مها محمد الشريف
الأهداف المشتركة متقاربة بين الدول الباحثة عن السلام ومفهوم أمن واستقرار شعوبها ورفعتها وفق مقتضيات داخلية وخارجية، أن طبيعة العلاقة بين الدول المشاركة في القمم المقامة بالعاصمة السعودية - رياض العرب - تشير إلى توافق مبدئي على حل الأزمات، وعمل دؤوب على إنهاء الحروب الأهلية في سوريا واليمن وليبيا، وإنشاء مناطق آمنة، وعقد مفاوضات خاصة بين فلسطين وإسرائيل، وتحديد التفسيرات الممكنة التي يريدها ترامب، لإجراء صفقة تاريخية تقدم حلولاً للنزاع العربى الإسرائيلى.- أو بمعنى أدق، النظر إلى التحديات التي تواجه الشركاء بعين ثاقبة وتفطن لكل الجهات في فضاء الجغرافيا والتاريخ.
جاء التقدير الدولي للمملكة من مختلف دول العالم الإسلامي والدول الصديقة لهذا الحدث التاريخي برؤية واحدة، هي «العلاقة كفصل من فصول التلاحم»؛ لتجديد الالتزام المشترك نحو الأمن العالمي، والشراكات الاقتصادية الراسخة والعميقة، والتعاون السياسي والثقافي البنَّاء.
كما نلاحظ أن تفاصيل «القمة السعودية - الأمريكية» و«القمة الخليجية - الأمريكية» و«القمة العربية -الإسلامية- الأمريكية» كانت لقاءات تحمل معها آمالاً تبشر دلالاتها بالخير للأمم قاطبة - آمال تستقل قطارًا سريعًا إلى المستقبل المشرق كنتيجة لسياسة متوازنة ومنسجمة مع سياسة المملكة وحلفائها لأهميتها كدولة إسلامية وقبلة لكل المسلمين.
حيث شهدت القمم سلسلة من الاجتماعات الثنائية بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تركزت على إعادة تأكيد الصداقة العريقة وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية الوثيقة بين البلدين.
وقد استهدفت كل هذه الاتفاقيات التغلب على الصعوبات التي واجهت العالم في العراق وسوريا وقضايا الإرهاب ولائحة المطالب الأخرى الأكثر أهمية، ففي قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية اجتمع قادة مجلس التعاون مع الرئيس الأمريكي الذي عبر فيها في أحد خطاباته إلى اتحاد خليجي أسوة بالاتحاد الأوروبي، ومناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء علاقات تجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
بصورة أكثر خصوصية نسلط الضوء على التطورات التي شهدتها المملكة في كثير من الحقول من خطط ومحاولات جادة لإحلال عصر صناعي منظم وتنفيذ فوري للاستمرارية نحو المستقبل بخطى ثابتة، تعمل من أجل استقرار دول الجوار وفي غمرة الفترات العاصفة من الحروب الأهلية والحركات الإرهابية في الوطن العربي، ولذلك ستكون القمم مع الرئيس الأمريكي، ومع قادة الدول الإسلامية حول العالم لمعالجة سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفعالية من أجل سلام دائم والقضاء على الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران ومنع التهديدات الدولية من خلال تعزيز التطرف والعنصرية والعنف والكراهية وملفات أخرى مؤرقة.
ولكن مرة أخرى نستطيع القول إن هناك قمة صنعت الآراء والمواقف والبرامج وسيشهد، ملتقى «مغردون 2017» شكلاً معرفيًا وعميقًا تتناول فيه كيفية تفعيل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في محاربة التطرّف والإرهاب، وإدراك غاية كلمة الرئيس دونالد ترامب في المشهد العام للقمة بمشاركه قادة هذا الملتقى، ومن بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن الطرق المتنوعة التي شرحت مفاهيم منفردة أثناء القمة فتحت مجالاً كبيرًا للنقاش وشددت على اكتشاف الأخطاء المستفادة من الاعتراضات المصاحبة للقرارات السياسية السابقة في القضايا الدولية، وبمقدار الأهمية شارك المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، الذي يسعى إلى منع انتشار الأفكار المتطرفة من خلال تعزيز التسامح والتعاطف ودعم نشر الحوار الإيجابي. إذن، أدت هذه القمم الثلاثة إلى حقيقة مشبعة بالتفاصيل تتصالح مع الصواب وتتناقض مع الأخطاء وتتشكل إستراتيجيتها في مطابقة الواقع، ويصبو الجميع إلى اختيار وسائل ملائمة لإنقاذ الشعوب في مناطق الصراع من الحرب والتهجير.