عبده الأسمري
دعته المعالي فاعتلى صهوتها تماما كما كان يصافح الأجواء بطائرته الحربية. نهج العلا في دراسته ودافعيته فتربع باكرا رغم صغر سنه لأن يكون شخصية نادرة بالعمل والإنتاج في علوم الطيران وفي معارف الدبلوماسية.
إنه سفير المملكة لدى أمريكا الطيار والمستشار الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز ابن ملك وأخو الأمراء المبدعين وسليل القيادة والريادة صاحب السيرة المهنية الحافلة بالمزايا والعطايا في السلك العسكري والقوات الجوية الملكية التي كان فيها ضابطا برتبة خبير وطيارا بسمات مستشار.
بوجه أميري وسيم أبيض باسم تسكنه الألفة وقوام رياضي اكتسبه في ميادين التدريب وملامح تشبه والده الملك سلمان وعينان تمتلئان دراية ومعرفة وتسطعان يقظة وتيقظ، وصوت تغلب عليه اللهجة القيادية واللغة التوجيهية والمفردة الاستشارية، يطل الأمير خالد اسما بارزا في الطيران الحربي ورمزا قادما بقوة إلى ميادين الدبلوماسية، حيث اختارته الثقة الملكية ببعد نظر وحكمة بالغة الاختبار والاختيار ليكون سفير الوطن في واشنطن في وقت مهم وتوقيت أهم، تزامن مع حقبة رئاسية أمريكية جديدة.
في قصر والده كان الأمير خالد يانعا في فكره، نابغا في معرفته، منصتا لتوجيهات والده، مستمعا لدروس السياسة والدبلوماسية والقيادة في مجالسه، مرافقا لإخوته، تأثر بحجم الحنان الأبوي والعطاء التنموي في جامعة أبيه، فكان مولعا بالطيران متولعاً بالحنكة، كان يراقب أسراب الطائرات الحربية عندما كان يرافق والده وإخوته في مناسبات التخرج أو خلال العروض العسكرية، فنما في ذاكرته عشقا أزليا بالتدريب وحبا متزايدا بسلاح الجو. درس في الرياض التي أحب أرضها أميرا ومواطنا، وعانق سماءها طياراً محترفاً يذود عن حمى الوطن وينطلق بإشعاعات المهمة وإمضاءات الدفاع وإضاءات الهجوم.
نال الأمير خالد شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية، ثم انضم إلى القوات الجوية الملكية السعودية ومارس مهام الطيران على طائرتي (تيكسان6)
و(تي-38) في قاعدة كولومبوس الجوية في ميسيسبي، ثم بدأ بعد ذلك برنامج طيران على طائرة (إف-15 إس)، وعُيّن ضابط استخبارات تكتيكي إلى جانب مهنته كطيار لطائرة (إف-15 إس) في السرب الثاني والتسعين التابع للجناح الثالث في قاعدة الملك عبدالعزيز في الظهران.
ولحبه للعلا والتعليم والطيران توجه إلى الولايات المتحدة لينال من جامعة هارفارد شهادة (كبار التنفيذيين في الأمن الوطني والدولي). ولم يكتفِ بذلك بل انتقل لفرنسا ودرس الحرب الإلكترونية المتقدمة في باريس ثم واصل دراساته العليا في جامعة جورج تاون. لنيل الماجستير في الآداب في تخصص الدراسات الأمنية ولكن تم تعليق دراسته نظرا لمهام عملية مختلفة، وذلك قبل تعيينه سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة. وقد تدرب خالد بن سلمان كطيار مقاتل بإجمالي 1000 ساعة طيران، وقام بمهام جوية ضد تنظيم داعش كجزء من التحالف الدولي. في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل ونظير جهوده المميزة ميدانياً، وفي غرف العمليات في سلاح الجو السعودي، فقد تم تكريمه، حيث تم منحه نوط درع الجنوب ونوط المعركة ونوط الإتقان؛ ونوط سيف عبدالله.
الأمير خالد عاشق للتدريب، حيث تلقى جرعات تدريبية بشكلٍ مُكثف مع الجيش الأمريكي في كل من أمريكا والسعودية، بما في ذلك التدرب في قاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا. وقد أجبرته إصابة في ظهره على التوقف عن الطيران، فعمل ضابطا في مكتب وزير الدفاع، ثم عُين لاحقا مستشارًا مدنيًا رفيع المستوى في وزارة الدفاع السعودية، وفي أواخر عام 2016 انتقل الأمير إلى الولايات المتحدة وعمل مستشارا في سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، ثم نال الثقة الملكية الكريمة سفيرا لدى أمريكا.
يمتلك الأمير خالد كاريزما نادرة من العمل القيادي انطلقت من الميادين مرورا بغرف العمليات وقيادة الأسراب وانتهاء بحنكة إدارية واستشارية ومهارية أهلته لينال الدبلوماسية من أوسع أبوابها.
وكما حلق في الأجواء محترفا هاهو يرسم الخارطة السياسية باقتدار واعتبار مع أكبر دول العالم ليرسم دربا مضيئا بالإنجاز ليشكل أنموذجا فاخرا للسفراء ومثالا باهرا للدبلوماسية المتميزة.