جاسر عبدالعزيز الجاسر
مثلما كان اليوم الأول لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت الماضي يوماً سعودياً أمريكياً بامتياز إذ شهد ذلك اليوم دفعة كبيرة وكبيرة جداً للعلاقة الأمريكية- السعودية التي أصبحت فعلاً علاقة شراكة إستراتيجية بين أهم وأقوى دولة في العالم، وأقوى دولة وأهم دولة في المنطقة، الدولة المحورية إقليمياً وعربياً وإسلامياً وإحدى القوى الدولية العشرين في العالم المعاصر، إذ شهد ذلك اليوم توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية والأمنية التي تؤطر العلاقة السياسية الإستراتيجية بين البلدين وتلك الاتفاقيات وبالذات الاقتصادية ذات الجانب والاهتمام الصناعي ستنقل المملكة إلى الدول الصناعية لتكون إحدى رواد الصناعة في المنطقة وتطور التنمية في المملكة وتسهم كثيراً في تحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال البدء عملياً في ترجمة التحول الوطني والذي ستكون إحدى ثماره خلق مزيد من فرص العمل للسعوديين وتعظيم الناتج المحلي.
مثلما كان يوم السبت يوماً سعودياً أمريكياً بامتياز إذ أظهرت القمة السعودية الأمريكية تطابقاً وتوافقاً يكاد يكون تاماً في وجهتي النظر الأمريكية والسعودية في التصدي للإرهاب ومحاصرة كل القوى والدول والأنظمة والجماعات والمليشيات الإرهابية، بما فيها نظام ملالي إيران الذي أصبح مصنفاً من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة بعد وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، كداعم للإرهاب، وهو ما جعل أمريكا تتخذ إجراءات عقابية ضد أذرعه الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
كان يوم السبت يوماً سعودياً أمريكياً مثمراً ولصالح البلدين وشعبيهما، واليوم الثاني من زيارة الرئيس ترامب للسعودية كان يوماً أمريكياً عربياً إسلامياً بامتياز، وكان مثمراً إذ تمخض عن تفهم مشترك لطبيعة العلاقات العربية الإسلامية مع الولايات المتحدة، وقد تم توضيح العديد من المواقف وإزالة سوء الفهم الذي ساهمت أطراف عربية وإسلامية وبالطبع أمريكية في تكريس تلك الخلافات، مما ولد صورة سلبية معادية للإسلام والمسلمين دولاً وشعوباً، وقد أثمرت جهود المملكة العربية السعودية في تحسين هذه الصورة بعد الأيام الأولى من وصول الرئيس الأمريكي للبيت الأبيض، وأنجزت زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وضع مرتكز جديد وقاعدة سليمة وصديقة للعلاقات السعودية الأمريكية مما أسهم في تحسين نظرة الإدارة الأمريكية لجدوى التعاون والتعامل المباشر مع العالم الإسلامي والعالم العربي من خلال شراكة إستراتيجية فعالة عبر المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والتي أثمرت عن جملة من النتائج الجيدة في ختام اليوم الثاني من زيارة الرئيس ترامب لتترجم حقاً شعار القمم الثلاث «العزم يجمعنا».