فهد بن جليد
يوماً بعد آخر تثبت الرياض أنَّها إحدى أهم عواصم القرار العالمي، لذا يأتي التجمع العربي الإسلامي الأمريكي الذي تحتضنه قبلة الدبلوماسية وقبلة الزعماء (ظهر اليوم)، كواحد من اللقاءات التاريخية والنادرة التي يجلس فيها القادة العرب والمسلمون وجهاً لوجه، للتحدث أمام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والاستماع له، والتباحث معه بكل عزم وحزم واحترام، بعد أن اختار قبلة المسلمين وبلاد الحرمين الشريفين لتكون وجهته الأولى إلى العالم، إيماناً وتقديراً واحتراماً للمملكة وقيادتها، وللدور الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- جميعاً.
مشاركة ترامب في أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأولى من نوعها، مع الزعماء العرب والمسلمين الذين دعاهم خادم الحرمين الشريفين، تعد فرصة تاريخية واختباراً حقيقياً لقدرتنا جميعاً مع الولايات المتحدة إلى الدفع بالشراكة الاقتصادية، والتعاون السياسي والثقافي إلى فضاء أوسع وأرحب، ونقطة تحول في العلاقات الأمريكية الإسلامية العربية من أجل ترميمها، وإعادة رسم ملامحها بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين (العربي والإسلامي) بقيادة السعودية، و(الغربي والدولي) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تسببت بعض السياسات الخاطئة للإدارة الأمريكية السابقة في إضعاف الدور الأمريكي، وتأثيره في المنطقة لصالح الفوضى والإرهاب, ويعود الفضل في هذا التجمع العربي الإسلامي الأمريكي (للسعودية) التي استثمرت ثقلها العربي والإسلامي، وزيارة ترامب التاريخية لها، للدعوة لعقد مثل هذا التجمع، بهدف نشر السلام والتسامح والقيم الإنسانية والتعايش المشترك، وتصحيح صورة الإسلام المعتدل والصحيح، وعلاقة أمريكا بالعالمين العربي والإسلامي والعكس، وتأسيس شراكة جديدة في مواجهة الإرهاب والتطرف، وتوحيد الجهود للتصدي للفكر المتطرف، ومحاربة الإرهاب الحقيقي الذي تقوده وتدعمه إيران وأعوانها، الذي يهدد الأمن والسلم في المنطقة.
من الواضح أن المملكة كقائدة للعالمين العربي والإسلامي، وكقلب نابض لهما، أخذت على عاتقها استثمار الزيارة التاريخية الأولى للرئيس ترامب، التي تحظى باهتمام عالمي وإعلامي كبير يعكس أهمية الحليف الاستراتيجي الأول الذي يتوجه له الرئيس الأمريكي عادة في أول زيارة خارجية له، من أجل خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، لتبقى كعادتها دوماً بيتاً وحضناً دافئاً لكل العرب والمسلمين. وعلى دروب الخير نلتقي.