لبنى الخميس
بعد عام كامل من العمل مع وزيرة السعادة والمدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء معالي عهود الرومي, كنت شاهدة من مكتبي الصغير على مسيرة نجاح امرأة طموحة متفانية وقيادية بارزة؛ ما أثار فضولي وشغفي للبحث عن أسرار نجاح المرأة في ميدان العمل، وتشخيص أبرز التحديات التي تواجهها.
سألت هارفارد بزنس سكول مجموعة من المديرين التنفيذيين الرجال: ما الذي يجعلكم تفضلون تعيين الرجال في مناصب قيادية في حين تحصل المرأة على القليل والقليل فقط منها؟ فأجابوا: على الرغم من كفاءة المرأة التي تتفوق على كفاءة الرجل أحيانًا إلا أنها تفتقر لعنصر جوهري وخصلة مهمة، هي الثقة بالنفس. فكثير من النساء يعزون فضل نجاحهن لدعم الأهل والزوج، ودور الحظ والمصادفة، ونادرًا ما تتحدث عن مهاراتها وكفاءاتها الشخصية التي أوصلتها لهذا النجاح؛ لذلك إن عُرض عليها دور جديد - ولا أعمم - تخشى التقدم؛ لأنها تؤمن بأنها ما زالت تتعلم، في حين نجد أن الرجل يتقلد المنصب، ويتعلم بالممارسة والمواجهة.
وبعد قراءات عدة، وتحديدًا للمديرة التنفيذية في فيس بوك ومؤلفة كتاب «لين ان» شيريل سانبرغ، خرجت بوصايا عدة، تساعد المرأة العاملة على النجاح والتميز في عملها.
1 - القيادة لا تعرف رجلاً أو امرأة!
في معظم التحديات اليومية التي تواجهك من اتخاذ القرارات إلى تحفيز الموظفين إلى إطلاق المشاريع إلى حضور الاجتماعات.. تذكري أنك إنسانة وموظفة، لك حقوق وأدوار، وعليك مسؤوليات بعيدًا عن التصنيف الجنسي أو الجندري وما يلحقه من صورة نمطية محبطة، جمعتها على مدى السنوات بوعي ودون وعي.
2 - كوني التغيير الإيجابي
أحيانًا أكثر من يعزز القوالب النمطية عن المرأة بصفتها عاطفية أو غير عملية وملتزمة هي المرأة نفسها.. تتحدث عنها، تعممها، وتنتقدها بقسوة، فبشكل أو بآخر يصدقها اللاوعي.. لذلك لا ترتاحي وتستسلمي لها، واقرئي عن تجارب لنساء قياديات ومتوازنات، وكوني التغيير الإيجابي.
3 - فن حضور الاجتماعات
سألوا الكثير من النساء في أمريكا: ما هي أبرز مخاوفكن في مجال العمل؟ فكانت الإجابة: التحدث وطرح الأفكار في غرف الاجتماعات بسبب الضغط وأهمية الحضور الذهني. ميل روبنز المحامية والمؤلفة الأمريكية أكدت أن أحد الأخطاء التي تقع فيها المرأة هو التزام الصمت في الاجتماعات، والغرق في كتابة ملاحظات الآخرين، ونسيان مشاركة ملاحظاتها الخاصة. حتى وإن لم تملكي فكرة جديدة تطرحينها علِّقي على رأي طرحه أحد زملائك وزميلاتك.. لتتجاوزي معضلة الحضور الجسدي الباهت، بل الحضور الذهني الذي يضيف ويلهم.
4 - تذكري رسالتك..
ليس كل امرأة تطمح للارتقاء وظيفيًّا تعطشًا للمال والسلطة، بل لممارسة ارتقائها الطبيعي في مسيرتها المهنية، وكسب المزيد من الصلاحيات لتحقيق رسالتها في الحياة. لكل من يتهم المرأة بأنها كلما تقدمت وظيفيًّا فإنها تزاحم الرجال، وتفقد أنوثتها تدريجيًّا، لا يمكن أن يلقي بالتهمة ذاتها على الرجل؛ لأنها تصنف ذكاء ودهاء وتميزًا منه؛ لذلك كثير من النساء يخشين التقدم. لا تنسحبي قبل انتهاء السباق طالما أنك في المضمار.. كوني بأفضل حالاتك.. صادقة مخلصة ومتميزة بعملك.
وأختم بمقولة لشيريل سانبرغ: «في المستقبل لن يكون هناك قادة نساء وقادة رجال. سيكون هناك قادة فقط».