«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - عبد الملك القميزي:
أكد كل من معالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير ومعالي وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ريكس تيليرسون خلال مؤتمر صحفي مشترك في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات عقب اختتام فعاليات القمة الثلاثية العربية والإسلامية والأمريكية أن المؤتمر كان ناجحاً بامتياز، وأن هذه القمة هي قمة تاريخية أسست شراكات قوية لمحاربة الإرهاب والتطرف.. فقد قال الجبير: لقد انتهت أعمال القمة الثلاثية.. هذه القمة التاريخية عربية إسلامية أمريكية في مدينة الرياض، وهي نقطة محورية في تاريخ العالم لفتح صفحة جديدة - بإذن الله - بين العالم العربي والإسلامي والغربي والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة وتحويل هذه العلاقات إلى علاقات شراكة بين العالمين؛ من أجل مواجهة التطرف والإرهاب ومن أجل السلم والأمن والاستقرار في العالم.. من خلال تعاون سياسي وتعليمي واقتصادي.. ونحن نعتقد أن كلمة الرئيس (ترامب) كانت تاريخية.. طرح فيها العديد من المؤشرات السياسية الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي من خلال هذه الكلمة العظيمة للتعاون بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي والعربي في مواجهة التطرف والإرهاب، وفي بناء مستقبل أفضل لشعوب هذه المنطقة وشعوب العالم والعلاقات بين هذه الشعوب والولايات المتحدة الأمريكية.. ونحن نقدر للرئيس هذا التوجه وهذه العلاقات الجديدة.
وأضاف الجبير أن كلمة خادم الحرمين الشريفين في هذه القمة أفادت العالم الإسلامي، وعبروا عن تضافرهم مع جهود المملكة للعمل بجدية مع المملكة والولايات المتحدة ومع عموم الدول العربية الإسلامية لمحاربة التطرف والإرهاب، وبناء علاقة وشراكة مع جميع الدول التي شاركت في هذه القمة، ونتطلع الى تطوير هذه العلاقة ومستقبل أفضل لأبناء وبنات هذه الدول.
وأكَّد أن إعلان الرياض شامل ووضع الاستراتيجيات اللازمة لمكافحة الإرهاب.. وعلى شراكة هذه الشعوب في العالم الإسلامي وأمريكا والتحرك لمواجهة التطرف والتمويل والذي اطلقه قادة الدول في هذه القمة.
كما أوضح الجبير أن قادة مجلس التعاون قد أكدوا خلال اجتماعهم اليوم مع الرئيس الأمريكي التعاون في كافة المجالات خصوصاً مواجهة الإرهاب بكل أشكاله والتصدي لأعمال إيران العدوانية لحماية شعوبها وتعزيز دفاعاتها، لصد الصواريخ البالستية ومجال تطوير قدرات مواجهة الإرهاب.. وفي مجال تمويل الإرهاب وتكثيف التمارين العسكرية بين هذه الدول بالإضافة إلى مجالات عديدة.
وبيّن الجبير أن العلاقات الخليجية - الأمريكية دخلت مرحلة جديدة من الثقة وبناء قدرات دفاعية.. وشراكات في مختلف المجالات بالإضافة إلى تطوير العلاقات مع الشعوب الإسلامية، شاكراً معالي وزير الخارجية الأمريكي على جهوده لنجاح هذه القمة وعقدها ونقدر هذه الدول التي شاركت في هذه القمة، مشيراً الى أن هناك دولتين في العالم الإسلامي لم تشاركا في هذه القمة هما إيران وسوريا.. لأسباب أنهما لا تباليان بالقوانين الدولية وتمارسان الإرهاب وتنشران الطائفية ولا تحترمان حقوق الإِنسان.. وهما راعيتان للإرهاب ومن المستحيل أن يكون لهما دور في جمع كلمة المسلمين وبناء شراكة للقضاء على الإرهاب.. موضحاً إذا أرادت هاتان الدولتان المشاركة في مثل هذه القمم فيجب عليهما الكف عن اشعال الطائفية ودعم الإرهاب، وعدم التدخل في شؤون المنطقة.
وزير خارجية أمريكا
وقال معالي وزير خارجية أمريكا: نشكر المملكة على هذه القمم وهذه الجهود وهذه الضيافة، وهذا الحدث حدث تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة.. وأريد أن أهنئ الملك سلمان على هذه القمة وهذا النجاح.
ولا شك أنكم وجدتم تطابقا في وجهات النظر بين كلمة الملك سلمان والرئيس ترامب حول عدد من القضايا ومنها قضايا الإرهاب، وقد أعربا عن تأييدهما للتصدي للإرهاب والأنشطة التي تدعم التطرف ومحاربة الطائفية والإصلاح في الدول العربية والإسلامية، وهذه كلها عناصر مهمة لجعل الدول العربية والإسلامية تساهم في محاربة هذا الفكر المتطرف.
وأضاف أن العلاقات الجديدة والاستراتيجيات الجديدة ليست فقط مع دول الخليج الصديقة بل هي صفحة جديدة مع العالم الإسلامي..
وأعتقد أن الولايات المتحدة مدت يدها للتصدي للإرهاب الذي يهدد العالم بالكامل.. ونحن سوف ندعم هذه الدول بكل إمكاناتنا.
وقال الوزير الأمريكي ان ما يفعله هؤلاء الإرهابيون والمتطرفون هو صراع لا علاقة له بالدين.. الدين الإسلامي فيه السماحة وفيه الرحمة وليس فيه مثل ما يفعله هؤلاء الدواعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية في العالم.. وهو بشكل واضح صراع شر وليس خيرا.
وأشار الوزير الى انه إذا أردنا الانتصار على هذه الجماعات الإرهابية والدول التي تدعم الإرهاب لنستطيع أن نتعايش بسلام.. فعلينا ان ننجح في تفكيك هذه الخلايا، فالمستقبل أمام شباب الأمة الإسلامية سيكون أفضل وتتقدم الشعوب ونعزز حقوق الإِنسان في العالم.. وهذه القمة ناجحة بكل المعاني.. وسوف نتصدى لمواجهة الإرهاب.
وبيّن الوزير الأمريكي أن أسباب غياب إيران عن هذا المشهد الإسلامي والعربي قد أوضحه الوزير الجبير.. إيران تسعى للهيمنة من خلال سوريا وحزب الله، وعلى إيران أن تبدي استعدادها للكف عن نواياها السيئة حتى تكون ضمن المنظومة العربية والإسلامية، لأنّها تدعم الإرهاب والمليشيات الإرهابية في كل مكان وعليها ألا تسعى لزعزعة الاستقرار، وأن لا تعطي الأموال للمقاتلين الأجانب في بعض الدول.. ونأمل من القيادة الجديدة أن تعود إلى رشدها وتنبذ الإرهاب والتطرف والطائفية.. وأن يعيدوا وضع إيران في المكان الذي يجب أن تكون فيه وسوف نواصل ونوضح لإيران أن سلوكها غير مقبول، من حيث مواصلة الأنشطة النووية وتطوير الصواريخ، وسوف نواصل فرض العقوبات ونحث المجتمع الدولي على معاقبة مثل هذه الأعمال.. ويجب أن تفهم إيران أن ما تفعله غير مقبول.
وأضاف الجبير أن أي شخص يقتل الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ هو إرهابي.
وقال الوزير الجبير ان علاقات المملكة وأمريكا علاقات قوية تمتد إلى ثمانية عقود من الزمن.. فالمملكة مع أمريكا عند كلمتها وأمريكا مع المملكة عند كلمتها.. ونحن نثق في كلمة الرئيس الأمريكي ونحن نثمن له هذه المواقف ونتطلع إلى العمل الذي يخدم مصالح البلدين والأمن والسلام في العالم.
وقال الوزير الأمريكي ان خطاب «ترامب» بدد الخوف الذي لدى الكثيرين في العالم الإسلامي.. ووجودنا مع شركائنا في العالم العربي والإسلامي هو لوضع خطة عمل تعرقل خطة تمويل الإرهاب وتفكيك منابعه، وهذه ليست حربا بيننا، بل حربنا على عدو مشترك يريد أن يدمر العالم.. لذلك هذه ليست حربا بين الديانات وعلينا التصدي لهذا الشر.. وباكستان دولة لها باع طويل في محاربة الإرهاب.. ويمكن أن يستفاد منها.