سليمان الجعيلان
في عصر يوم الأربعاء الموافق (16 فبراير 2000) ركب رئيس نادي الهلال آنذاك الأمير بندر بن محمد سيارته وغادر خلسة معسكر ناديه بعد أن اطمئن على استعداد لاعبي فريقه لخوض المباراة النهائية على كأس المؤسس أمام فريق الأهلي وانطلق إلى المستشفى العسكري بالرياض الذي كان يرقد فيه مؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- لإقناع الأطباء المشرفين على علاج شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد بالسماح له بمغادرة سريره الأبيض لساعات معدودة والتوجه بصحبته إلى إستاد الملك فهد والبقاء في مكان مناسب لوضعه الصحي وبعيداً عن الأنظار حتى انتهاء المباراة ومعرفة الفائز فيها فإن فاز الهلال وحصد بطولتها صعد مؤسس نادي الهلال برفقة رئيس نادي الهلال يدا بيد للمنصة واستلما كأس المؤسس من راعي المباراة وإن كان الأهلي هو الفائز عاد بن سعيد إلى المستشفى دون أن يشعر به أحد ولكن اصطدمت رغبة وخطة الأمير بندر بن محمد برفض الأطباء المشرفين على حالة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد عندما أصروا على عدم مغادرته المستشفى لأن حاله الصحية لا تسمح له فاقتنع الأمير بندر بن محمد بالأمر الواقع واتجه لوحده لإستاد الملك فهد ومازال في مخيلته تنفيذ فكرته ورغبته بأحقية تتويج مؤسس نادي الهلال ببطولة المؤسس التي أقيمت بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة وبالفعل هذا ما قام به الأمير بندر بن محمد بعد أن توج الهلال بطلاً لكأس المؤسس، حيث اتجه الأمير بندر بصحبة الكأس إلى المستشفى وإهداء مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الكأس الغالية والنادرة تقديراً وعرفاناً بالدور الكبير الذي قام به شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد في نهضة الرياضة السعودية من خلال تأسيس كبيرها وزعيمها نادي الهلال !!.. تذكرت هذه الحادثة المليئة بالوفاء وهذه القصة المفعمة بالاحترام بين رجالات الهلال بعد أن أعاد رئيس نادي الهلال الحالي الأمير نواف بن سعد نفس الوفاء وذات الاحترام عقب انتهاء مباراة فريقه أمام فريق الأهلي واستلام كأس خادم الحرمين الشريفين من يد الوالد والقائد الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله واصطحاب الكأس الغالية إلى منزل الأمير بندر بن محمد متعه الله بالصحة والعافية لإهدائه هذه الكأس الثمينة وهذه البطولة المهمة تقديراً وعرفاناً لدور الأمير بندر بن محمد في خدمة الرياضة السعودية ومسيرة نادي الهلال التاريخية خاصة بعد أن منعت ظروف الأمير بندر بن محمالصحية في الآونة الأخيرة من حضوره المناسبات الهلالية وحالت حالته المرضية من تواجده في الاجتماعات الشرفية !!.. حقيقة ما فعله وكرره الأمير نواف بن سعد بعد ( 17 ) عاما من قصة وحادثة كأس المؤسس وكأن التاريخ يعيد نفسه هو تأكيد على محافظة الهلاليين على قيم ومبادئ وبيئة الهلال الملكي السليمة والنقية مهما تغيرت الأسماء وتبدلت الأجيال وهو درس هلالي رياضي لبقية الأندية في طريقة الوصول للقمة وكيفية المحافظة على البقاء في الصفوف الأمامية حتى بات نادي الهلال كبير آسيا وزعيم القارة بفضل انتشار ثقافة الود والاحترام في الهلال واستمرار مهارة العمل الجماعي بين الهلاليين لذلك نشاهد تنافس لاعبي الهلال بين بعضهم في تحقيق الإنجازات الشخصية وتحطيم الأرقام القياسية والتي يتصدرها حتى الآن الموهوب والمحبوب محمد الشلهوب بـ(30) بطولة متفوقاً على عدد بطولات بعض الأندية!!.
الهلال أمر.. الاتحاد في السوبر
في ظل تضخم مشاكل نادي الاتحاد المالية وتزايد قضايا نادي الاتحاد الانضباطية الداخلية والدولية والتي ساهمت في تنازل إدارة نادي الاتحاد عن إصدار الرخصة الآسيوية للمشاركة في البطولة القارية هذا الموسم لم يكن أكثر الاتحاديين تفاؤلاً يتوقع أن يعود فريقهم إلى الوصول للنهائيات وتحقيق البطولات بهذه الصورة السريعة وهذه الطريقة المثيرة التي انتصرت فيها النوايا الحسنة لفقيد الاتحاديين الأستاذ أحمد مسعود رحمه الله وأنصفت معها عمل إدارة نائبه المهندس حاتم باعشن عقب تحقيق فريق الاتحاد لكأس سمو ولي العهد وبعد أن تأهل فريق الاتحاد لمواجهة فريق الهلال في مباراة السوبر!!..
ففي نهائي كأس سمو ولي العهد دخل فريق الاتحاد المباراة النهائية وواجه فريق النصر وهو يعاني من ظروف صعبة وغيابات قسرية كادت أن تطيح بآمال الاتحاديين في تحقيق اللقب ولكن استطاع فريق الاتحاد أن يتغلب على كل تلك الصعوبات والعقبات وانتصر على فريق النصر الذي كان جاهز معنوياً ومكتمل عناصرياً وحقق فريق الاتحاد كأس سمو ولي العهد عن جدارة واستحقاق وأما وصول الاتحاد إلى مباراة السوبر ومواجهة الهلال في يناير القادم فقد كانت بأمر من فريق الهلال عندما فاز الهلال على الأهلي في المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين وحرمه من إنقاذ موسمه ومنعه من اللعب في مباراة السوبر وفرض مشاركة فريق الاتحاد في مباراة السوبر!!..
باختصار عودة فريق الاتحاد إلى واجهة المنافسات وتقاسم تحقيق البطولات مع الهلال عقب أربع سنوات هو تأكيد على عودة دورة تنافس الأندية المتحركة مع الثابت الهلال الذي أصبحت كل الأندية تتباهى بالتنافس معه وتفتخر بانتزاع البطولات من أمامه وباتت تنتظر هباته وما مشاركة الاتحاد في مباراة السوبر بأمر من الهلال إلا صورة واضحة بأن الهلال لم يقتصر دوره على تحقيق البطولات بل أصبح يلعب دور تدوير المنافسات!!.