د. خيرية السقاف
اليوم تستضيف «الرياض» عاصمة الأُمّة الإسلامية رئيس الولايات المتحدة ..
ولأنه أول رئيس يبدأ بها, بأول زيارة رسمية له فإنّ «الرياض» بكل فرد في هذا الوطن, ترحب به بتفاؤل كبير,
ترحب به بكل ما عرفت به قيم الأصالة, والعروبة, وأريحية الثقة, وطمأنينة الخطو..
الرياض اليوم تستقبله, والجيران, والإخوة, وشركاء الحياة, والطموحات, والتوقعات, والعمل, والأمل..
هذا الترحيب به يعني:
أن نحتفي بالعلاقات الهادفة للسلام, للأمان, للحياة المطمئنة للإنسان,
أن نحتفي بالإرادة العازمة على سعادة الإنسان بما يطور مقدراته,
ينوع مصادر تنمية احتياجاته,
يزيده ثقة في قيمة التبادل الفعّال بين الأقصى, والأدنى..
يقنن سبل الربط, والتعاون, والشراكة, والتفاهم, وتقدير فوارق الخصوصيات, وتمكين نقاط الالتقاء, وتعزيز قنوات التفاعل الحيوي, المستديم, أخضر الطريق, واضح المنعرجات, جليّ النوايا..
أن نحتفي به والرياض في أبهى أنوارها, وألوانها,
تمتشق أعمدة علوِّها أعلام ضيوفها, ومريديها جنباً إلى جنب, سواء بسواء
هو الاحتفاء الصادق, الواعد بكل ما تتطلع إليه المنطقة كلُّها, وقد احتوتها الرياض, وتحتويها, مذ علت أفراحها اطمئناناً, وأمناً, وبناءً, وتطوراً, وجواراً رضياً
وبعد أن أرعدت مآسيها, بنت ورفعت فجاء من يدس فيقض, مهدت وبسطت فجاء من يشق ويُردي, بعد أن أمنت واستقرت, فانبجس شلال الطامع الأثيم أقلق, وتمادى..
هذه الرياض اليوم بثوبها الحضاري, وبروحها العربية, ببخورها الطيب, وبطعامها الرضيِّ وبقلبها الكبير النقي, وبزنديها الممتدين للاحتواء, والتعاون, صدراً فسيحاً, ووعياً ثاقباً, ورؤية شاسعة عميقة, وطموحاً عالياً, وأملاً كبيراً, وتصوراً بعيداً للضيف, والمضيفين له معها, من أجل مستقبل لكل المنطقة تلتحم فيه خيوط نسيج علاقات ذات آثار تبني بيد, وتلم بيد أخرى شتات القلق, وظل ذؤابات الشر في المحيط.
في تطلع جمعي للسلام, والطمأنينة, والأمن, والعمل البنّاء, والحياة المتاحة في انسيابية لكل إنسان من جهة,
ومن جهة أخرى لأنّ الرياض لسان المسلمين, وموقف الشركاء, وحاملة رسالة السِّلم, والسلام, ومن يشد في النسيج خيوط الوئام..
مرحباً ترمب,
مرحباً بالخطو نحونا,
مرحباً من ثم بما سيؤول إليه هذه الخطى من حصاد مثمر, بهيٍّ, يانع, أخضر.
هكذا تقول الرياض بأعلامها, وأضوائها,
بحركتها المنسابة نحو الاستقبال.
وبأملها النابت نحو الإثمار!...