د. محمد عبدالله الخازم
أسعدني مشاهدة سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد نايف يتسلم الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك عبدالعزيز لجهوده في مكافحة الإرهاب. للجامعة التقدير على هذه المبادرة، بل لها أن تزهو بها، وهي تختار محارب الإرهاب الأول الذي يشهد العالم بأفعاله في هذا المجال.
محمد بن نايف أسد الوطن، وليس أسد فئة دون أخرى؛ فعينه تحرس أمن كل شبر في الوطن، وكل مواطن ومقيم فيه. عندما تسمع من بعيد منصب وزير الداخلية ومحارب الإرهاب الأول تتخيل نفسك أمام شخصية عسكرية جبارة، لكنك عندما تقترب من أسد الوطن محمد بن نايف تجده قائدًا محنكًا. المحارب الأول للإرهاب بأسلحة ليست عسكرية دائمًا، وإنما بأسلحة الحكمة والسياسة والتروي والصبر والإنسانية. القوة الأمنية ليست سلاحه الأول رغم امتلاكه لها، بل هي خياره الأخير، وهذا ما تؤكده الأحداث مرة تلو الأخرى. يمزج السياسة بالأمن؛ لذلك استحق أن يرأس وبثقة من خادم الحرمين الشريفين أهم مؤسسة سياسية أمنية سعودية «مجلس الشؤون الأمنية والسياسية»، يدعم قيادة الوطن بالرؤية السياسية والأمنية الحكيمة، بصمت وحكمة يتناسبان وشخصيته الزاهدة في منابر الإعلام ومنصات الأحاديث.
محمد بن نايف تجده في كل شبر من أرجاء الوطن يواسي جنوده، ويخفف آلامهم وذويهم، ويتفقد وطنه. يعمل ذلك بصمت سوى ما يتطلبه الموقف لغرض تحفيز ودعم أولئك المصابين أو ذوي المفقودين أكثر منه لتلميع ذاته. نعم، محمد بن نايف رجل دولة من طراز رفيع، يؤمن بالعمل، والعمل وحده المقياس، وليس منصات الإعلام. هو ولي العهد ينوب عن الملك في غيابه، وحقه متاح للحديث عن كثير من شؤون الدولة، لكنه يملك انضباطية عالية في احترام أدوار الآخرين، يدعمهم، ولا يتحدث عن وزاراتهم وخططهم. وحتى وزارته التي يرأسها يترك لمتحدثها النطق بالوقائع والأرقام والحقائق الأمنية. أفعاله هو ورجاله وحدها تبث الرعب والحقد والقهر في قلوب أعداء الوطن.
يخطط لسياسة الوطن وأمنه عبر مجلس الشؤون السياسية والأمنية، لكنه لا يفشي أو يتباهى بالمعرفة وإطلاق الأحكام أمام الآخرين، وإنما يعتبر نفسه جنديًّا تحت أمر القيادة، فعله وعمله وخططه وآراؤه تصل للقيادة العليا، ولها التوجيه بما تراه. أركز على هذا الجانب، رغم تميز سمو الأمير محمد بن نايف في جوانب أخرى، لا يتسع المقام لحصرها؛ لأنهم ندرة القادة الذين يملكون كاريزما وسلوكًا كهذا. ولأنه أمر متأصل في شخصية سموه ثقافة وسلوكًا وممارسة، وليس تصنعًا، ولأنها إحدى الصفات التي تزعج الأعداء الذين ديدنهم الاستفزاز وتأليف الحكايات.. ولهم نقول يا «جبل ما يهزك ريح»، انعقوا بالأكاذيب كما تشاؤون، فلن تُخرجوا حكيم الأمن عن طوره. سيبقى أمن البلاد خطًّا أحمر، والأفعال بالميدان تحكي سيرة أسد الوطن، محمد بن نايف - حفظه الله -.
تزهو الدكتوراه الفخرية بقبول محارب الإرهاب الأول لها، ونفخر في وطننا برجال الأمن الذين يبذلون أرواحهم في سبيل حماية أمن وطننا من البحر للبحر، بقيادة أسد الوطن وحكيم الأمن والسياسة محمد بن نايف حفظه الله، وحفظ وطننا وقادتنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.