د. خيرية السقاف
يتهندم المرء في مظهره فيرتدي الثوب النظيف الأنيق الشذي المناسب لقوامه ولونه..
في هذا حسن تقدير للذات, وللناظر إليه..
وكثير من الناس يحرص على هندامه, بل هناك من يبالغ فيه شكله فيضيف إليه تفاصيل فائضة, لا تضفي إليه جمالاً, وهناك من يحرص على بساطته فيضفي إليه ظلال روحه..
الهندام وعاء يندس فيه الجسم, وتُستر به أجزاؤه..
مثل هذا الهندام الخارجي هناك هندام داخلي, والفارق أنّ الثوب لا يتكلم بصوت, بينما الداخل يفعل في سلوك المرء الإجرائي, المطبق على الأرض حيث يتحدث الثوب مع خطو لابسه!!..
فمحتوى باطن المرء هندامُه هو سلوكه الخارجي, بكل تفاصيل هذا الهندام, ومظهره!!
ما يقول ومن ثم ما يفعل, ما يعد ومن ثم ما ينفذ, ما ينوي ومن ثم ما يطبق, ما يفكر ومن ثم ما يُجري..
لا أدري لماذا طرأت لي هذه المفارقة وأنا أتأمل بعمق أناقة الرئيس الأمريكي, وأفراد أُسرته, وهذا المظهر باذخ الثراء الذي يطلون به بين الأنظار, وهم يتحركون حيث يكونون في المواقع الرسمية, وبين الجمهور الشعبية, وداخل بيوتهم بأريحية, وعلى المنصات العامة, ما ينم عن بِنْـية ذوق ذات رسوخ..
هذه الأناقة الظاهرة, نتوسم أن أتكون موازية لأناقة الباطن في سلوك التنفيذ الفعلي لها مع قضايا الشراكة, وجدول أعمالها شاسع الرؤية, متعدد المحاور, مقنن القضايا, محدَّد التفاصيل في زيارة الرياض, فنتأكد من وجهي الهندام تماماً..؟!
إذ كلنا أمل فيما يبسطه التوقع لمسارات فاعلة, وجادة, وذات خطوط واضحة, وبرامج تنفيذ حاسمة, ووفاء جاد لتفاصيل الشراكة في هذه الزيارة..
ولعلنا نصل إلى تطبيقات مفعمة بشذى هذه الأناقة في تنفيذ الوعود, ووضع قواعد انطلاق تنفيذها, ورفع سُقف أبنيتها, ودك قواعد الثقة في لياقة تفاصيل هندام الباطن لجعلها واقعاً فعّالاً, بمثل ما تُلمح أناقة المظهر في تفاصيله فتفاصيلها !!
فمرحباً بالأنيقين كلهم في الرياض
ويد صادقة ممتدة لهم , بعزيمة جادة تستقبل بأناقةِ باطنٍ لا يتلوّن.