم نقوم ببحث الاحتياجات، وسن القوانين ضمن حزمة من إجراءات الرعاية في مختلف مناحي الحياة وأهمها الرعاية الصحية، أسوة بما يحصل عليه كبير السن في مُختلف الدول المُتقدمة، بينما نحن أولى بوجود آلية ونظام واضح للتعامل معهم خصوصاً في المُستشفيات والعيادات، وفق ما حثنا عليه ديننا الإسلامي، وثقافتنا العربية.
وعلى دروب الخير نلتقي.