سعد السعود
من أجمل ما قيل في فن القيادة (القادة العظماء يوقظون في نفوس أتباعهم الإيمان بالماضي، والعمل للحاضر، والأمل في غد أفضل).. ولا أخال الأمير نواف بن سعد إلا أحد أولئك الذين أيقظوا الزعيم من غفوته.. ولملموا جراحه بعد وعكته.. وأقالوه من عثرته.. ليعود كما كان بطلاً وفياً لعادته.. ليحقق كل البطولات بمعيته.. ففي عامين حقق الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد علاوة على السوبر فهل من منافس في حضرته؟!
ولأن الأبطال لا يشبعون من الانتصارات.. ولا يتثاءب نهمهم لها بين الخطوات.. فإذ بالفريق لم ينام في وثير الدوري وما تلاه من احتفالات.. بل شمر ساعديه ناحية كأس الملك ليكمل ما بدأه من مهمات.. فكانت الجوهرة بعد 14 يوماً فقط من عرس الدوري شاهداً على حسن الختامات.. بثلاثية جمعت بين الفن والفكر وبينهما غزير المهارات.. فهل هنالك من يشبه زعيم المنصات؟!
وكأن الزعيم يعشق الخميس دون غيره من الأيام.. فيضرب معه موعداً دون الأنام.. ليسامره عن طموحه ويهمس إليه بما يتمناه من أحلام.. فلا يصدق الآخر خبراً كيف لا وقد صارحه العاشق الأزرق بالهيام.. بل وقدم له المهر كاملاً من العمل والإبداع وما يملكه من موهبة أشكال وألوان.. ليبادله الخميس ما قدمه احتفاءً واحتفالاً وليلة لا تنسى على مر الأزمان.. ليردد العاشق كما ردد في خميس الدوري:
«فإذا مَرَّ ذِكرُهُ فِي خيالِي.. أتغنَّى : ليْتَ الزَّمَانَ خميسُ».
بطولة مستحقة.. لمجموعة عمل صنعت الإنجاز.. أعضاء شرف لديهم مصلحة الهلال هي المهمة الأولى بكل إيجاز.. وإدارة لا تألوا جهداً حتى يحقق فريقها الإعجاز.. ومدرب صنع الفارق منذ وصل فهل أحد يشبه دياز.. أم اللاعبون فكانوا أشبه بجند في معركة لا نصر لهم فيها إلا أن يقال : الهلال فاز.. لذا بذلوا الجهد وقدموا المهر وصنعوا الفرق ليكونوا قمة في الامتياز.. فمرحى للمدرج بطولته.. ومرحى للهلال تكرار عادته.. فالخطوة الـ56 اكتملت والزعيم أتم مهمته.
نقاط من النهائي:
- تباينت الأخبار بشأن ما حدث لمدرب الأهلي جروس بنهاية المباراة.. فهناك من ذهب إلى أن حافلة النادي غادرت وتركت المدرب.. في حين هنالك من أكد أن المدرب هو من فضّل العودة مع سائقه الخاص.. وبمنأى عن هذا وذاك فإني أهمس بأذن كل أهلاوي بأن هذا المدرب هو ربان بطولة الدوري بعد سنين عجاف.. لذا كل ما يحتاجه القليل من الإنصاف.
- تواجد ونجاح الحكم الأجنبي في النهائي الكبير وقبله أغلب مباريات الحسم بنهاية الموسم يؤكد أن مخرجات التحكيم المحلي في السنين الماضية كانت ضعيفة والثقة شبه معدومة.. لذا فعلى الحكم الإنجليزي مارك كلاتينبرغ رئيس دائرة التحكيم عمل كبير خصوصاً بعد التركة الثقيلة التي تركها عمر المهنا.. وقتئذ نتمنى منح الفرصة لتواجد أكبر للحكم الأجنبي مع مزجه بأطقم محلية للاستفادة ورفع الخبرات.
- لا أحد يشكك بجماليات الملاعب عندما يختفي المضمار منها وتصبح المدرجات قريبة من الميدان.. لكن للأسف كلما أقيمت مباراة في الجوهرة وخسر المضيف وجدنا قارورات المياه هي من تحيي الفريق الضيف.. وليس آخرها ما صنعه مدرج الأهلي بعد هدف الهلال الأول وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا للجنة الانضباط.. وبعيداً عن العقوبات فإننا نحتاج ثقافة ووعي لدى الجمهور حتى نتجاوز مثل تلك التصرفات الرعناء.
- محمد الشلهوب اللاعب الذي اتفق على محبته الجميع بمختلف انتماءاتهم.. لازال يحطم الأرقام القياسية.. ليكتب مجداً خالداً ويصنع سجلاً فاخراً.. كيف لا.. وهو من حقق البطولة رقم 30 في مسيرته المرصعة بالذهب كؤوساً والألماس أخلاقاً.. ليؤكد أن المعادلة الأجمل هي تلك التي تجمع بين الموهبة واحترام المنافسين.
آخر سطر:
في طقس الرياضة.. الهلال هو المطر.