د.عبدالعزيز الجار الله
ينظر إلينا الغرب أو البعض من المستشرقين والرحالة والبلدانيين ممن زاروا بلادنا في فترات تاريخية وحديثة بأن الجزيرة العربية هي نهاية يابسة العالم في المحور الأوسط أو غرب آسيا، وبالتالي الشعوب في السعودية والخليج والجزيرة العربية هي شعوب تعيش في آخر الحافات اليابسة وما بعدنا بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، ولا أدري ما سبب التسمية هل هي: بيئية، جغرافية، حضارية، سكانية..؟.
الممرات الحضارية التاريخية كان معظمها يابسة في الجزيرة العربية، وأشهرها الممر الحضاري الذي يبدأ من: الجزيرة العربية ثم العراق وبلاد الشام ثم آسيا الصغرى تركيا وأذربيجان ثم الوصول إلى أوروبا.
الرئيس الأمريكي ترامب جاء من وطنه من اليابسة الأمريكية التي يفصلنا عنها المحيط الأطلسي -الذي كان يطلق عليه بحر الظلمات لـ(حلكته) وسواده وظلمة مياهه القاتمة-، ويحمل معه مشروعات: سياسية، اقتصادية، استثمارية، وحضارية، عبر اجتماعات ثلاثة: الأول مع السعودية، واجتماع ثانٍ مع دول الخليج، واجتماع ثالث مع دول العالم الإسلامي. فهذه الاجتماعات لها من الناحية الجغرافية محاور أساسية تتلخص بالتالي:
أولاً: محور البحر الأحمر، يتمحور حوله أو قريبة منه العدد الكبير من دول وسكّان العالم الإسلامي في غربي آسيا وشرقي إفريقيا: بلاد الشام، السعودية، دول الخليج عبر مياه بحر العرب، اليمن، مصر، السودان، إرتيريا، جيبوتي، إثيوبيا، الصومال.
ثانياً: محور إفريقيا، وسط القارة، وغربها المطلة على المحيط الأطلسي وهي: المغرب، موريتانيا، السنغال، غامبيا، غينيا، سيراليون، ليبيريا، ساحل العاج، غانا، نيجيريا، الكاميرون.
ثالثاً: محور المحيط الهندي، ويضم الكثافة العددية من السكان المسلمين في دول: تنزانيا، موزنبيق، ماليزيا، سنغافورة، باكستان، الهند، بنغلادش، إندونيسيا.
إذن يلاحظ أن ترامب الرئيس الأمريكي يجتمع مع الدول التي تشترك مياه بحارها ومحيطاتها (الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي) مع مياه المحيط الأطلسي لتشكل تجارة كبيرة وعملاقة في نصف العالم الجنوبي، بعيدا عن المحاور القائمة في شمال العالم.