«الجزيرة» - واس:
رحبت باكستان بمضامين بيان قمة قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية التي استضافتها المملكة امس في الرياض، وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية نفيس زكريا في تصريح للتلفزيون الباكستاني الحكومي: إن هذه القمة التاريخية أسهمت في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام. وأضاف أن الإسلام دين الأمن والسلام ولا علاقة له بالإرهاب، ولكن بعض العناصر تكيد المؤامرات ضد الإسلام لإخراجه بصورة سلبية أمام العالم. وأشار إلى أن الإرهاب لا علاقة له بأي دين، بل هو ظاهرة عالمية لا يمكن التغلب عليها دون وضع استراتيجية مشتركة، موضحاً أن قادة العالم اجتمعوا في الرياض لتبني موقف موحد ضد ظاهرة الإرهاب والتدخلات في شؤون الدول الأخرى، مبيناً أن باكستان تعاني من ظاهرة الإرهاب، وأنها تؤيد المواقف الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب. وعلى الصعيد ذاته ثمنت دولة الإمارات العربية المتحدة المبادرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في الدعوة الى القمة العربية الاسلامية الامريكية، معربة عن عظيم تقديرها وكامل دعمها وغاية امتنانها لاستضافة المملكة العربية السعودية لهذه القمة الاستثنائية. وقالت في بيان لها في أعقاب القمة العربية الاسلامية الامريكية التي اختتمت امس في الرياض: إن هذه الدعوة الكريمة لحضور هذه القمة الرائدة والمشاركة فيها لتبشر بأننا أمام حقبة استثنائية نحو حوارحقيقي بين الحضارات وتفاعل صادق بين الثقافات ورؤية جادة لعالم يسوده السلم والسلام وينعم بالأمن والأمان ويحظى بالاستقرار والنماء لنا جميعا بلا استثناء.كما عبرت عن عميق شكرها للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا وأرضا وتاريخا لكل ما بذلته من غال ونفيس ومازال يبذل من عزم وحزم في سبيل مستقبل من السلام والاستقرار العالميين لشعوب المنطقة والعالم بأسره. وأكدت أن هذا التواجد التاريخي الذي يجمع بين قادة الدول العربية والاسلامية ورئيس الولايات المتحدة الامريكية إنما يدشن لمرحلة جديدة من العلاقات المتميزة بين الولايات المتحدة الامريكية ودولنا في إطار التعاون الاستراتيجي والانفتاح الحضاري والثقافي والرغبة الأكيدة في تحقيق الاستقرار والدفع نحو مزيد من الانفراج في كافة الملفات ذات الاهتمام المشترك، كما أنها تسهم بشكل مباشر في مد الجسور بين الشعوب وردم الهوة وتجاوز الخلافات والمضي قدما نحو مزيدن التفاهمات والتحالفات على مختلف الأصعدة وكافة المستويات. وأكدت الإمارات في بيانها أن التطرف والإرهاب لايرتبطان بثقافة أو دين أو مجتمع أو دولة وإنما هو الخطر الذي يواجهنا جميعا بلا استثناء، وأنه ليس بمقدور أي دولة وحدها أو جماعة بعينها أو منظمات أوأفراد أن يواجهوا هذا الخطر الداهم على نحو منفرد أو بمعزل عن الاخرين، مشددة على أن الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى بأن نمضي قدما للعمل الجماعي والتعاون الدولي وتدشين الشراكات والتحالفات في سبيل دحر خطر التطرف والإرهاب اللذين يتربصان بشعوبنا ومقدراتنا ويهددان أمننا ومستقبلنا، مستعرضة الجهود التي بذلتها في مكافحة التطرف والإرهاب من خلال تبني استراتيجية تقوم على تصورات طويلة الأمد وخطط تنفيذية تضمن اجتثاث جذور الارهاب والتطرف من المجتمع الاماراتي. وأشادت دولة الإمارات العربية المتحدة في سياق بيانها بالتحالف الاسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية الذي يعتبر نموذجا رائدا في التعاون المشترك والتحالف الدولي في سبيل مواجهة خطر التطرف والإرهاب، واصفا الدور الإيراني بالسلبي الذي يمثل تحديا خطيرا من خلال السياسات التدخلية التي تذكي الطائفية والتطرف وتسعى إلى تحقيق أهداف سياسية عبر هذه السياسات التي تفرق ولا تجمع. وقالت في الختام: إننا ومن خلال هذه القمة التي تجمع العرب والمسلمين والولايات المتحدة الأمريكية الشريكة ندعو إيران الى مراجعة سياساتها واحترام سيادة جيرانها والتواصل على أساس من حسن الجوار وعدم التدخل، بما يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة. في المقابل أكد معالي وزير الخارجية المغربي صابر بوريطة أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - ، مهمة جدا، مبينا أن جلالة ملك المغرب يؤيد هذه المبادرة، ويدعم هذا التحرك. وأوضح أن العلاقات الأمريكية العربية يجب أن تدخل مرحلة جديدة لأن هناك تحديات كثيرة مرتبطة بالإرهاب ونزاعات بعض الدول لتدخلها في الدول العربية، كذلك القضايا التي تواجهها المنطقة من قضية فلسطين وسوريا والعراق وغيرها. وأضاف أن العالم اليوم محتاج لعلاقات عربية إسلامية أمريكية لتدارك الوقت الضائع في السنوات الأخيرة، لأن العالم أصبح خندقا واحدا في مواجهة ما يستهدفها، والمغرب دائما بجانب المملكة العربية السعودية، ودول الخليج والدول الإسلامية في كل مبادرة أو تحرك يهدف لتقوية التضامن بين هذه الدلوفق إطار للحفاظ على المصالح العليا. من جانبه قال معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن القمة الثنائية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -، وفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عززت العلاقات التاريخية بين البلدين، كما تعد إثباتا لمكانة المملكة كقوة اقتصادية ودبلوماسية وسياسية. وبين معاليه أن الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين تنم عن ثقة الولايات المتحدة الأمريكية في الاقتصاد السعودي، وثقة المملكة في الخبرات والتقنية المتوفرة في الولايات المتحدة سواء في المجال العسكري أو الطيران وغيره، وتعزيزا للقوة الاقتصادية والسياسية للمملكة بتوفير الفرص الوظيفية وتوطين التقنية والمعرفة. ولفت معاليه الانتباه إلى أن انعقاد القمم الثلاث في يوم واحد يؤكد مكانة المملكة عالميا، مؤكدا أن إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب والتطرف ومقره المملكة يعد مكسبا كبيرا لها في العالم الإسلامي ورسالة للعالم لمحاربتها التطرف بشتى أنواعه. وأوضح معالي الأمين العام أن نجاح التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب سواء على المستوى الأمني أو الفكري أصبح مضرب مثل لجميع دول العالم التي تحاول أن تستفيد من هذه التجربة، والمملكة تعد مساهما كبيرا في المركز العالمي لمكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، حيث أسهمت بعشرات الملايين من الريالات لإنشاء هذا المركز، معبرا عن سعادته ليس فقط لكونه أمين منظمة التعاون الإسلامي ولكن كمواطن سعودي يفتخر ببلده التي هي محط أنظار العالم مسلمين وغير مسلمين. وقال معاليه: نحن في منظمة التعاون الإسلامي نؤكد دائما على أن الإرهاب لادين له ولا جنسية ولا عرق، فالإرهاب هو الإرهاب ولا يبرره أي شيء، ونحن نبارك هذه الجهود التي من خلالها يلتحم العالم الإسلامي في قلب العروبة والإسلام في بلاد الحرمين، فمكافحة الإرهاب مطلب عالمي. وأشار العثيمين إلى موقف إيران قائلا: الأمر ببساطة حيث لخصه معالي وزير الخارجية عادل الجبير في المؤتمر الصحفي مع نظيره الأمريكي حيث قال: نرحب بأي حوار لكن يجب أن ترافق الأقوال الأفعال، وهذا هو المعيار في التعامل مع الدول، وينص ميثاق منظمة التعاون الإسلامي على عدم التدخل في شؤون الآخرين وعلى حسن الجوار وهي مبادئ أساسية في القانون الدولي. من جهته أوضح دولة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيعبدالرزاق أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي اختتمت أعمالها أمس في الرياض، تعكس تضامن العالم الإسلامي الذي تدعمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية عقب انتهاء القمة:» من المهم علينا أن نظهر تضامن المسلمين، وتوحيد الأمة الإسلامية، ونبني على أساسها مكافحة الإرهاب والتطرف والإرهاب العالمي»، مؤكداً دعم بلاده لمبادرات القمة من أجل إنشاء شراكة إستراتيجية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي لمحاربة الإرهاب، مفيدًا أن العمليات العسكرية لوحدها لا تكفي لمحاربة الإرهاب، بل بكسب عقول وأفئدة الناس وتوضيح المعنى الحقيقي للإسلام.
من جانبٍ آخر أعرب فخامة رئيس جمهورية جزر القمر عثمان غزالي، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لتبنيه القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ودعوته جمهورية جزر القمر للمشاركة فيها. وأشاد فخامته في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بحنكة خادم الحرمين الشريفين السياسية لتقديم هذه المبادرة، ورؤيته الصائبة لعقد هذه القمة في هذا الوقت ودعوته الدول العربية والإسلامية إلى المشاركة في هذه القمة وتبادل الأفكار ومناقشتها. وحيّا الرئيس غزالي مبادرة الملك سلمان بن عبدالعزيز بعقد هذه القمة، مبيناً أن القمة ستتخذ قرارات مهمة جداً، مشيرا إلى استعداد بلاده للمشاركة بأي شكل من الأشكال في استتباب السلام في المنطقة وعلى مستوى العالم وكذلك في شمال أفريقيا الذي يعاني من نزاعات وتحديات. وأوضح أن دور المملكة العربية السعودية في التنمية في الوطن العربي والإسلامي والعالم بأجمله دور رائد ومهم جداً.
وقال: إن الرسالة أو العقيدة هي أساس التنمية، وأي تنمية لابد لها من وجود عقيدة ثابتة لدى الشعوب، ونحن ندعو لهذا البلد العظيم بكل خير وأن يعين الله سبحانه وتعالى قادة المملكة وشعبها ويحفظهم. وأضاف أن المملكة لا تقصر أبدا في دعم جزر القمر بشتى الوسائل في كافة المجالات فيما يتعلق بالتنمية، مبينا أن الدعم يشمل دولا كثيرة في أنحاء العالم، وهي تقوم بدور مهم جداً في مجالات التنمية ومساعدة البلدان والشعوب على النهوض ومواجهة صعوبات الحياة بمشاريع تنموية مختلفة عبر قارات العالم سواء في أفريقيا أو غيرها، داعياً الله أن يديم الأمن والاستقرار على المملكة والمنطقة. وأعرب فخامته عن ثقته الدائمة وثقة شعبه في وقوف حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى جانب جزر القمر في دعم كل المجالات فيما يتعلق بالمشاريع التنموية المختلفة أو تأهيل وتعليم وتكوين الكوادر البشرية من جزر القمر في جامعات المملكة للمساهمة في نهوض التنمية في جزر القمر. وأوضح أن التحالف الإسلامي مهم جداً للتدخل الفوري لفض النزاع وجزر القمر مستعدة لتقديم ما تستطيع لأجل دعم هذا التحالف بصفتها عضوا في التحالف الإسلامي، مشيراً إلى أن حماية الدول مهمة قبل وقوع الحادث، وهذا ما يفعله التحالف الإسلامي سواء في اليمن أو سوريا للحد من انتشار الإرهاب والأفكار التي تسيء للإسلام. في المقابل أعرب فخامة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا رئيس جمهورية مالي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لدعوته جمهورية مالي للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية. وأبدى فخامته في تصريح لوكالة الأنباء السعودية امس، تطلع بلاده من المشاركة في القمة إلى تعزيز العلاقات والتعاون بين الدول الإسلامية وأمريكا، وأن ينتج عنها قرارات تخدم السلام في العالم وتضع حداً للعنف والتطرف، وتبين للعالم أن الإسلام دين تسامح وتراحم. وأكد أن احتضان الرياض للقمة الإسلامية الأمريكية، يؤكد حرص المملكة على القضايا الإسلامية ودورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، معرباً عن أمله في أن تخرج هذه القمة بالأهداف والتطلعات التي عقدت من أجلها.
من جهة أخرى أشاد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بأعمال القمة العربية الاسلامية الأمريكية التي عقدت في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحضور أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية والاسلامية، وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. ووصف معاليه القمة بأنها قمة تاريخية فريدة وغير مسبوقة، تعكس الرغبة الصادقة لدى الجميع في تعزيز الشراكة الوثيقة بين الدول الاسلامية والولايات المتحدة من أجل مكافحة الارهاب والتطرف، والعمل على التوصل الى حلول سياسية للقضايا الاقليمية، بما في ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط، والسعي الى بناء علاقات اقتصادية وتنموية أوثق، وإعادة الأمن والسلام والازدهار الى هذه المنطقة الحيوية ذات الحضارات العريقة. وأكد الدكتور الزياني أن هذه القمة التاريخية تمثل نقطة تحول مهمة، فهي تنعقد وسط ظروف صعبة وقاسية، حيث عم الدمار العديد من الدول الاسلامية، وأحوال اللاجئين والمهجرين تزداد سوءا، في الوقت الذي شوه الفكر الارهابي ديننا الاسلامي الحنيف، دين الوسطية والاعتدال والتسامح. وقال: إنه قد آن الأوان لوضع حد لهذه المآسي والمعاناة التي تعيشها بلداننا الاسلامية، وأن نوحد جهودنا لتعزيز الحوار بين العالم الاسلامي والغرب، وأن نصحح الصورة المغلوطة السيئة التي سعى الارهابيون ومن يساندونهم الى ترويجها عن ديننا وثقافتنا وحضارتنا. وعبر معاليه عن دعم دول مجلس التعاون ومساندتها لرؤية الرئيس ترامب الطموحة، ورغبته الصادقة في تعزيز الشراكة الاسلامية الامريكية لمكافحة الارهاب وتنظيماته المتطرفة وداعميه من دول وقوى تسعى لتحقيق أجنداتها السياسية، والتدخل في شؤون دول المنطقة، على حساب شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها ومصلحتها. وقال معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن الرئيس الأمريكي بزيارته التاريخية للمملكة العربية السعودية أثبت عزمه لتحقيق السلام، كما أثبت القادة الكرام بحضورهم (قمة السلام والتعايش المشترك) عزم العالم الاسلامي للشراكة، مشيرًا الى أن قوى الخير والسلام سوف تنتصر، بعون الله، على قوى الظلام والرعب والدمار، لتحقيق الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي للجميع.