«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
قال معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. محمد بن عبدالكريم العيسى خلال حلقة نقاش بعنوان «جهود المملكة في محاربة الفكر المتطرف»، والتي ألقاها صباح أمس على هامش القمة العربية الإسلامية الأمريكية قال إن المملكة لعبت دوراً مهماً من خلال أجهزتها الأمنية لمواجهة التطرف وتبنَّتْ خطاباً برؤية بناءة لمواجهة خطاب التطرف على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي لتبيان سماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف، ومن خلال تعاونها مع دول العالم للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية التي لا علاقة لها بالإسلام.. ومن خلال تدشين أكبر مركز عالمي لمكافحة الإرهاب والتطرف، والذي دُشِّنَ من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي ترامب، إضافة إلى إعلان المملكة مع ماليزيا بإنشاء مركز الملك سلمان للسلام العالمي الذي يعنى بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ الوسطية.
وأكد العيسى أن منظمة المؤتمر الإسلامي العالمي قد قامت بالعديد من الإجراءات لإيضاح حقيقة الإسلام ومواجهة تشويهه من قبل داعش والقاعدة والجهات الداعمة لهما ومعالجة عشوائية وفوضويات العمل الإسلامي لدى بعض الجهات.
كما قامت الرابطة بمواجهة العاطفة الدينية لبعض المتطرفين والمتشددين وإيضاح منهجهم غير السليم من خلال التعريف بالدين الإسلامي السمح من خلال برامج متعددة لإيقاف هذا الزحف عند هؤلاء الشباب الذين يحملون هذا الفكر المتطرف الذي يُراد منه تشويه الإسلام والمسلمين، ومن خلال إيضاح المنهج الإسلامي الحقيقي والوسطية.. مشيراً معاليه بأن الحالة المتطرفة هي حالات استثنائية تسعى المنظمة العالمية الإسلامية إلى التواصل مع الدول لمحاربة هذا الفكر المنحرف وإيضاح سماحة الإسلام.
وبيَّن العيسى بأن الإرهاب مثل القاعدة وداعش قام على أولوية متطرفة لا على أساس عسكري أو سياسي، موضحاً بأنه لا يمكن هدم هذا التطرف إلا بالقضاء على هذه «الأيدلوجيات» واقتلاع هذه التنظيمات من جذورها ومن خلال شراكات قوية مع الحكومات في العالم لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومن خلال وضع إستراتيجيات وقوانين للحد من هذه التنظيمات التي تسعى لزعزعة الدول.
وكشف د. العيسى في حديثه لوسائل الإعلام بأنه تم الوصول إلى العديد من مواقع التواصل الاجتماعي التي تسعى إلى نشر الإرهاب بين الشباب وإتلاف بعض المنصات واختراقها بالتعاون مع العديد من الدول.
وأضاف العيسى أن على المسلمين المقيمين في دول العالم أن يحترموا أنظمة البلدان وأن لا يشوهوا صورة المسلمين والإسلام وأن لا يعادوا هذه الدول، وأن يحترمون البلد المضيف لهم وعدم تجاوز الأنظمة والقوانين خاصة الذين أعطوا الجنسية في هذه البلدان، وأن يبتعدوا عن الأفكار المتطرفة الهدامة والتزمت التي لا تحسب على الإسلام وعلى المسلمين، حيث حرصنا في رابطة العالم الإسلامي ومن خلال المؤتمرات واللقاءات التي عقدت في كثير من دول العالم وآخرها ما عقدناه في الاتحاد الأوروبي، حيث تم اعتماد وثيقة عالجت كثيراً من القضايا والمفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين.
وأوضح العيسى بأن هذا المؤتمر العربي والإسلامي الأمريكي سوف يكون له نتائج إيجابية تعكس حرص هذه الدول على محاربة التطرف وكبح المليشيات المتطرفة، والتعاون مع الدول لمحاربة هذا الفكر، إضافة إلى المنظمات العالمية لاحترام حقوق الإنسان أي كان مذهبه، وأن رابطة العالم الإسلامي تسعى إلى الوسطية الإسلامية السمحة من خلال تعاونها مع الدول للقضاء على هذه القنابل الموقوتة التي تدار من دول ومنظمات تريد أن تشوه ضورة الإسلام والمسلمين وتخلق عداوات مع دول العالم.. ولكن ستكون رسالتنا للإنسانية جمعاء بأن الإسلام دين سماحة ودين محبة ودين وسطية وننبذ الإرهاب والتطرف.
وامتدح العيسى المركز الدولي لمكافحة الإرهاب حيث قدَّم دراسات وأبحاثاً وخططاً جديرة بالاهتمام لمكافحة الإرهاب في العالم، والتصدي لهذه التنظيمات والمواقع واعتراض الرسائل وتفكيكها، مشيراً إلى أن المناصرين لداعش ليسوا من مدرسة واحدة بل هم خليط وفكرهم مختلف عن بعضهم بعضاً، ومؤكد أن الشعارات الطائفية قد خدمت داعش والتنظيمات الإرهابية، وهي أكبر دعم لها وأكبر محفز لها.
وأشار العيسى بأن المملكة أسهمت ونجحت في نشر أسماء المطلوبين، ومن خلال حملاتها القوية لترصد هذه التنظيمات وهزيمة هذا الفكر.
وقال العيسى إن هناك ما يقارب من 45 ألف مقاتل متطرف من 101 دولة التحقوا بالتنظيمات المتطرفة داعش منهم 1500 شخص من بلد واحد أوروبي تم إثارة عواطفهم عن طريق المواقع الإلكترونية فالتحقوا به.