«الجزيرة» - واس:
أكد فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الروح الطيبة والتعاون الكبير الذي ساد اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيات تاريخية مع المملكة لاستثمار نحو 400 مليار دولار في أمريكا، وبما يحقق المئات من الوظائف والأعمال في أمريكا والمملكة العربية السعودية.
وبيّن الرئيس ترمب خلال مخاطبته القمة العربية الإسلامية الأمريكية: إننا اليوم نرسم التاريخ من جديد لافتتاح مركز عالمي جديد لمكافحة التطرف والأيديولوجية المتطرفة، ومن هنا في هذا المكان بالذات في الجزء المركزي للعالم الإسلامي، فإن هذا المركز العظيم الجديد سيكون إعلاناً بأن غالبية الدول الإسلامية لا بد أن تتولى القيادة لمكافحة التطرف، معبراً عن امتنانه لخادم الحرمين الشريفين، على ما أبداه -رعاه الله- من عزيمة قوية وقيادة رائعة..
ألقى فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كلمة أعرب في مستهلها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الصديق على ما أحيط به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة منذ لحظة وصوله، مبدياً تشرفه بزيارة المملكة.
وقال: أشكر الملك سلمان بن عبدالعزيز، على كلماته الرائعة ومملكته العظيمة -المملكة العربية السعودية- لاستضافتهم قمة اليوم، وإنني أتشرف بهم في هذا البلد المضياف الرائع الذي طالما سمعت عن روعته وعن روعة مواطنيه، ولكن الكلمات لن تفيكم حقكم، ولن تفي حق هذا البلد الرائع العظيم، والضيافة التي لا مثيل لها التي شهدناها منذ لحظة وصولنا.
واستذكر فخامته، اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن
-رحمه الله- والرئيس الأمريكي روزفلت، ومنه انطلقت رحلة الشراكة التاريخية طويلة المدى بين البلدين، مبيناً أنه اليوم يبدأ فصل جديد في مسيرة هذه الشراكة بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
وقدّم الرئيس ترمب شكره لرؤساء الوفود الإسلامية المشاركين في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وقال: اجتماعنا مبارك لشعوبكم ولشعبنا، وإنني أقف أمامكم كممثل للشعب الأمريكي، لأنقل لكم رسالة صداقة وأمل وحب، ولهذا السبب اخترت أن تكون أول زيارة خارج بلادي إلى قلب العالم الإسلامي، إلى المملكة العربية السعودية راعية الحرمين الشريفين وقبلة العالم الإسلامي.
وأضاف الرئيس الأمريكي قائلاً: في خطاب افتتاح السلطة مع الشعب الأمريكي أكدت على الصداقات القديمة بين أمريكا والدول الأخرى والشراكات الجديدة من أجل تحقيق السلام، كما أنني وعدت أن أمريكا لن تحاول أن تفرض طريقة حياة على الآخرين، بل نمد أيدينا لروح التعاون والثقة، مؤكداً أن رؤية بلاده رؤية سلام وأمن ورخاء في هذه المنطقة وفي كل أنحاء العالم، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل بما يتناسب مع هذا الاجتماع غير المسبوق.
ونوّه فخامته بالروح الطيبة والتعاون الكبير الذي ساد اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيات تاريخية مع المملكة لاستثمار نحو 400 مليار دولار في أمريكا، وبما يحقق المئات من الوظائف والأعمال في أمريكا والمملكة العربية السعودية.
وبيّن أن الاتفاق مع المملكة على مشتريات عسكرية بلغت قيمتها 110 مليارات دولار سيساعد القوات العسكرية السعودية للقيام بدور أكبر في الأمن وبالعمليات التي تتعلق بها، كما بدأت مناقشات مع الكثير من الدول المشاركة في القمة لتعزيز الشراكات وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بل وأوسع من ذلك.
وقال الرئيس الأمريكي: إننا اليوم نرسم التاريخ من جديد لافتتاح مركز عالمي جديد لمكافحة التطرف والأيديولوجية المتطرفة، ومن هنا في هذا المكان بالذات في الجزء المركزي للعالم الإسلامي فإنَّ هذا المركز العظيم الجديد سيكون إعلاناً بأن غالبية الدول الإسلامية لا بد أن تتولى القيادة لمكافحة التطرف، معبراً عن امتنانه لخادم الحرمين الشريفين، على ما أبداه -رعاه الله- من عزيمة قوية وقيادة رائعة.
وتابع فخامته يقول: أمريكا ذات سيادة وأولويتنا الأولى هي دائماً السلامة وأمن شعبنا.. نقدم الشراكة التي تقوم على مصالح وقيم مشتركة، ففي هذه القمة مصالح كثيرة، ولكن أهم من كل ذلك يجب أن نكون متوحدين في السعي نحو تحقيق هدف واحد يتعدى ويتجاوز كل الاعتبارات الأخرى، ألا وهو هدف إلحاق الهزيمة بالتطرف والإرهاب بكل أنواعه.
وقال الرئيس ترمب: بعون الله هذه القمة هي بداية نهاية أولئك الذي يمارسون التطرف والإرهاب، وبداية السلام في الشرق الأوسط وفي العالم»، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق إلا بهدم الأيديولوجية التي تدفع الإرهاب.
وأضاف فخامته أنه لم ينجُ من عنف الإرهاب إلا القليل من الدول، مشيراً إلى أن الحصيلة الأكبر لضحايا الإرهاب هم من الأبرياء من الدول العربية المسلمة ودول الشرق الأوسط، وأن التقديرات تقول إن أكثر من 90 في المائة من ضحايا الإرهاب هم مسلمون.
وشدد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، منوهاً بما تزخر به المنطقة من ثروات وجمال طبيعي وثقافة حيوية، مؤكداً أهمية أن تتخذ دول المنطقة موقفاً حازماً لمستقبل أفضل.
وأكَّد الرئيس الأمريكي في معرض كلمته، أن الإرهابيين لا دين لهم، وأن الحرب ضدهم ليست ضد أديان أو حضارات، وإنما ضد مجرمين متوحشين يسعون للقضاء على الحياة البشرية، هذه المعركة بين الخير والشر، مشدداً على ضرورة التكاتف بين الدول للقضاء على الإرهاب.
وقال فخامته : الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بمواجهة التهديدات المتغيرة، من خلال إعداد استراتيجية تعتمد على الخبرة والتقدير الجيد، فهناك واقعية ذات مبادئ نعتمدها مبنية على المصالح المشتركة، وأصدقاؤنا لن يشككوا بدعمنا لهم.. وأعداؤنا لن يشكوا أبداً بعزيمتنا وحزمنا.. شراكتنا ستحقق الأمن عن طريق الاستقرار وليس عن طريق الاحتلالات والأعمال المتطرفة، سنحقق نتائج حقيقة ليس عن طريق الأيدلوجيات، سوف نسير على طريق دروس العبر والتجربة وليس بالتفكير الجامد، وإننا سنفعل في كل مكان إصلاحات تدريجية وليس تدخلات مفاجئة، علينا أن نسعى إلى العمل الجيد وليس بالمثالية وأن نحول جميع من يشارك أفكارنا نجعلهم حولنا.
ومضى فخامته يقول : أمريكا تسعى نحو السلام وليس الحرب.. الدول المسلمة يجب أن تأخذ وتتحمل العبء إذا ما ألحقنا الهزيمة بالإرهاب ونتخلص من أيدلوجيتيه في العالم، فإنَّ المهمة الأولى هي منع وصول جهود الشر إلى أراضينا .. وكل دولة عليها واجب أن تضمن أن الإرهابيين لن يجدوا ملاذاً لهم على أراضيها، وأن الكثير منكم قاموا بمساهمات كبيرة في الأمن الإقليمي الطيارون الأردنيون يقومون بعمل رائع في سوريا والعراق والسعودية في التحالف الإقليمي.. يقومون بأعمال قوية ضد نشطاء الحوثيين في اليمن، الجيش اللبناني في إطار تنظيم الدولة الذي يحاول أن يتسلل إلى داخل أراضيهم.. الإماراتيون وقواتهم يدعمون حلفاءنا في أفغانستان.. وفي الموصل القوات الأمريكية تدعم الأكراد والسنة والشيعة يقاتلون سوية من أجل وطنهم.. قطر التي تقولون هي مركز القيادة الوسطى الأمريكية هي مهمة جداً شريك استراتيجي مهم جداً.
وتابع الرئيس ترامب يقول : إن شراكتنا الطويلة مع الكويت والبحرين تستمر في تعزيز الأمن في المنطقة.. وأن جنود الأفغان الشجعان يقومون بتضحيات كبيرة في مواجهة طالبان.. وغيرهم في الدفاع عن بلادهم.. وكما نحن نمنع المنظمات الإرهابية من السيطرة على الأرضي وعلى السكان .. علينا أن نحرمهم من مصادر التمويل، يجب أن نقطع عنهم القنوات المالية التي تسمح لتنظيم الدولة أن يبيع النفط ويساعد الإرهابيين في تهريب المساعدات لهم.
وقال فخامته : إنني فخور بأن أعلن أن الأمم الممثلة هنا ستوقع على اتفاق يجفف المنابع المالية للإرهاب.. وسيكون هناك مركز عالمي لمكافحة التطرف تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية وسيكون بشكل مشترك، وستنضم إليه دول مجلس التعاون الخليجي، مثمناً لدول المجلس حجب المنظمين والحيلولة دون جعل بلدانهم مصادر للتمويل ولوضع اسم حزب الله على قائمة الإرهاب.. المملكة العربية السعودية انضمت إلينا في هذا الأسبوع في سرد عقوبات ضد بعض كبار قادة حزب الله، لكن ما زال هناك الكثير من العمل الذي ينتظر إنجازه وأيضاً في التصدي للتطرف والإرهاب الذي يمثله تنظيم الدولة، والذي يجب أن نضع حداً لكونهم مصدر إلهام للقتل.
وثمن فخامة الرئيس ترامب إطلاق المملكة العربية السعودية رؤية المملكة 2030، واصفاً الرؤية بالشجاعة والطموحة للنهوض بالاقتصاد والتنمية. ونوه بما تقوم به الإمارات من أجل كسب العقول والقلوب بإطلاق مركز لمحاربة انتشار الكراهية على الإنترنت، وكذلك البحرين التي عملت على منع الراديكالية، محيياً الأردن وتركيا ولبنان لعملهم على استضافة اللاجئين. وقال فخامته : العديد من العلماء الإسلاميين طرحوا فكرة حماية المساواة ودورها في تقوية المجتمعات الإسلامية والعربية، فلقرون كثيرة كان قد سكن في الشرق الأوسط المسلمون والمسيحيون واليهود، ويعيشون مع بعضهم البعض جنبا إلى جنب، وعلينا أن نمارس الاحترام والتسامح مع بعضنا البعض. وتطرق فخامته إلى قيامه بزيارة القدس وبيت لحم ثم بعد ذلك الفاتيكان، والالتقاء بالرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكِّداً أهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وعد فخامة الرئيس ترامب إيران النظام المسؤول عن الكثير من الزعزعة في المنطقة، وقال : إيران تمول الأسلحة وتدرب الإرهابيين والمليشيات والمجموعات المتطرفة الأخرى وتنشر الدمار والفوضى في المنطقة، مشيراً إلى أن إيران ولعقود أججت الصراع الطائفي والإرهاب، ورأينا الجرائم التي وقعت في سوريا بدعم من إيران. وقال : الولايات المتحدة اتخذت إجراءً حازما للرد على استخدام الأسلحة البيولوجية الممنوعة من قبل نظام الأسد، فأطلقنا 59 صاروخا للقاعدة الجوية التي صدر منها الهجوم الأول، فالدول المسؤولة يجب أن تعمل من أجل إنهاء الأزمة الإِنسانية في سوريا والقضاء على «داعش» وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. وأضاف أن الضحايا الذين عانوا في إيران هم الشعب الإيراني، فإيران لديها تاريخ ثري وثقافة ثرية، ولكن الشعب الإيراني واجه اليأس والمعاناة بسبب فعل نظامهم المتهور للإرهاب.
وأعرب فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ختام كلمته عن الشكر للملك سلمان بن عبد العزيز على هذه القمة التاريخية.